جنود فضائيون في الجيش العراقي

iraq-securityتردد امس مصطلح غريب اثناء الاستماع الى شهادات بعض قادة الجيش عما حصل في الصقلاوية والسجر اذ قال احدالضباط بان بعض الجنود كانوا من الفضائيين، ولم يعط تفصيلا ًاو شرحا لهذا المصطلح في عالم العسكر مماجعل اولاد يضربون كارباعا في اخماس في اعشار لمعرفة ماذا يعني هذا المصطلح.
لم يسعفهم غوغل ولا القاموس العسكري الذي استعاروه من المكتبة الوطنية في سلمان باك ولا حتى الجنود الذين يمرون بالصدفة من مقهاهم خصوصا وان احد كبار الضباط ذكر أن” تعيين القيادات الأمنية التي تدير المعارك لم يكن على أساس المهنية والكفاءة والنزاهة، فضلا عن اثر الفساد المالي المتواجد في الوحدات العسكرية”.
وأضاف أن” هناك مشكلة كبيرة يعاني منها الجيش حاليا بجميع وحداتهم العسكرية، هي وجود ه، فكل فوج من أفواج الجيش يصل عدده إلى (500) جندي المتواجدون منهم 50 فقط” محملا آمري الوحدات العسكرية تسرب الجنود بهذا الشكل في محافظة الأنبار وغيرها”.
الجندي يدفع الى الضابط المسوول من اجل منحه اجازة مفتوحة والضابط يدفع الى الامر ماقسم الله للمصادقة على الاجازة التي ستصبح بعد حين ضمن اجازات الفضائيين وتظل الدوارة تدور وكل ذلك من اجل الدولار بعيدا عن شرف المهنة.
ولكن كان يشغلهم امرا اكثر اهمية ولهذا تركوا الفضاء والجنود وعادوا الى موضوعهم المضحك المبكي ،موضوع الغاز العراقي الذي يخرج الى الفضاء منذ سنوات طويلة وليس هناك من حكومة استطاعت ان تستفيد منه بل كل هذه الحكومات ذهبت الى الحل الاسهل: دعوه يحترق ولا داعي لدوخة الراس.
والغريب في الامر ان جميع المسوولين ومنذ عشرات السنين ينظرون الى شعلة الغاز الصاعد الى السماء او الى الفضاء كما ينظرون الى صعاديات الاطفال النارية.
وجاءت الحكومة ماقبل الاخيرة لتطلب رسميا من عمتنا ايران تزويدها بالغاز، هكذا وبدون حياء ولا غيرة.
السوال الشرعي الذي ظل يراود اولاد الملحة منذ زمن طويل هو: هل تغغير جينات البعض عندما يركبوا كرسي المسوولية.
ولكن في قضية الغاز لايحتاجون الى دوخة راس ،فقط الايعاز تلفونيا الى احدى الشركات المتخصصة لاستغلال الغاز وعدم السماح له بالهروب الى الفضاء.
الا احد يعرف كم من الاطنان الغازية تسربت منذ اكثر من قرن ولكن المعروف تماما ولا اي حكومة جاءت ويحمل اصحابها شيءيا من الغيرة والشرف على هذا الشعب وثروته.
وليزعل من يريد ذلك.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, يوتيوب. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.