ثقافة الذبح المتأصلة

كتب الكاتب الاديب د.علاء الاسواني ضمن مقاله بعنوان من يعرف اسكندر طوس؟ ان مانعرفه ان انصار الاخوان ذبحوا اسكندر وتعمدوا الا يفصلوا راسه تماما ثم اتفقوا مع صاحب جرار زراعي واثقوا المذبوح من قدميه وسحلوه وهكذا راي اهل القرية اسكندر طوس الحلاق للمرة الاخيرة مذبوحا مسحولا خلف الجرار بينما راسه المقطوع يتارجح والدم يسيل منه غزيرا فيصنع خطوطا علي الارض وبعدما انتهي انصار الاخوان من مةوكب المذبوح القوا بجثته في الشارع……

هذا المشهد لايقوم به الا وحوش ضارية وذئاب بشرية خلت من الضمير الانساني وتحجرت قلوبهم الشريرة وتجردوا من الاخلاق والادب, كيف يذبح هؤلاء الذئاب المفترسة انسان خلقه الله مثلهم ؟هل هذا من الدين او من الشريعة الذين يجرموا مجرد المساس بهاا واعتبروها خط احمر وفوق مواد الدستور ؟

لكن لم ياتي هذا التوحش الارهابي فجأة او في زمن لحظي بل له جذور عميقة ضاربة في عمق التاريخ العربي الدموي انه ثقافة دم موروثة وتجري في عروقهم منذ طفولتهم تطبعوا بها من دروس التاريخ العربي الارهابي ومن تخاريف ائمة الجوامع التي تحض علي الكراهية واصبح ميراث تراكمي في دمائهم ومن شب علي شئ شاب عليه والتاريخ متخم بامثلة عديدة لاحصر لها ونذكر بعضها علي سبيل المثال لنؤكدعلي ثقافة الذبح المتوارثة :

ذبح الجعد بن درهم في عيد الاضحي

خطب خالد بن عبد الله القسري يوم الأضحى بالبصرة فقال في آخر خطبته: انصرفوا إلى منازلكم وضحوا -بارك الله لكم في ضحاياكم-، فإني مضحٍ اليوم بالجعد بن درهم ؛ ونزل عن المنبر فذبحه بيده وأمر بصلبه وسط صيحات وتكبرات المصليين ومدح وثناء الدعاة والشعراء.

وخالد بن الوليد طبخ راس مالك بن نويره وزنا بزوجته ويقول ابن كثير في كتابه بداية ونهاية انه ذبح سبعين الف مسيحي في العراق وفاء لوعده قطعه لربه ليجري نهرا بدمائهم لكي يرضي الله الجزار

وقد تهلل الدعاة بموقف خالد بن الوليد وامتدحوا دمويته وارهابه حتي عمر خالد في ختام عظته عن عظمة خالد بن الوليد يقول :اسأل الله تبارك وتعالي ان نكون قد احببنا سيدنا خالد بن الوليد واحببنا حضارتنا وتعلقنا بها ..ويالها من حضارة !!!

وفي قصة دموية اكثر وحشية واشد عنفا ليس مع المسيحيين بل مع اخوتهم المسلمين الامويين لان الكراهية والعنف والدم لايتجزأوا , قام السفاح عبدالله بن علي العباسي ( رضي الله عنه ) بقتل اكثر من الف انسان في ليلة واحدة وفرش علي جثثهم سماط العشاء ثم تناول وجبته فوق زفرات الموت وانين المحتضرين وتوسلاتهم ونقل عنه الرواة قوله انه لم يطعم في حياته الذ واطيب من طعامه تلك الليلة

الامثلة كثيرة لاتحصي ومؤلمة جدا ومقززة للغاية ومع هذا نجد الشيوخ والدعاة يعلوا من القتل ويمجدوا من الذبح ويتباهوا بقطع الرؤوس عند اختلاف الراي ويتهموه بالكفر وكأن الله اوكلهم لهذا العمل الدموي للقصاص لم يخالفهم الرأي, ولااظن ان الله سيحاسب الضحية مرة اخري فلا يحكم علي متهم مرتين بنفس الجريمة في الارض والسماء لئلا يكون الله ظالما .

