قناصة في كل مكان من حولنا، حجم الدمار يسلبك أنفاسك.. يمتد على مدى البصر.. أحياء سكنية كاملة أصبحت حطاما وركاما, قصفت الطائرات الحربية الروسية مناطق المعارضة بلا هوادة.. بينما حاصرت قوات النظام الجزء من المدينة التي تُسيطر عليها فصائل مختلفة من المعارضة. ورغم ذلك، وجدنا ثغرات من الحياة وسط الخراب.. سوق للفاكهة يختبئ في ظل مبنىً مدمرا. طابور من الناس ينتظرون بصبر للحصول على الماء، الذي بات موردا ثمينا هنا. سعود، البالغة من العمر 70 عاما، عاشت في هذه المدينة 40 عاما، حفيدها فاروق، هو مقاتل مع جماعة “أحرار الشام” المعارضة. قُتل تسعة من أفراد أسرتها خلال الصراع، بينهم اثنان من أولادها الثلاثة. سعود: “ماتوا جميعا على خط المواجهة الأمامي.. نرفع رؤوسنا عاليا فخرا بهم.. إنهم إن شاء الله، في الجنة… يكفينا أن نُعبر عن ديننا وعقيدتنا كشعب حر دون أن يوقفنا أحد … يكفينا القتال كمجاهدين والدفاع عن شرفنا ونسائنا.”.. هذه بلدنا.. وسنظل فيها حتى الموت.”
