الى طفل أعرج فقير شهد انفجار عبوة قرب بيت صديقته التي فقدت أمها وبصرها إثر ذلك، أما هو فقد مات بعدها بأسبوع إثر حمى الخوف.
نص ( تلك هي المجمرة) إلى الأرواح التي لا تهدأ
يجوب القفار
أعرج يلثغ
في كفيه دلو ورغيف
يسوق كل يوم خراف المدينة
لأرض يباب
يصرخ عند انبلاج الفجر
يا عشتار انتفضي
في دمك الضياء فأنّى يخفت
رحمكِ لم يلد سوى الموت ولم يكبر
سيري في أرض سومر
كما سارت الخنساء يوم تهاطل عليها الخبر
وأنا المسكين أسرق لكِ الغنم وأقطع الشجر ثم أقتل الأفعى التي رقدت
أرسم لوحة الغفران صفين من حجر
لئلا ترحلي
عودي إلى رب السنابل
ليبعث في تموز الحياة
فيعود من لحده السفلي
عارٍياً عن ذنبه الأوحد
لكنه رغم ذاك مات
مات يا عشتار
فانتحبي
دقي المسامير في نعشه
اوقدي الشمع حول أسوار المقبرة
تلك هي المجمرة
وما أقسى رائحة الشواء
حين تغلي الدماء في الشرايين الصغيرة
وفتاة تنفث عيناها الدخان
تسأل أمها المنهمكة بالوداع: “أمي أين هرب مني النظر؟
فيذوي الصخر ويصمت الوداع )) ،
يعقوب عاد له البصر
فهل سيعود يا أمي لي؟”
تحزن المدينة
تحتسي كأس حلمها
وتغرق في صلاة