صدق او لاتصدق ..هذا مايجري في عراق اليوم
بقلم :سعد الأوسي.. اول سجين رأي في العراق بعد 2003
في الثمانينات وقبل انتهاء الحرب مع ايران كنت في زيارة لاحد ابناء عمومتي في منطقة زيونة وسط بغداد وهي منطقة يقطنها كبار ضباط الجيش العراقي فشاهدت احتفالا كبيرا امام احد الدور السكنية القريبة من الدار الذي كنت اقصده اذ انتشرت السيارات الرئاسية الفارهة ورجالات (الحماية) هنا وهناك بصورة كبيرة! وبعد استفساري عرفت ان الحفل هو زواج شقيقتين في آن واحد من قبل افراد حماية الرئيس صدام وان هاتين الشقيقتين هن بنات لاحد الضباط الكبار الذي كان يحمل رتبة عميد ركن تعرضن لحادث اغتصاب على أيدي رجال دخلوا بيتهن وقاموا باغتصابهن بالقوة لما يمتلكنه من جمال خارق وطول فارع!
وبعد رؤيتهن للوحات تسجيل السيارة وتعقب والدهن الضابط والعسكري المعروف بنباهته لهذا الامر عرف ان السيارات تعود إلى مكتب صدام حسين! فتقدم بطلب لمقابلته لامر خاص وهام وعاجل لا يمكن تأجيله.. وخلال 24 ساعة كان امام صدام وجها لوجه.. حينها كانت الحرب توشك ان تضع اوزارها فقال الضابط لصدام.. انا في جبهات القتال.. ادافع عن شرف العراقيات والعراقيين.. وبعض من رجالك قاموا باغتصاب بناتي ؟
بدأ الغضب يرسم علاماته على وجه صدام فاصدر أوامره على الفور باجراء تحقيق سريع وعادل (بس مو شفاف)! ووجه بأن يكون التحقيق بحضور والد الفتيات وجاءوا بمن قام بالجريمة اليه خلال أقل من نصف ساعة فقط من اجراء التحقيق! وهم أربعة من افراد حمايته الذين ذهبوا الى منطقة زيونة وقاموا بتعقب الفتاتين حتى دخولهن الدار التي يسكنن فيها.. اثنان قاموا باقتحام الدار واغتصاب الفتاتين بينما بقي الاثنان الاخران جالسين في السيارة ؟
اعطى صدام اوامره على الفور بأن يُعدم كل واحد من هؤلاء بطريقة تختلف عن الآخر! فتمّ اعدام الاول بايقافه في منحدر واسقاط قطعة كونكريتية عليه واما الآخر فتم اسقاطه من احدى الطائرات الخاصة من على مرتفع كبير! اما الثالث فتم اعدامه شنقا والاخير رميا بالرصاص! وتم تسجيل تنفيذ الاعدام لكل حالة فيديويا وعرضها على جميع افراد حماية ومرافقي صدام ومن يعمل في المكتب الخاص له وكذلك عرض الفلم لعمليات الاعدام على ابناء المسؤولين في قاعة الخلد ليكونوا عبرة للاخرين اذا ما فكر احدهم بالاعتداء على (بنات) الناس ؟
ثم قام بتزويج الفتاتين واشرف بنفسه على ذلك الزواج وقدّم لكل واحدة منهن هدايا عبارة عن دار سكنية وسيارة صالون حديثة وطواقم ذهبية واثاث كامل وشهر عسل في اوربا ؟
هذه الحالة تذكرتها وانا اطالع وشعر رأسي وقف واقشعر بدني للمواضيع التي تناولتها وسائل الاعلام من فضائيات وصحف وبعض الوكالات الاخبارية من حدوث لعمليات الاغتصاب لصبيات لا تتجاوز اعمارهن الخمس او الست سنوات! ولايمكن لنا نسيان ماتعرضت له الطفلة البريئة بنين واخريات وحدوث اكثر من عشر حالات متكررة لنفس الاعمار وكذلك لبعض النساء العراقيات اللواتي لا حول لهن ولا قوة مثل تلك الموظفة التي تعمل في شبكة الاعلام العراقي التي اغتصبت من قبل بعض المصورين لقناة العراقية وعدد من افراد حماية مدير عام شبكة الاعلام العراقي الاسبق وكان الفصل من وظيفتها هو النتيجة التي تنتظرها! في خطوة وقحة اقدمت عليها ادارة شبكة الاعلام المدعومة من قبل آل صباح في الكويت وترك الجناة يسرحون ويمرحون وما التقرير الذي ارسله هذا اليوم المدعي العام في العراق القاضي كاظم الطائي الى رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود والذي يثبت فيه ويؤكد اغتصاب السجينات في المعتقلات من قبل ضباط التحقيق والمصيبة ان النائبة حنان الفتلاوي خرجت علينا اليوم من على شاشة الشرقية الفضائية لتقول وبكل وقاحة و(كباحة)! ان بعض المعتقلات هن من هي متهمة بالبغاء! اي بمعنى يجوز اغتصابها في السجون حسب مفهوم السيدة الفتلاوي ؟
فهل هناك من ينتخي لهذا الشرف العراقي الذي بات يستباح كل يوم في وضح النهار وامام انظارنا؟! وهل هناك من يجري التحقيقات الفورية وانزال القصاص العادل واقامة محكمة خاصة وعادلة لمن يقترف الجرائم وينتهك حرمة العراقيات؟ وهل هناك من ستهتز (شواربه) لماجري لنساء العراق ؟