جريمة .. وراءها رجل دين

ولدت في بيت واسع وجميل ومستقل ، وأم حنونة محبة مغلوب على أمرها ، ولي عدة اخوة واخوات أكبر وأصغر مني سنا .
أبي تاجر ناجح كما أنه متدين وذا لحية طويلة وكثة ، ويرتدي الجلباب الشرعي ويركب سيارة حديثة غالية الثمن .
ومذ كنت صغيرا كان أبي يأخذني كل يوم جمعة الى المسجد للصلاة وسماع الخطبة، ويفرض عليّ أداء الصلوات الخمس يوميا .
كنت متفوقا بدراستي ، وأحب العلوم كثيرا ومولعا بتعلمها ، وعندما بلغت الخمس عشرة سنة ، أجبرني أبي على الالتحاق بدروس دينية يعقدها شيخ جليل كما وصفه أبي في احدى المساجد مساءاً .
كنا مجموعة من المراهقين الفتيان ، وكان الشيخ يحدثنا عن صحيح الدين ، وإن كنا من الفئة الناجية سندخل الجنة ونحصل على الحور والغلمان ، وأنهار من الخمر والعسل، وسنمارس الجنس مع تلك الحور الابكار بكل حرية وبدون قيد أو شرط ..!!
كان ذاك إغراء لنا ، فمن لا يرغب بالجنس ؟ ونحن بعمر المراهقة ونريد ان نعرف ماهذا الشيء الذي يشوّقنا اليه ذلك الشيخ الجليل ؟؟!!
ثم أنطلق الشيخ يحدثنا عن السلف الصالح وكيف عم الكفر بين الناس هذه الأيام وأبتعدو عن صحيح الدين تحت تأثير الغرب الملحد الكافر الذي يهدف الى هدم الاسلام ..!!
وفي إحدى الدروس ، ضرب لنا مثلا بأن بعض الاحاديث الصحيحة عن المفاخذه تم اضعافها من قبل شيوخ السلطان .. وشرح لنا انه يجوز مفاخذة الصغيرة قبل البلوغ كما يسمى هذه الايام .. والذي يعني ان البنت أصبحت تصلح للوطء .
وقال ان الرسول كان يفاخذ عائشة قبل دخوله بها عندما أصبحت تتحمل الوطء ، والوطء مداس ..!!
كانت غالبية أحاديث الشيخ تدور حول الجنس ..الوطء .. والمفاخذة وحور العين في الجنة ..! وكان يثيرنا جنسيا كل مرّة بأحاديثه تلك ..

