يعتبر العيش في المنطقه المحصوره ما بين جنوب شرق المحيط الهادي وحتى شماله ثم نزولاً الى جنوب شرق المحيط الهندي من أخطر الأماكن التي يمكن أن يعيش فيها البشر لما فيها من تهديد بيئي على حياتهم في هذه المنطقة التي يطلق عليها تسمية : حزام النار .
يمتد حزام النار الى مسافه تصل الى 40 ألف كيلومتر تملأوها الخنادق والأخاديد المحيطية العملاقه , وهي عباره عن مناطق فراغ بين الصفائح التكتونيه المكونه لقشرة الأرض , وبسبب هذه الفراغات الهائله تتعرض الصفائح التكتونيه الى حالة عدم الثبات في أماكنها فتتحرك أما متباعده مما يسبب تكون البحار التي تتسع بمرور آلاف السنين مكونة المحيطات , وإما أن تقترب هذه الصفائح التكتونيه من بعضها فتصطدم ببعضها مولدة قوة هائله تؤدي الى حدوث الزلازل أو البراكين أو كليهما معاً .
اذا فتحت خارطة ( گوگل إيرث ) وتجولت في فراغ المحيط الهادي فستشاهد تحت الماء خندق محيطي يقع جنوب شرق قارة اميركا الجنوبيه يقابل جزر السندويج يدعى ( خندق جنوب السندويج ) . إصعد قليلاً ستشاهد خندقاً آخر مهول الحجم يمتد على طول الساحل الغربي لقارة أميركا الجنوبيه يدعى ( خندق بيرو – تشيلي ) , إصعد قليلاً ستشاهد أميركا الوسطى محاطه من شرقها ب ( خندق بورتو ريكو ) ومن غربها ب ( خندق وسط امريكا ) . إصعد الى الألاسكا ستشاهد ( خندق أليوشيان ) الذي يمتد من سواحل ألاسكا الجنوبيه وحتى الساحل الثاني من مضيق بيرنگ في روسيا . مباشرة يتصل خندق أليوشيان ب ( خندق الكوريل ) و ( خندق اليابان ) اللذين يقابلان سواحل اليابان واللذين يتصلان ب ( خندق ماريانا ) الذي يقابل جزر سانت ماريانا ( أو كما كانت تدعى بجزر الحراميه ) ويتفرع خندق ماريانا عند جنوب اليابان الى ( خندق نانسي شوتو ) ثم ( خندق ميندا ناو ) الذي ينزل الى جزر التونگا ليكون ( خندق تونگا ) و ( خندق نيو هبريدس ) ثم ينزل الى نيوزيلندا مكوناً ( خندق كارماديك ) .
الخندق الأخطر الذي يوازي خندقي ( نانسي شوتا ) و ( ميندا ناو ) الواقعان في المحيط الهادي , هو ( خندق جاوه ) الذي يقع في المحيط الهندي والذي يوازي جزيرتي جاوه وسومطره الأندونيسيتان لأن حركة الطبقات التكتونيه في فراغ هذا الخندق هي التي تسببت في السونامي الذي ضرب أندونيسيا يوم 26 ديسمبر 2004 , وكان نفس هذا الفراغ هو الذي أدى الى حركة الطبقات التكتونيه التي أدت الى بركان كاراكاتاو الذي وقع يوم 27 آب 1883 .
إندونيسيا رابع دولة في العالم من حيث عدد السكان شَهِدت عام 1883 الإنفجار الأعظم في تاريخ العصر الحديث وهو أشهر الكوارث العالمية المعروف ب ( بركان كاراكاتاو ) الذي قُتِل فيه قُرابة 40 ألف شخص .
عندما ثار هذا البركان في جزيرة كاراكاتاو الصغيره الكثيفة الأشجار بعد أن ظلَّ خامدًا لمدة 200 سنة ، بدأتْ تحدث فيه سلسلة متفرِّقة من الإنفجارات الضعيفة والمتوسطة ، وبعد ثلاثة أشهر بلغت الإنفجارات ذروتها فحدثت هزه أرضيه عنيفه ثم ثار البركان وأحدث في قاع البحر فوهه عملاقة سحبت الماء من البحر وحولته الى بخار فصار يدفع الحمم الى الأعلى , مثلما يقذف ( قدر ضغط ) ما بداخله من طعام الى سقف المطبخ فيما لو تم فتح الغطاء المحكم عنه وهو يغلي .
دوَّت الإنفجارات العنيفة التي أنتجت أعلى صوت سمعته البشريه الى حد اليوم ، سُمع على بعد مسافة 5000 كم بعيدًا عن مكان حدوثه كما لو أن مدفعية ثقيله ترمي قنابلها من مكان قريب جداً .
إرتفعت سحب كثيفة من الدخان والأتربة البركانية نحو السماء بإرتفاع 80 كم لتغطي مساحة 500 كم مربع في المحيط الهندي . ساد الظلام الدامس في المنطقه مدة ثلاثة أيام قبل أن تظهر الشمس من جديد . عندها ضربت جزيرتي جاوه وسومطره موجات سونامي عاتيه زاد إرتفاعها عن 30 مترًا .
بسبب الغبار البركاني المحمل بمختلف أنواع المعادن والأملاح الذي دار مع الهواء 7 مرات حول محيط جميع الأرض ظهر لون الشمس في السماء كما لم يره بشر لا من قبل … ولا من بعد .
قوة إنفجار هذا البركان تعادل 10 آلاف مره قوة إنفجار القنبله النوويه فوق مدينة هيروشيما , وأغلب الذين ماتوا دفنتهم ملايين من أطنان الحمم التي قذفها البركان , غير أن معظم الذين قتلوا في ال 160 مدينه التي تحيط بالبركان كانوا قد قضوا بسبب موج السونامي الذي شفط الماء من المحيط بقوة أثرت حتى على السفن الراسية في سواحل بيرو وتشيلي في شرق المحيط الهادي .
يقدر حجم الحمم التي ألقاها هذا البركان على سطح الأرض عند ثورته ب ( 21 كيلومتر مكعب ) !!! هل تقدرون معي معنى مكعب ( طول ضلعه 21 كيلومتر ) ؟؟؟ ورغم هذا لم تزل الحياة قائمة على الأرض … أفلا يعقل بعض الذين بالترهات يؤمنون ؟؟