اذا طبعت عنوان هذا المقال على موقع غوغل فسترى صوراً لم تكن تعتقد أنك ستراها لبشر عراة أو أشباه عراة محجوزين في مواقع يقوم الناس بالقدوم والفرجة عليهم كما يتفرجون على الحيوانات في حدائق الحيوان
في الفترة ما بين 1870 _ 1871 حاصرت بروسيا فرنسا وحين جاع الفرنسيون أكلوا الحيوانات المعروضه في حدائق حيواناتهم , عند نهاية الحرب جلبوا بشراً من مستعمراتهم وعرضوهم في هذه الحدائق بدل الحيوانات , وكان الإقبال للفرجة عليهم يقدر بعشرات الآلاف في اليوم الواحد
نهر الكونغو نهر طويل يقسم الكونغو الى قسمين شرقي وغربي , القسم الغربي إحتلته فرنسا وأسست عليه (الكونغو برازافيل ) والقسم الشرقي إحتلته بلجيكا وأسست عليه ( الكونغو كينشاسا ) . الملك ليبولد الثاني ملك بلجيكا كان يحلم أن تصبح لديه مستعمره ليتشبه ببقية ملوك أوربا الذين يمتلكون الكثير من المستعمرات , حين إحتل الكونغو ومباهاة بما حصل عليه نقل المئات من الكونغوليين الى بروكسل وفتح بهم العديد من حدائق الحيوان البشريه وعرضهم لضيوفه ليدلل على كونه صاحب مستعمره
قارة افريقيا قاره غنيه جداً ولهذا تدافعت الدول الأوربيه على احتلال أجزاء منها مما أوقع بين دول أوربا الكثير من المشاكل ومن أجل حلها عقد مؤتمر عام 1880 لحل هذه المشاكل وتقاسم المصالح . بعد الحرب العالميه الثانيه قررت الولايات المتحده وضع يدهاعلى كل افريقيا وطرد جميع المحتلين منها , وهكذا بدأت ما تسمى بالحركات التحرريه التي هي في الحقيقه حركات تبديل مستعمر بمستعمر . بالنسبه الى الكونغو برازافيل وضعها ديغول في قائمة الدول التي سينسحب منها تحت مسمى منحها استقلالها وخرج منها
الوضع في الكونغو كينشاسا كان أعقد كثيراً لأن بلجيكا ترفض الإنسحاب منها , لهذا شنت عليها سلسله من الحروب القذره المتداخلة الجبهات , لن ننسى مقتل بياترس لومومبا رئيس وزراء البلاد , ولا مقتل داغ همرشولد الأمين العام للأمم المتحده , ولا مقتل آلاف الكنغوليين , رغم ثراء البلد بالنفط والماس واليورانيوم والمطاط يعيش اليوم في فقر مدقع
نأتي الأن الى حدائق الحيوان البشريه الأمريكيه التي إمتلأت بالفلبينيين . إسبانيا كانت تحتل المكسيك والفلبين ربطت بينهما بأسطول تجاري يدعى ( غاليون مانيلا ) بقي يعبر المحيط الهاديء طيلة 3 قرون جيئة وذهاباً . عام 1898 قررت الولايات المتحده وضع يدها على هذا الغاليون فأعلنت الحرب على اسبانيا وطردتها من المكسيك وفي مؤتمر باريس الذي عقد بعد الحرب تم إجبار اسبانيا على بيع الفلبين 7107 جزيرة بمساحة 300,000 كيلو متر مربع وعدد سكانها ذلك الوقت حوالي 50 مليون نسمه , بيعها بسعر 20 مليون دولار فقط على أنها جزر نائيه غير مأهوله , ثم نقلت الولايات المتحده المئات من سكانها وإفتتحت بهم حدائق حيوان بشريه
بعض الانثربولوجيين سوغوا مثل هذه الأعمال تحت مسمى دراسة الإختلافات في طبائع البشر , وبعض الإجتماعيين سوغوها تحت مسمى تعارف الشعوب في وقت كانت فيه المواصلات والإتصالات صعبة وغير ميسره , اليوم وبوجود قوانين حقوق الإنسان التي ترتكب في ظلها مختلف الجرائم ضد الإنسانيه , نعد هذه الحدائق إنتهاكاً صارخاً لكل معايير الكرامه الإنسانيه