تلك هي الثقافة التي تربت عليها أمّك والتي جاءت منها!

sultanagrandfilleاليوم احتفلت جازي بعيد ميلادها السابع….
أعادني الإحتفال بضع سنوات إلى الوراء..
عندما كانت ابنتي أنجيلا بعمرها، سألتني:
ـ ماما، متى يصادف عيد ميلاد أمك؟
ـ أمي أنا؟
ـ نعم!
ـ لا أعرف!
ـ لا…لا بجد!
ـ أقسم لك لا أعرف!
وتسأل أنجيلا بغضب: ـ ماذا تعنين بـ لا أعرف!
ـ أعني لا أعرف!
وظلت أنجيلا تحت الصدمة ساعات…أيام….سنوات…
ولم تزل!
…..
لما كبرت فهمت القصة، لكنها مازالت تحت الصدمة لأنه بغض النظر إن كنا نحتفل أو لا نحتفل لا تستطيع
أن تستوعب أنني لا أعرف تاريخ ميلاد أمي!
اعتبرت أنجيلا ـ ومازالت تعتبر ـ الأمر جريمة بحق جدتها!
جريمة أن لا تعرف البنت التاريخ الذي ولدت فيه أمها!
….
ليس للبنات يا أنجيلا أعياد ميلاد..
لا أحد يعرف متى تولد البنت ولا أحد يهتم عندما تموت…
تلك هي الثقافة التي تربت عليها أمّك والتي جاءت منها!
سألتُ جدتي مرّة: في أي يوم ولدت أمي؟
فردت: قبل ما تدخل فرنسا سوريا بعدة سنوات!
والشاطر يعرف!
…..
عيد ميلاد جازي صادف يوم الخميس، ولكن حتى تاريخ غدا الأحد ستظل الإحتفالات عامرة….
الخميس احتفلت مع أبناء صفها، قبل لحظة الإنصراف بـ ١٥ دقيقة…
زودت فرح صف ابنتها جازي بالآيس الكريم والكيك…
سألها أحد الأطفال: مدام أنا نباتي، هل يحوي الآيس كريم لحوم؟
حبست فرح ضحكتها، وقالت: لا حبيبي، استمتع به!
……
الجمعة احتفلت جازي مع والديها وأخيها بنجي في أحد المطاعم الذي
كان من خيارها..
اليوم السبت كانت جازي ملكة ديزني لاند مع بعض الأصدقاء وأفراد العائلة…
وغدا سيكون بيت التاتا عامرا لنختم الإحتفال…
*******************
كان الله في عون التاتا…
وكل عام وجازي بخير!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.