والتاريخ العربي ملطخ بالدماء في كل عصوره بل لاتخلو صفحة فيه من الدم والعنف والارهاب الاسود

يقول يوحنا النيقوسي …فذبحوا كل من وجدوه في الطريق ولم ينج من دخل الكتائس لائذا, ولم يدعوا رجلا ولا امراة ولا طفلا الا وقتلوه ثم انتشروا حول نقيوس من البلاد فنهبوا فيها وذبحوا كل من وجدوه لها من الاقباط العزل .حتي قال النيقوسي عبارته المأثورة وتحمل كل المأسي والحزن علي هذا الاحتلال العربي البغيض (نصمت الآن فانه لايستطاع الحديث عن الاساءات التي عملها المسلمين حين استولوا علي جزير نيقوس )

وكم يدهشني ان مناهج التعليم في المدارس تدرس هذا التاريخ العربي كانه تاريخ مقدس متابطا بالدين والويل لمن يمس احد شخصيات التاريخ فيحل دمه ويتهموه بالكفر والزندقة ويطبقون عليه قضايا الحسبة بتفريقه عن زوجته واقرب مثل لهذا عندما كتب الاستاذ الراحل اسامة انور عكاشة عن عمرو بن العاص انه احقر شخصية في التاريخ قامت الدنيا ولم تقعد وتسابق اعضاء نقابة المحاميين برفع الدعاوي ضده واشترك معهم جمهور من المتنطعين علي الدين دون فهم او دراية وفي جهل مطبق اعتبروا ان الاقتراب من الشخصيات التاريخية حتي لو كانت ارهابية وسافكة دماء بمثابة المساس بالدين في حين ان الدين ثابت ومقدس لكن التاريخ غير مقدس ومتغير ومن صتع البشر .

ان حشو عقول الاطفال بهؤلاء الشخصيات الدموية واعتبار سيرتهم الارهابية بمثابة شجاعة وعمل يقتدي به, يعتبر مصيبة كبري وكارثة عظمي لايبشر بمستقبل متحضر فعندما يشب الاطفال وقد تعلموا ان القتل فضيلة والذبح مفخرة وكراهية الاخر هو الدين يصيروا قنابل موقوتة تنفجر في وجه البشرية جمعاء لان الرذائل تنمو في حياة الطفل كلما كبر حتي اذا اتيحت له الفرصة لايتورع عن تنفيذ ماتعلمه بقتل وذبح من يراه بعد التدمير والهدم والحرق اسوة بالسلف الصالح جدا والقدو الحسنة بامتياز

يقول الجبرتي : الملاعين الاعراب الذين هم اقبح الاجناس واعظم بلاء محيط بالناس .

ويقول البلازري (ان المسلمين قتلوا خلقا لايحصي من الاقباط)

قال عبدالله بن عمرو ان الله كتب الاحسان علي كل شئ فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة

ان ذبح عم اسكندر طوس ليس انتقاما للاقباط الذين ساهموا في نجاح الثورة او نكاية في الحكومة لاشاعة الفوضي العارمة واشعال الحرب الاهلية او تنفيذا لمخطط صهيوني امريكي اسلامي فحسب و كل هذا صحيح وواضح بل الاساس هو المناهج المدرسية للتاريخ الشرير الذي حقنوا به الاطفال وهم براعم صغيرة وشبوا عليه وتطبعوا به وتربوا في احضانه فاصبحت الوهابية متغلغلة في دمهم والسلفية تحت جلودهم والايدلوجية الاخوانية ملأت امخاخهم واصبحوا قنابل موقوتة وخلايا متنمرة ستنفجر في وجه العالم عندما تتاح لهم اول فرصة , فالتعليم هو بيت الداء واصل المرض وان لم تستأصلوه سيقضي علي البشرية .فانتبهوا ياسادة من الوهابية التي قتلت اكثر من سبعة مليون مسلم في اول نشأتها وهاهي الوهابية السلفية الاخوانية تطل برأسها الدميم لتكرر ثقافة الذبح والهدم تنفبذا لاوامر الشياطين ومخططات ابليس وبئس المصير .

لطيف شاكر

About لطيف شاكر

لطيف شاكر اعلامي بامريكا
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.