كانت تسكن الى جوارنا عائلة لطيفة، ولديهم بنت جميله تبلغ من العمر ثماني سنوات ، وتصلح للوطء كما قال الشيخ ، ففكرت .. لماذا لا أفاخذها على الأقل ..؟؟!!
صرت ألعب معها بالكرة أو اية لعبة أخرى ، المهم ان أكون برفقتها ، واخذت التصق بها واتحسس جسمها ولم تكن تعترض ، لانها طفلة ولاتعي ذلك ..
فتشجعت وصرت اتحسس وأتلمس فخاذها وصدرها الغير مكتمل النمو بحجة اللعب ..!!
وفي أحد الأيام لم يكن أحد من عائلتي في البيت ، فأغتنمت الفرصة كي أدعوها الى بيتنا .. فأدخلتها الى غرفتي ، وبعد ان لعبنا قليلا ، رغبت ان أتسلى بها.. رفعت ثوبها وأخذت اتحسس فخذيها ثم أنزلت بنطالي وأخرجت قضيبي ووضعته بين فخذيها كما علمنا الشيخ .. وطلبت منها ان تضم فخذيها بقوة.. وهكذا أستمتعت بها دون ان تعلم مالذي حصل وسط دهشتها وأستغرابها ..!!
كنا نمارس هذا الشيئ بين فترة واخرى كلما سمحت الظروف ، وكنت أزورها في البيت بحجة مساعدتها بالدراسة ..
وفي يوم من الأيام كنت معها في غرفتها أساعدها في حلول بعض المسائل في الرياضيات.. رغبت أن أفاخذها طالما كانت والدتها مشغولة في المطبخ .. وبينما كنت في نشوتي معها وعلى سريرها .. ولم أنتبه إلاّ وأمها تدخل الغرفة ..!!؟؟
ولما رأت أمها المشهد الصادم صرخت بي ” ماذا تفعل لأبنتي؟؟”
ثم سقطت مغشية على الأرض وسط حيرة وأرتباك الطفلة الصغيرة ..
هربت من بيتهم مسرعا الى بيتنا .. وانا لا أعرف ما الذي سيحدث أو ما سيحصل ..
دخلت غرفتي وانا خائف ..وأفكر هل ما فعلته أمر عادي؟؟
فلو كان أمراً عادياً ماكان لأم الفتاة ان يحصل معها ذلك الذي رأيته منها..
لم يطل أنتظاري حين حضر والد الفتاة بعد أقل من ساعة من الزمن بعد الحادث..
ودار حوار مرفقا بالصراخ بينه وبين أبي ..
وسمعت أبي يصرخ بالرجل ” أنت كذاب كافر.. أبني لم يفعل هذا .. ” وصرخ يناديني..
فخرجت من غرفتي الى الصالة..
سألني أبي :هل صحيح ما يدعي هذا الكافر؟؟!!
اجبت.. نعم ..هذا صحيح !!
أبي: انت كاذب ..تريد تشويه سمعتي.. والنيل من الاسلام ..!!
فصرخت بوجه أبي قائلا له : انت المسؤول.. انت الذي من أرسلني لشيخك الجليل .. والذي علمّنا ” بأن المفاخذة حلال .. وإن لم تصدقني فلتسئل بقية الشباب في المجموعة ” ..!!
عندها إنحنى أبي واخذ يقبل حذاء جارنا والد الطفلة .. ويطلب منه الصفح ..وعدم إيصال الأمر الى المحاكم ..!!
لكن جارنا قال له : ” لا يا تيس .. يا صاحب اللحية النجسة.. لن أتنازل عن حق إبنتي .. وسيدفع إبنك ثمن جريمته النكراء ” ..!! وخرج مسرعا من الدار يسّب ويشتمنا نحن الأثنان ، أنا و والدي ..!!

عندها قال لي والدي : ” يا كلب .. لماذا أعترفت ؟؟.. كان عليك أن تكذّب هذا الخنزير..” !!
وكان ردّي عليه : ” أسكت ..!! هل هذا هو إسلامك يا شيخ الكذب .. والرشوة .. وإرتداء قناع الزهد يا منافق ؟؟ ” ..
غادرت البيت مسرعا وسط صراخ أبي.. وبكاء ..ونواح .. وعويل أمي ..!!
سلمت نفسي للسلطات المختصة .. وأعترفت بجريمتي أمامهم .. لأني أصبحت مقتنع بأن ما قمت به هو جريمة ..!!
قضيت فتره بالسجن .. وخرجت لأجد أني أضعت مستقبلي من اجل لا شيئ .. بسبب سدنة هياكل الوهم والخرافة .. أضعت حياتي وشبابي …

About المفتي ايوب

اني أيوب ناصر المفتي من مواليد بغداد /العراق ، اكملت دراستي الابتدائية والثانوية في بغداد ، واكملت تعليمي الجامعي في جامعة الحكمة / كلية الآداب في بغداد ، وبعدها في المملكة المتحدة لنيل شهادة الماجستير في الادب المقارن . عند عودتي الى بغداد ،تعرضت الى المضايقات والضغوطات التي مارستها الاجهزة الامنية والجهاز الحزبي البوليسي التابع الى السلطة البعثية الصدامية والدكتاتورية ،والتي ادت الى اعتقالي في معتقل الحاكمية السيئ الصيت التابع الى جهاز مخابرات السلطة دون تهمة محددة ، امضيت في المعتقل اكثر من تسعة شهور ، واطلق سراحي بتهمة الاشتباه. غادرت العراق في ١٩٨٠ قبل حرب الخليج الاولى الى المملكة المتحدة دون رجعةا لى في عام ٢٠٠٥ ،اقمت في بغداد لاسبوعين ،ثم غادرتها لعدم قناعتي بعراق مستقر تحت ظروف وطبيعة الاحزاب السياسية القائمة على المحاصصة والطائفية . وعند عودتي الى المملكة المتحدة ، قررت التوجه الى كندا لتكون المحطة الاخيرة في حط الرحال...
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.