كانت والدتها مسيحية متدينة بعض الشيء حيث أنها كانت تصلي في البيت ولم تكن تذهب إلى كنيسة , أما عمتها فقد كانت مثل أبيها مسلمة ولكنها كانت متدينة , كانت تجمع بعض التبرعات المالية وتعطيها للإخوان المسلمين , نشأت في حي الروضة في القاهرة وهذا قبل أن تكون زوجة لرئيس الجمهورية, أي أنها كانت تجمع التبرعات وهي حدث صغيرة في العمر قبل زواجها بالسادات , وهذا كله حسب زعمها بعد عمرٍ طويل, ويقال بأنها قالت ذلك لأنها حين سنت قانون الأحوال الشخصية,وهو ما يسمى حتى اليوم باسم(قانون جيهان السادات) كانت بهذا القانون على حسب الرأي العام قد خالفت فيه الشريعة الإسلامية, بينما هي تصر على أنها لم تكن ولا في يوم من الأيام كانت مخالفة للإسلام أو ضد الجماعات الإسلامية , درست في المدارس الإرسالية التبشيرية , والدها طبيب مصري معروف وأمها مسيحية بريطانية الجنسية.
أول كتاب قرأته كان للمنفلوطي وهي قصة رومانسية عن رجل غير جميل عشق امرأة جميلة جدا وعشقته بسبب كتاباته لها حيث لم تهتم لشكله بل اهتمت بعقله وثقافته , حضر السادات في السويس عيد ميلادها الخامس عشر وغنى السادات لها أغنية فريد الأطرش(يا ريتني طير واطير حواليه) فقد كانت هذه هديته لها لأنه لم يكن يملك المال,وكان عمره في ذلك الوقت30 عاما,قالت عنه بعد عمرٍ رجلٌ من أسرة فقيرة أقحم نفسه في السياسة سُجن على خلفية قضية اغتيال (عثمان أمين) في 6 يناير 1946م, وهرب من السجن,كانت حياته حافلة بالمغامرات , كان من الممكن له أن يعيش كأي ضابط ويؤسس أسرة مستقرة مثله مثل أي ضابط في الجيش , تلك الصورة رسمها لها عنه:(حسن عزت) فعشقته قبل أن تراه,رجلا مكافحا ومحبا لمصر, قالت عنه: اتفقنا منذ البداية أن لا أتدخل في عمله نهائيا وأن لا يتدخل هو بالبيت وبتربية الأطفال نهائيا , ولم تكن تتوقع أن السادات وعبد الناصر يخططون للثورة.
وصفت السادات:رجلٌ لا يتكلم كثيرا, يستمع أكثر مما يتكلم, أحبته وهو لا يملك جنيه واحد في جيبه وفاقد لوظيفته بعد اتهامه وسجنه بقضية اغتيال : عثمان أمين, وحين برأته الدولة من القضية سنة 1948/بقي أيضا بلا وظيفة, قالت عنه: رجل شديد السمرة وأحببته, وفقير جدا وأحببته لم تكن تنظر إلى شكله وإلى جيبه عشقته من بعيد على سمعته وجرأته التي فاقت الآفاق, رجل كثير الصمت وليس محبا للأكل وللشرب: رجلٌ يحب الجلوس طويلا ولساعات لوحده يبحلق في السماء محبا للحرية ويعشقها لأن فترة السجن قد أثرت عليه تأثيرا واضحا, حتى أن معدته تأثرت بالسجن وعاش طوال عمره محبا للأطعمة الخفيفة على المعدة..,
وفي المقابلة التي أجراها السادات مع والدتها يوم تقدم لخطبة جيهان ذات الستة عشر عاما غير المكتملة, سألته عن رأيه ب(تشرشل) فقال لها كلمة واحده(لص) , مما أزعج والدتها , أما بالنسبة لوالد جيهان فقد اشترط على السادات أن يوافق على زواجه من ابنته شريطة أن لا يتدخل بالسياسة بعد هذا التاريخ, طلّق زوجته الأولى في فترة خطبته لجيهان , وهي لم تشترط عليه الطلاق ولكن هو الذي أصر عليه , وهنالك ملاحظة مهمة فبرغم الوعي الثقافي والسياسي الذي كانت تتمتع به جيهان السادات لم تكن تعلم عن الانقلاب العسكري الذي قاده السادات وعبد الناصر وباقي الضباط الأحرار حتى أنها استمعت للبيان من الإذاعة المصرية ولم تفهم من البيان الذي أذيع بصوت السادات أن هذا انقلاب , ولو لم يكن السادات ضابطا في الجيش لكان كاتبا ناجحا حيث كان يملك مَلكة الكتابة هو وأخته سكينه السادات, وربما أن جيهان معذورة ذلك أن البيان السياسي لو يقرأه اليوم أي إنسان لن يفهم منه أنه انقلاب أو ثورة إلا شيئا واحدا وهو أن هنالك شيء يحدث في الجيش , ولم يكن دور السادات إلا إذاعة البيان على رأي عبد الناصر أن صوت السادات صوت جهوري وقوي ومناسب للبيان, وليلة الانقلاب السياسي أراد السادات أن يحفظ خط الرجعة فحجز تذكرة سينما له ولزوجته جيهان, لكي يقول إذا فشلت الثورة(كنت في السيما أنا ومراتي) بينما جيهان السادات قالت: لا هو أراد أن يمتعني بالحياة كخطوة وداع منه لي إذا فشلت الثورة وأُلقي القبض عليه, لم تكن الثورة من وجهة نظر السادات من أجل أن يحكم الشعب نفسه بل من أجل أن تحكم النخبة الشعب, أي أن الضباط الأحرار وعلى رأسهم السادات وعبد الناصر انحازوا لصالح الديكتاتورية العادلة أو المستبد العادل , بينما محمد نجيب الرئيس الأول كان يريد أن تنتشر ثقافة الحرية والتعددية السياسية فتم عزله وسجنه في بيته مدة طويلة حتى حن وعطف عليه السادات , وبعد أزمته القلبية عام1960 غير كثيرا من أسلوب حياته وخفف التدخين وقبل ذلك كان يفكر بالهجرة هو وجيهان إلى لبنان ويعتزل الحياة السياسية بالكامل غير أن عبد الناصر لم يوافقه ورفض استقالته, غير أن جيهان السادات لم تكن ترى في السادات ديكتاتورا بل ديمقراطيا , وفي سنة 1956 تخلص السادات وعبد الناصر من مجلس قيادة الثورة وتم إلغاءه نهائيا واستولى مجموعة صغيرة من الضباط على كل شيء في مصر وجيروا كل شيء لصالحهم , تخلص الضباط الأحرار من مَلِكٍ واحد وجاءوا للشعب المصري ب13 ملك, وهذا ما أنكرته جيهان السادات طوال عمرها.