كانت تاباتا في التاسعة من عمرها فيما كان فاربيشيو في التاسعة والثلاثين عندما التقيا لأول مرة، وكان متزوجا وصديقا لأسرتها وقد تحرش بها واغتصبها لأكثر من عامين.
وبعد سنوات عديدة حدث اللقاء الثاني، ولكن فابريشيو كان مقيدا هذه المرة، وكانت تاباتا هي من وضع القيود الحديدية في يده لتجذبه بيد بينما تحمل يدها الأخرى مسدسا.
وقد نقلته لزنزانته وأغلقتها عليه وأخيرا شعرت بالراحة.
صديق الأسرة
كان فابريشيو مصورا فوتوغرافيا لطيفا ومتحدثا لبقا يجذب من حوله بقصصه عن رحلاته والشواطئ والأنهار والأماكن البعيدة.
وبعد لقاء قصير مع الأسرة صار صديقا لوالد تاباتا يلعبان الكرة سويا في الأمسيات، وسرعان ما انضم فابريشيو وزوجته لتاباتا ووالديها في رحلات التخييم في المنطقة التي يعيشون بها على ضفاف نهر أوروغواي جنوبي البرازيل.
وتقول تاباتا:” وسرعان ما بدأ التحرش بي، لم أفهم ما كان يفعله، لقد كان يضايقني ما يحدث، ولكنني لم أدرك أن ذلك جريمة، وعندما كنا نغيب عن الأنظار في النهر أو الغابة كان يغتصبني.”
وتضيف:” لم يشك والداي في شيء، كانا يثقان به تماما، فكرت كثيرا في إبلاغهما، ولكنني خشيت من غضبة أبي وكان عصبيا فقد يقتله ويذهب إلى السجن، وقد لا يصدقانني، واستمر هذا الوضع لأكثر من عامين.”
رد فعل عنيف
وفي سن الحادية عشر بدأ رد فعلها يأخذ منحى عنيفا فكانت تصرخ وتسب وتحاول المقاومة. وفكرت كثيرا في إبلاغ والدتها ثم تراجعت مع تدهور صحة الأم وحتى لا تزيد من مشاكلها.
وفي ذلك الوقت تم ضبط والدها وقد تورط في علاقة حميمة مع زوجة فابريشيو فتحول الصديقان إلى عدوين فانتهت علاقتهما، وبالتالي انتهت محنة تاباتا.
وفي السنوات التالية حاولت نسيان تلك المحنة دون جدوى فقد ظلت الذكريات تطاردها فبدأت تتشارك سرها مع بعض أصدقاء المدرسة، وعندما كانت في السادسة عشر من العمر أبلغت إحدى صديقاتها والدة تاباتا بالأمر، ليتضح أن والديهما كانا قد علما أن فابريشيو متحرش بالأطفال.
وقالت تاباتا:” أبلغتني أمي أن المصور اعتدى على فتيات أخريات فغضبت كثيرا، كنت أعتقد أنني الضحية الوحيدة لأكتشف أنه دمر حياة أخريات”.
الشرطة
وبعد سبع سنوات من محنتها أبلغت تاباتا الشرطة التي لم تجر أي تحقيقات.
وبعد 6 سنوات أخرى، حصلت تاباتا على شهادة في القانون وكانت تتلقى تدريبا لكي تصبح ضابطة شرطة، ولكن القضية كانت ما تزال في مكتب المدعي الذي قال لها إن القضية مر عليها وقت طويل ولا يوجد دليل إدانة.
وعندما كادت تاباتا تفقد الأمل في رؤية مغتصبها وراء القضبان طرح والدها فكرة التواصل مع الضحايا الأخريات فقد كان توفر الدليل أمرا حيويا لفتح التحقيق.
ومع توفر الأدلة صدر ضد فابريشيو حكم بالسجن لمدة 7 سنوات، ولكنه قدم استئنافا وظل مطلق السراح.
غضب في باكستان إثر اغتصاب وإحراق طفلة في الثامنة
وأصبحت تاباتا في الرابعة والعشرين من العمر وتقول إن محنة الطفولة ساهمت في اختيارها مسارها المهني.
وخسر فابريشيو الاستئناف واختفى في مزرعة بعيدة. ولكن نجحت الشرطة في القبض عليه ووضعت تاباتا القيد الحديدي في يديه وزجت به في الزنزانة بنفسها وتنفست الصعداء.
المصدر بي بي سي