للتعرف على تاريخ تركيا الحديث علينا أن نعرف الأسباب الحقيقيه التي وقعت بموجبها معركة غاليبولي بين الجيوش البريطانيه والقوات التركيه التي قادها يهودي الدونمه من سالونيك كمال أتاتورك ولمصلحة من كان نصره , وكيف إستغل ذلك النصر ليصنع لنفسه مجداً تمكن به من قلب نظام الحكم العثماني ليحول تركيا الى جمهوريه تعمل مصده لقطع صلة الوصل بين أوربا الشرقيه والغربيه , ولمصلحة من كان ذلك
بموجب معاهدة سايكس بيكو التي لم نكن لنعرف بها حتى اليوم لولا الخلاف الحاسم الذي وقع بين ستالين ووزير إعلامه آنذاك تروتسكي , مما جعل تروتسكي يفضح المعاهده التي كانت روسيا القيصريه طرفاً فيها , عندها عرفنا أن بريطانيا وفرنسا قد تقاسمتا أملاك الرجل المريض في الشرق الأوسط فوقع إقليم سوريا تحت سيطرة الإنتداب الفرنسي
لواء الإسكندرونه هو جزء من أرض حلب مطل على أقصى نقطه في الجانب الشرقي من البحر الأبيض المتوسط , أما سنجق هاتاي فهو جزء من ذلك اللواء تأسست عليه جمهورية هاتاي التي دام وجودها من 7 سبتمبر 1938 لغاية 29 يونيو 1939 وبعد هذا التاريخ تحولت الجمهوريه الى جزء من اراضي تركيا بقرار صدر في 7 يوليو 1939 وتم تنفيذه في 23 يوليو 1939 وضمت إليه مقاطعات أخرى هي إرزين ودورتيول وحسا
رفض كمال أتاتورك قبول الإنتداب الفرنسي على الإسكندرونه مدعياً أن اللواء هو أرض تركيه منذ 40 قرناً , وهذا كلام عاري عن الصحه تماماً يفنده أن الترك أنفسهم كقوميه لم يكن لهم وجود في الأناضول قبل القرن 11 الميلادي وقبل إحتلال السلاجقه لأجزاء من الدولة العباسيه والسيطره على بغداد
في العام 1937 قام ممثلو فرنسا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا وتركيا بإعداد دستور للواء الإسكندرونه من خلال عصبة الأمم التي كانت الولايات المتحده رافضه للدخول فيها أو التوقيع على أي من مقرراتها لأنها كانت تريد لنفسها هيمنة أكبر على حكم العالم , وبسبب هذا النزوع الى الهيمنه أوقعت الحرب العالميه الثانيه لتدمير عصبة الأمم وتأسيس الأمم المتحده على أنقاضها حيث تتمتع الولايات المتحده من خلال الأمم المتحده بهيمنه مطلقه على مقدرات العالم مع هامش بسيط لجميع أمم الأرض الأخرى . بوجود عصبة الأمم كانت الولايات المتحده تتحرك من خلال الحكومه التركيه نفسها ولهذا ففي نوفمبر 1937 وصل الدستور الجديد الى الإسكندرونه وأصبح موضع عمل , غير أن اللواء بقي ملحقاً بسوريا دبلوماسياً , أما على مستوى الدفاع فبقي مرتبطاً بفرنسا وتركيا
تم ضم الإسكندرونه إلى تركيا بعد استفتاء مشكوك في صحته نظم عام 1939 في هاتاي , وصف بأنه إستفتاء مزور ومزيف شارك فيه عشرات الآلاف من الأتراك الذين نقلوا على شاحنات من تركيا للمشاركة فيه وحيث قاطعته الأغلبية العربية , عندها قامت تركيا بتغيير جميع الأسماء في اللواء من العربيه الى اسماء تركيه
استقال الرئيس السوري هاشم الأتاسي احتجاجًا على ضم الإسكندرونه الى تركيا ، معتبراً أن الفرنسيين ملزمون برفض الضم بموجب معاهدة الاستقلال الفرنسية – السورية في العام 1936
في 29 يونيو 1939 ، صوتت الهيئة التشريعية في هاتاي على إلغاء جمهورية هاتاي والالتحاق بتركيا وفي 7 يوليو 1939 ، أقرت الجمعية الوطنية الكبرى في تركيا القانون المنشئ لمقاطعة هاتاي ودمجتها مع مقاطعة أضنه ومحافظة سيحان ومقاطعة غازي عنتاب
بحلول 23 يوليو 1939 ، كانت آخر بقايا سلطات الانتداب الفرنسي تغادر أنطاكيا ، وتم ضم الإقليم بالكامل إلى تركيا
ووفقًا لتقديرات المفوضية العليا الفرنسية عام 1936 ، كان عدد السكان يبلغ 220 ألف نسمه , برغم التزوير لم تزد نسبة الإتراك فيهم على 39٪ أما العلويين الناطقين بالعربيه فكانوا 28٪ وبلغت نسبة الأرمن 11٪ العرب السنه كانوا 10٪ العرب المسيحيين كانوا 8٪ الشركس واليهود والأكراد كانوا مجتمعين يشكلون 4٪ من سكان الإسكندرونه , وعلى الرغم من أن الأتراك يشكلون أكبر أقلية عرقية دينية ، إلا أن الناطقين بالعربية بما فيهم السنة والعلويين والمسيحيين كانوا أكثر عدداً
د. ميسون البياتي