تيتانك نوري المالكي والضالعون في ركض الضاحية

محمد الرديني

حمل وزير الدفاع الموريتاني اسمه الطويل معه واتجه الى بغداد قلب العروبة النابض ليستعين برجالها على نكد الدهر وويلاته.
اسم هذا الوزير للذي لايعرف هو احمد ولد أدي ولد محمد الراضي.. لا أحد يعر ف لماذا اصر على وسائل الاعلام ان تكتب اسمه بالكامل.
ماعلينا..
الواقع ان هذه اول زيارة يقوم بها مسؤول موريتاني الى بغداد منذ عقد الفقمة العربية فيها منذ اقل من سنة وهي المدة التي سمحت لاولاد الملحة ان يصرخوا بوجه ابو اسراء وزيباري: صرفتم عليها 150 مليون دولار ونريد الحصاد (بطرانين مو؟).
حين يزور وزير دفاع بلد عربي بلدا عربيا آخر فهي بالتأكيد تختلف عن زيارته الى بلد اجنبي حكومته كافرة وزنديقة.
فهو يريد :
1-عقد صفقات اسلحة متطورة يشتهر بها هذا البلد المزار(الحمد لله ليس هناك بلد عربي يتمتع بهذه الصفة المقدسة).
2-عقد اتفاقيات لتبادل المعلومات الاستخبارية من اجل التصدي للارهاب (نحن خبراء فيها من اخمص القدمين وحتى نافوخ الرأس).
نقطة نظام سريعة : للذي يتبع الاخبار سيجد ان مؤتمرات وزراء الداخلية العرب لم تنقطع ابدا ولم يؤجل فيها أي مؤتمر حتى كتابة هذه السطور.
3-بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك (وهي نكتة اعلامية فجة تستعملها وكالات الانباء العربية الرسمية للتخلص من فشلهم في نشر المعلومة الدقيقة والصحيحة).
4-تدريب الطلبة في الكليات العسكرية والفنية بعد ان ذاع صيت هذا البلد المزار بين اعالي القوم وخصوصا في مقاهي الجامعة العربية..
5- التوسط لاطلاق سراح بعض الشباب الذين غرر بهم (خطيه) وساروا مع الارهاب.
6-زيارة تعارف ليس الا خصوصا اذا كانت تكاليف الزيارة بدءا من تذاكر السفر والاقامة والمشروبات غير الروحية وانتهاءا بمصروف الجيب على حساب البلد المزار(كما حدث مع رئيس جزر القمر حين حضر مؤتمر الفقمة مؤخرا واصر على حضور زوجته الخامسة ورضيعها و25 ولدا وبنتا اشاعوا الصخب واقلقوا راحة القوم في المنطقة الخضراء).
وبدون ان نتعب انفسنا في البحث والتأويل فقد وفر علينا سعادة دولة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة معونة البحث والتدقيق حين “أوعز لوزارة الدفاع بالتعاون مع موريتانيا وتقديم خبرة العراق لها في مجال مكافحة الإرهاب لتطوير قدراتها العسكرية والأمنية”.
ما ندري نضحك لو نبكي..
اذا ضحكنا اتهمونا اتهمونا بالفساد الوطني وهو مصطلح جديد(بالباكيت) صرح به اكثر من نائب برطماني ومسؤول مقرب من السلطة التنفيذية والتشريعية والادارية والطائفية غير المنحازة.
واذا بكينا قالوا اننا نبكي في الوقت الضائع وبدلا ان نوفر هذه الدموع لنسكبها في المدن المقدسة بشرط ان نكون حفاة لابسين كفوننا نريد بكل بطر ان نسكبها لغير وجه الله تعالى.
هل درى وزير الدفاع هذا،صاحب الاسم الطويل، ان وزارة الدفاع العراقية بلا وزارة والذي سيستقبله في المطار وزير الاعلام ،اقصد سعدون الدليمي، وشتان ما بين البرتقال والعوسج؟.
هل يدري هذا الوزير ان عراقنا بلا وزير داخلية والذي سيستقبله عدنان الاسدي صاحب الصولات في قنوات السماء السابعة؟.
اذن لماذا جاء الى بلدنا وهو يعرف ان الالاف قد استشهدوا بكواتم الصوت والعبوات النافسة،كما يطلق عليها اولاد الملحة،والسيارات المفخخة؟
هل لديه احصائية بعدد الذين استشهدوا في حفلات الاعراس والمآتم ومازالوا ينتظرون حتفهم ليخلصوا من هذا الزمن الاغبر؟.
اذا كان يريد الاستعانة بخبرة السلطة في مكافحة الارهاب فليقرأ على بلده السلام او ليختار لبلده اسما آخر لها بدلا من موريتانيا وليكن مثلا (مر بينا ياحلو).
يقول احد المحللين معلقا على خبر الزيارة وكأنه”جاب الاسد من ذيله”أن العراق مازال ضعيفا في المجال الاستخباراتي الذي يساعد كثيرا في مكافحة الإرهاب، الأمر الذي يجعله ضعيفا وقد يبدو عاجزا أمام ما تفعله القاعدة وتخطط له من تفجيرات بين الحين والآخر”.
على كل حال لابد ان يقدم اولاد الملحة نصيحة مجانية الى هذا الوزير اذا نوى “وماالاعمال الا بالنيات” وقرر زيارة النجف الاشرف، حينها سيرى بعينه ماذا يحصل هذه الايام.. نريده ان يزور هذه المدينة بشرط الا يلطم والا سيفسد وضوءه.
سيرى ان هذه المدينة تعيش منذ اسبوعين وكأنها فوق فوهة بركان فقد سمع الناس في اقاصي السيبة والفاو وابو غريب والحيانية وورا السدة والقرى القريبة من كردستنا العراق ان هذه الايام تصادف مناسبة دينية جديدة فتراكضوا الى هناك وهم يحملون اكفانهم وبساطيلهم.. هاجت المدينة بعد ان زحف اليها اكثر من مليون شاب وعجوز(النسوان في آخر القافلة لأنهن عورة)..
المدينة القديمة مغلقة امام سير المركبات.. والناس تدخلها سيرا على الاقدام وعليهم ان يسيروا ما لايقل عن 4 كيلومترات(بسيطة فدوى للمرجعية).
واستعانت شرطة المرور بعبقرية ضباطها الذين اغلقوا الطرق الخارجية المؤدية الى النجف وجعلوا للسيارات “سايد واحد” والمارة ال”سايد الآخر.
وسيرى وزيرنا الموريتاني الجانب المغلق من شارع الحلة- الكفل والناس الذين يرفعون الاعلام استعدادا لاستعادة ذكرى غزوة بدر.
وحذاري ان يسأل هذا الوزير عن تكلفة الاعلام التي انتشرت بالملايين على جدران البيوت وبوابات المدينة واعمدة الكهرباء التي ماتزال بلا نور والحمد لله.
ها اخي صاحب الاسم الطويل بعدك تريد خبرتنا في مكافحة الارهاب؟؟.
انت المسؤول اذا كلت (أي).

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.