علينا نشر عاداتنا وتقاليدنا وثقافة مجتمعاتنا بمنظور عالمي
والمنافسه بما هو ممتاز عندنا .. بين كل الأمم
والتخلص من أي عادة أو تقليد أو ممارسه تحرمنا العيش بإنسانيه
وأن نكون ودودين ورحيمين مع جميع الكائنات
نميّز الخير عن الشر بفهم صحيح
مغادرة بيوتنا الآمنه الى مغامرات في الخارج تنطوي على بعض المخاطره وتتطلب الإستكشاف الذي قد يعرضنا الى الأذى , لكنه في نفس الوقت يجب أن يجلب لنا بعض الفوائد
سأستعير اليوم تجارب بعض الصينيين لإعطاء بعض الأمثلة الداله . السفير الصيني الذي سافر الى الهند ليتعلم البوذيه من بوذا نفسه في القرن الخامس قبل الميلاد , لم يكن مغلق العين إلا على الدين فقط , لكنه كان مفتوح العينين على كل شيء في الحياة , وهكذا فحالما تعلم البوذيه وعاد الى الصين بمذهب ( ثيرفادا ) البوذي ( البوذيه ديانه من 4 مذاهب ) كما عاد الى الصين بالكتاب المقدس البوذي ( تيبياكا ) , روحه المغامره لم تكتفِ بهذا العطاء لقومه .. فرحلته من الصين الى شرق الهند .. كانت الحجر الأساس الذي تأسس عليه ( طريق الحرير البري ) الذي ربط الصين بأوربا فيما بعد
البحار الصيني ( تشنغ خه ) الذي نسميه بالعربية ( حجّي محمود شمس ) كان بحاراً صينياً مسلماً ولد عام 1371 ميلادي , في أسرة مسلمة تدعى ” ما ” من قومية ” هوي ” بمقاطعة يونان في جنوب غربي الصين . تربى في بلاط الأمير ” تشو دي ” أمير منطقة بيجين عاصمة الصين حالياً
قام ( تشنغ خه ) برحلات عديدة زار فيها البلدان التي تقع على سواحل المحيط الهندي وجنوب آسيا وأفريقيا وصل إلى منطقة الخليج العربي واليمن والبحر الأحمر ومكة المكرمة وكان ذلك في سبع رحلات بحرية استغرقت 28 عاماً حاملاً معه بضائع كثيرة من المنسوجات الحريرية والمجوهرات والعقاقير الطبية الصينية كهدايا الى أمراء وملوك دول الطريق لتوطيد علاقة الصين مع هذه الدول .. فكانت تلك الرحلات هي حجر الأساس الذي قام عليه طريق الحرير البحري
احتفلت الصين عام 2005 بمرور 600 سنة على أولى رحلات ( تشنغ خه ) البحرية التي عبر بها المحيط ، بعرض بعض الأثار ذات العلاقة وإصدار مجموعة من الطوابع بالمناسبة معتبرة أياه ( رسول المهمات الدبلوماسية ) و( رجل السلام ) الذي جاب المحيطات ولم يشعل حرباً ولم يقتل أحداً ، ولم يفعل ما فعله كولومبوس بالهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين ولا ما فعله الكابتن كوك البريطاني بسكان أستراليا ونيوزيلندا الأوائل
مثلما تحتاج الشركات الى الإبتكار في منتجاتها من أجل التصدير والإنتشار , ومثلما تحتاج المنتجات الى الجوده لتحوز كعلامات تجاريه على سمعة عالميه , ومثلما يحتاج الرياضيون الى تطوير مهاراتهم الجسديه للتغلب على منافسيهم في مختلف المسابقات .. كذلك يحتاج المثقفون الى ثقافات متعددة المواهب والمعارف للتعبير عن فهم متجدد للعالم , وليس لإجترار معلومات كنا نعرفها قبل قرن أو أقل أو أكثر ثم أثبتت الحقائق التي تتكشف يوماً بعد يوم زيفها وبطلانها
يحتاج المثقف العربي بالتحديد الى تعلم اللغة الإنكليزيه بطلاقه تؤهله للقراءه بيسر وسهوله . لأن الثقافة العربيه هي ثقافة تجهيل . لن تكون مثقفاً اذا قرأت كتاباً أجنبياً مترجماً الى العربيه .. فحتى هذه الكتب تمر من تحت عين الرقيب العربي قبل وصولها إليك . قارن قاموس أوكسفورد ( عربي _ انكليزي ) بنفس القاموس ( انكليزي _ انكليزي ) لتكتشف كم التجهيل الواقع في اللغة العربيه في ترجمة ( مفرده ) وليس في ترجمة ( معلومه ) . إبحث عن أي معلومه على ويكيبيديا باللغة الإنكليزيه وقارن كمية وصراحة الشرح بين المكتوب بالعربي والمكتوب بالإنكليزي ستكتشف العجب
اذا تمكنت من العثور على كتاب أجنبي مترجم الى العربيه أكثر من مره , فقارن بين الترجمات المختلفه لتكتشف أنك لن تستطيع معرفة أين يقع الكتاب بالضبط .. وأين تقع ( لمسات ) المترجم ولا كيف قام مقص الرقيب بتخريم أوراق الكتاب
اذا كان علينا نشر عاداتنا وتقاليدنا وثقافة مجتمعاتنا بمنظور عالمي , وليس بأفق محلي ضيق , فاللغة هي أول ما يجب علينا تعلمه .. لا تخرج الى حصادك الثقافي بمنجل مكسور
د . ميسون البياتي