أثارت صحيفة هآرتس الاسرائيلية لغطاً وغباراً حول اكتشاف بعض الكتابات العربية السابقة على الاسلام في جبل هيما أو جبل كوكب قرب نجران جنوبي المملكة العربية السعودية.. زاعمة أن هذه الكتابات تثبت وجود مملكة يهودية في السعودية!!
الإثارة الصحفية هي التي تقف وراء هذه الاخبار القديمة الجديدة الموجودة في كتابات المؤرخين، حيث لا تقدم الكتابات المكتشفة سوى الدليل المادي على قصة شهداء الكنيسة السريانية في نجران في العام 523 للميلاد.
1- هناك عدم دقة في التواريخ الواردة في التقرير الصحافي.. فالمذبحة التي ارتكبها ملك الحميريين اليهودي يوسف بن أسأر الشهير باسم ذي نواس، وقعت في العام 523 حسب تقرير شمعون الارشمي أو 518 بحسب نقش وجد على ضريح الملك اليهودي يوسف بن أسأر نشره ريكمانس.
2- وعليه فالكتابات التي عثر عليها يجب أن تكون بعد تاريخ المذبحة بسنوات، ولا يمكن أن تكون عائدة للعام 470 بأي شكل من الاشكال، ومن المرجح أن كتابها هم من العرب المسيحيين القادمين من بلاد الشام لنصرة أبناء دينهم.
3- بلغ عدد شهداء الكنيسة وفق الوثائق السريانية حوالي 4 آلاف فيما تجعلهم بعض المصادر الاخرى 20 ألفاً.
3- على إثر هذه المذبحة ارسل ملك الأحباش المسمى كالب بالتنسيق مع جوستنيان امبراطور بيزنطة جيشا بقيادة أبرهة وقضى على مملكة يوسف بن أسأر اليهودية وأقام في اليمن حكومة مسيحية تابعة للحبشة بقيادته.
4- استمرت المسيحية في نجران حتى عهد عمر بن الخطاب الذي أجلى المسيحيين إلى الحيرة رغم العهد الذي منحهم اياه الرسول محمد (ص) بكتاب ممهور، وقد ظلوا يحاولون العودة إلى نجران سنوان طويلة دون فائدة.
5- كانت نجران فيما مضى مقرا لأسقفية الجزيرة العربية التابعة للكنيسة السريانية.
الصورة: لقطة لأحد الأسماء الواردة في نقوش جبل هيما أو جبل كوكب ويبدو فيها اسم بن ملكو.