مصر المدنية : هناء السعيد
من أين جاءوا بإسلامهم؟!!
عبارة قالتها والدة القتيل اللبناني الذي قتله إمام مسجد.
قتله لأنه قال له”حل عن ربي”، فثار حامي حمي السماء وطعن الرجل بمعاونة اشقاءه 12 طعنة ومثل بجثته!!
غضب إله الأرض من كلمة هي حق محض، نعم هذا الشيء وأمثاله سرقوا الله، يتحدثون بإسمه، يوقعون عنه، يأمرون بعكس أمره وينهون عما اباحه، لا يعرفون سوي اغراضهم، لا يعرفون سوي عشق سلطة علي الناس لا يستطيعون التمرد عليها وإلا احرقهم الله في جهنم، أو قتلوهم كما فعل شيخ لبنان.
ولكني سأجيب الأم المنكوبة عن سؤالها، إسلامهم جاء من بطون سطور في ماضينا، سطور قسمت الناس لفرقة واحدة ناجية و مبتدعة كفار ملاعين، هجرهم حلال، عرضهم حلال، وبالتالي إزهاق نفسهم حلال حلال حلال.
إسلامهم قال “من بدل دينه فاقتلوه”، والإسلام قال”لا إكراه في الدين”وضمن لكل نفس منفوسة أن تؤمن إن شاءت أو تكفر.
إسلامهم فيه ان القدرة علي هذا المخالف لرأيهم هي السلطان، هي الرخصة التي بها يفعلون به الافاعيل، ويمزقون جسده بعد أن مزقوا روحه بالبغضاء بلا شعور باثم، بل ربما سبق ذلك صيحة تكبير!!
الله الأكبر الكبير جعلوه قاتل يبارك القتل ويحرض عليه، يأمر الناس بجهاد في سبيله يعتدون به علي بقاع الأرض فيحصلون علي المال والنساء والامجاد.. ويحصدون الرقاب التي ترفض شريعتهم!!
وربي حرم الفواحش وحرم الإثم والبغي بغير حق، ربي لا يعرفهم وهم يزعمون أنهم أهل ذكره وفهمه.
ولازلنا نبارك تلك السطور، ونسأل مدعين الحيرة والانزعاج.. هل الشيوخ تقتل؟!
قطعااا من حفظ هذا عن ظهر قلب ما أسهل ان يحمل سكين، يظن أنها سكين الشرف.
صرح وزير الخارجية اللبناني أن ما حدث سببه التطرف والتكفير، وصدق، فما من بقعة في العالم سلمت من الإرهاب باسم الدين.
ولكن ماذا فعلنا لمكافحة التطرف؟
تركت المنابر بكل أنواعها لمن ينشرون الفكر المتطرف، لمن يكفرون المسيحي، ويحرضون علي الشيعي، ويلعنون الدرزي، ويهدرون دم الملحد، ويسخرون من الصوفي و يشوهون اهل الفكر والفن و..
و يعاقبون من يدعوا للسلم، ويجنح لصريح القرآن ان الله وحده هو أحق بمحاسبة عباده وأن الإيمان تصديق قلب واحتمال وطاقة عقل لا يرغم أحد عليه.
بل وزدوا الطين بلل بأنهم الآن يشرعون في بلدي لوضع قانون يجرم إهانة الرموز التاريخية، وعليه او وجزء من توابعه أنه لا يمكن لأحد أن يحذر مجتمعه من اتخاذ التاريخ كمصدر للتشريع، وتقديس كل ما جاء به، علي أن ما يسموه”إهانة” هو نقد وبحث علمي ورأى مبرهن بأدلة، وإلا فكلنا نرفض كل فعل غير أخلاقي ونرفض لمزاعم بلا برهنة.. العقوبات بالسجن والغرامة المالية هي مكافأة من يحاول إيقاظ مجتمعه وحماية الحاضر من بعض الماضي الذي خلق كل انحراف سود ايامنا ووجهنا امام العالم الذي يعتبرنا عشيرة قطاع طرق وعصابات موت تحارب الحياة !!
وهل نحن إلا ابناء تاريخنا وتراكماته التي لابد من حسم موقفنا تجاهها وإعادة قرأتها بعقلنة وضمير إنساني وإلا فلا نلوم إلا غفلتنا!!
“حلوا عن ربي”، الكلمة التي ماقالها أحد بلسان المقال أو الحال أو حتي في ثنايا خواطره إلا كان ثمنها روحه
وكأن إله العالمين حتي يعود للعالمين لابد ان يكون الثمن هو الدماء، الدماء التي زوال الدنيا عنده تعالي أهون من نزيف قطرة منها.
رحم الله الفقيد، ورحم الله كل من سنفقده إن استمر الوضع علي ما هو عليه..