تكاثر النسل وعلاقته بحجم الكائن

motherinfantفي مملكة الحيوان ، نرى ان الحيوانات الكبيرة الحجم يكون انجابها بفترات متباعدة ومدة الحمل عندها طويلا ، ولا تنجب سوى فردا واحدا فقط ، الفيل ينجب مرة واحدة كل اربع سنوات مولودا واحدا ، ومدة الحمل للانثى يستمر 22 شهراً .
ومدة الحمل عند الحوت 18 شهراً ولمولود واحد فقط ، الزرافة 15 شهراً، البقرة 9 أشهر و10 ايام ، والانسان تسعة اشهر .
اما الحيوانات الصغيرة فهي تنجب مواليد اكثر في كل مرة ومدة الحمل لديها اقل وفيما يلي بعض الامثلة لتناسب الحجم مع مدة الحمل :
مدة الحمل في الغنم 5 اشهر
مدة الحمل في انثى الارنب 30 يوم
مدة الحمل في الفأرة 21-30 يوم
الدجاجة تفقس بيضها في 21 يوم
الحمامة تفقس بيضها في 17-19 يوم
الميكروبات ذات الخلية الواحدة تتكاثر بالملايين في اليوم الواحد بطريقة الانقسام الخلوي السريع.
الطبيعة زودت الحيوانات بقدرة على زيادة نسلها بشكل يتناسب طرديا مع زيادة احتمالات فرص هلاكها وافتراسها من قبل حيوانات اخرى تتغذى عليها ، وذلك لحفظ التوازن واستمرار البقاء وعدم الانقراض الطبيعي . اي معدل التناسل والتكاثر يتناسب عكسيا مع حجم الكائن الحي وطرديا مع فرص هلاكها .
الاسماك تطرح ملايين البيوض في كل دفعه ، نسبة كبيرة من تلك البيوض تؤكل من قبل اسماك اخرى قبل تفقيسها ، ونسبة كبيرة اخرى تؤكل بعد التفقيس ، وتستمر نسبة الانقراض التدريجي اثناء نمو وحياة هذه الوجبة الجديدة من الاسماك ،فالاسماك الكبيرة تأكل الصغيرة قبل بلوغها ، ومن يبقى على قيد الحياة لمرحلة البلوغ ليعيد التفقيس وانتاج البيوض لدورة جديدة تكون اعداده قليلة جدا من تلك الوجبة الاولى .
هذه الحقيقة تنطبق على كل المخلوقات الصغيرة مثل الضفادع والسرطانات والحشرات الزاحفة والطائرة . النسبة طردية دائما بين عدد البيوض اوالنسل والمواليد وعدد احتمالات الموت والانقراض لأسباب عديدة وذلك لحفظ النوع من الانقراض .
الطبيعة الاحيائية والخلق تعمل على البقاء واستمرار الحياة، وحكمة الخالق تعمل ضد الانقراض وتكافح لزيادة النسل رغم المعوقات القاتلة للبقاء ، والدليل على ذلك ان حيامن الانسان والحيوان يتكون ويفرز باعداد هائلة بمئات الملايين وواحد منها فقط يفوز بتلقيح البويضة ، فما الداعي لانتاج الملايين منها ؟
الجواب ان الحيامن الذكرية تمر بممرات تناسلية قد تحوي اجواء حامضية ذات تركيز قاتلة للحيامن ، فيموت خلال رحلة الانتقال الى تجويف الرحم وانبوب فالوب في المبايض اعداد كبيرة منها، واقوى تلك الحيامن واشدها كفاحا للتقدم والاندفاع للداخل هو من يفوز بتلقيح البويضة . وما زالت مرحلة الانتقال والتلقيح محفوفة بالمخاطر والموت يهددها في مسيرها ، فلابد من ان يكون الانتاج بمئات الملايين حتى يتوفر الضمان لوصول احدها للبويضة والتلقيح لتكوين نسل جديد حفظ الجنس و النوع من الانقراض .
فالكائنات الكبيرة لديها القدرة لتقاوم بقوة اعداءها في صراع البقاء والتنافس على الغذاء والاناث ، ولديها المقدرة على تجنب المخاطر والبقاء لمدة اطول في الحياة ، فيكون تكاثرها بطيئا لحفظ التوازن ، بينما الكائنات الاضعف جسديا او مقاومة ضد المنافسين تمتاز بالانتاج الغزير للنسل او الاجيال الجديدة لكونها عرضة للانقراض السريع ، وهذه هي حكمة الخالق في حفظ التوازن للكائنات الحية وليست من مسببات الصدف والعشوائية الداروينية .

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.