حكمة الخالق في الكون

لازال الصراع محتدما بين المؤمنين بالخلق الالهي للكون بما فيه من احياء وجماد ، وبين المصدقين لنظرية التكوين العشوائي pizagmanوالصدفة من الطبيعة ونظرية التطور والانتخاب الطبيعي وصراع البقاء .
لكن الابداع في التصميم والروعة في البناء والتكوين والتوحيد في العناصر البنائية والتنظيم الدقيق للخلق لا يتماشى مع العشوائية والفوضوية في التكوين ولا يأتي الابداع من الصدف التي يدعيها اصحاب التطور . لابد ان وراء الخليقة خالق مبدع يفوق الخيال والعقل في وجوده قادر حكيم جبار وكلي القدرة .
لندرس لمحة من تكوين الكون ونرى الحكمة العظيمة في وجوده ومَنْ وراء ذلك الوجود .
وُجِدَ الكون من لاشئ اي من العدم قبل 13.7 مليار سنة . والعلم يقول المادة والطاقة لاتفنى ولا تخلق من العدم ، فمن أين جاءت مادة الكون وطاقته الجبارة ، غازات وغبار وذرات وعناصر كيميائية وطاقة حرارية وإشعاعية هائلة ملأت الكون في جزء من الثانية .
لنرى بعض الامور التي تحكمت في خلق الكون ونرى حكمة الخالق في خلقه .
– (كتلة – طاقة) الكون الموجبة تعادل (الكتلة – الطاقة) السالبة والمحصلة لهما في الكون تساوي صفر وهذا يعني استقرار الكون .
– كل ذرة من مادة الكون ولكل عناصره الكيميائية هي متعادلة كهربائيا رغم وجود الشحنات الموجبة والسالبة في جسيماتها في البروتونات والالكترونات ، هذا يدل على استقرار المادة بحكمة ربانية ولا تتحكم بها العشوائية .
– التوزيع المتجانس لأشعاع الخلفية الكوني يدل على وجود مُنظِم وراء ذلك فهو متماثل في كل مكان ، وهذا لاينطبق مع العشوائية والصدف .
– معدل تمدد واتساع الكون متماثل في كل ارجاء الكون ، وهذا لا ينطبق مع العشوائية
– توزيع المجرات في الكون بشكل متناسق يدل على خالق حكيم مقتدر ينظم كل شئ ولا يتركه للعشوائية والفوضى .
– الارض الكوكب الوحيد الذي فيه الحياة يحميه غلاف غازي وطبقة من الاوزون تمنع تسرب الاشعة الكونية القاتلة للحياة ، وفيه الاف الوسائل التي تديم استمرار بقاء الحياة من حرارة وضوء وهواء وماء وغذاء ونباتات بكل الاصناف وخيرات في باطن الارض كالمعادن والنفط للبناء والاعمار . وهذا يدل على ان الخالق للحياة يريد ان يحميها ويبقيها تحت رحمته وحمايته ، فهو الرحمن الرحيم ، اما بقية كواكب المجموعة الشمسية ، فهي اما بلا غلاف غازي يحميها او يحيط بها غازات سامة قاتلة ولا حياة فيها .
– جميع هذه الخصائص وكثير غيرها اساسية لخلق كون وجدت فيه عناصر ملائمة للحياة ولبقائها.
لو كان الأنفجار العظيم أكبر من ذلك الذي حدث لتسبب في تشتيت الغازات الكونية لدرجة لايمكن معها ان تتجمع لتكوين المجرات . وعلى العكس لو كان اضعف من ذلك لأنهار الكون على نفسه قبل ظهور الحياة ، لقد تمدد الكون ببطء يكفي لتكوين المجرات والنجوم والكواكب ، لكن ليس ببطء كافٍ يخاطر بأنهياره على نفسه .
– المعروف عن الانفجارات انها فوضوية الاتجاه والانتشار ، اي مقدار الضغط لا يتساوى في جميع الجهات عن المركز . بينما ثبت لعلماء الكونيات ان الأنفجار العظيم كان بنفس القوة في جميع الاتجاهات وفي جميع انحاء الفضاء ومتناغما بدرجة دقيقة جداً ، وهذا ليس من نتاج العمل العشوائي بل تحكم به رب خالق قدير .
– اجساد كل الكائنات الحية أنسان وحيوان ونبات، وكذلك الجماد تتركب من نفس عناصر الكون الكيميائية الموجودة في النجوم والمجرات ، لأن خالقها وصانعها واحد .
هذه حكمة الخالق في خليقته
وخلق كل شيء فقدره تقديرا

صباح ابراهيم (مفكر حر)؟

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.