تغول الميليشيات الشيعية وإغتيال صديقي هاني جبارة

صديق هاني جبارة اغتالته يد الغدر الايرانية

صديق هاني جبارة اغتالته يد الغدر الايرانية

طلال عبدالله الخوري 14\3\2015 مفكر دوت اورج

لاول مرة اعرف بان صديقي الشيوعي “هاني جبارة ” اسمه الرسمي هو “مهنا” عندما قرأت نعوته مصدوما بموت انسان شجاع لا يهاب الموت, مليئ بالحياة وحبها, بنظرته الثاقبة كالصقر ودماثة خلقه, وهو متدين مثل اغلب الشعب السوري واكتسب عقيدته الشيوعية بالوراثة من خاله اللذي كان مثله الاعلى, وهذه مأساتنا في الشرق التعيس حيث كل شئ لدينا بالوراثة, ومثل اي متدين كان مستعدا ان يفدي عقيدته بدمه, وعقيدة الفداء لا تقتصر على الاسلاميين ولكن تشمل كل العقائد بما فيها الشيوعية, وهذا الموضوع كان موضع نقاش بيني وبينه مع رفاقه عندما حاولوا تنظيمي بينهم وفشلوا, ولكن هذا لم يمنع من استمرار صداقتنا لخمس سنين مدة الدراسة بالاتحاد السوفياتي نأكل ونسهر ونخرج ونحتفل سوية كشلة من السوريين يعيشون في سكن واحد في بلاد الغربة.

طبعا مثل جميع الحزبيين في سوريا يعود الفضل بحصوله على شهادته  ووظيفته  الى الحزب الشيوعي وخاله بالتحديد, ولولاهم لكان من بين الغالبية العظمى من السوريين المغلوب على امرهم واللذين لن يدر احد بموتهم او حتى حياتهم.

وبسبب ولائه للحزب ودعم خاله وصل لمنصب عضو الجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري، وعضو اللجنة المنطقية لمنظمة الحزب الشيوعي السوري في دمشق, ورشحه الحزب ليكون رجلهم في الإدارة المحلية كعضو عن محافظة دمشق في لعبة المحاصصات الطائفية والحزبية التي تديرها المخابرات السورية وتتفنن بها, مع انه مسيحي من القنيطرة, وهذا يناسب التوازنات التي تحرص عليها عائلة الاسد في حكم سوريا.

كدت ان اصدم عندما سمعته يشتم الرئيس حافظ الأسد بأقذع الشتائم صارخا مرعدا مزبلاً بين مجموعة من الطلاب العلويين شديدي الولاء للنظام, وظننت بأنه لن يعود لسوريا بعدها, ولكن عندما كان يسافر في كل فرصة من دون ان يمسه احد بشئ, عندها فهمت, بأن هناك تفاهمات بين الحزبين الشيوعي والبعثي حول هذا الموضوع وانه يمكن لبعض الشخصيات الشيوعية المدعومة من روسيا مثل خال هاني جبارة ان يسمح لها بشتم الرئيس حافظ الاسد والتي كانت عقوبتها القتل.

هذه الحادثة تبين ان اغتيال هاني جبارة لم يكن عاديا, وما كان يقوم به هاني جبارة او يقوله هو من السياسات والتفاهمات بين النظام والحزب الشيوعي المدعوم من المخابرات الروسية الحليف والداعم الاكبر للنظام!! فما اللذي حدث حتى يتم اغتياله بهذه الطريقة الوحشية في منطقة التجارة بدمشق القلعة الأمنية للنظام السوري؟

صديقي المهندس هاني جبارة معروف بالنزاهة ومكانته الحزبية دعمته للوقوف في وجه عمليات فساد كبيرة وفضحها، وهذا لم يعجب الولي الفقيه الايراني اللذي يتغول في مدينة دمشق ببناء الحوزات الشيعية وشراء العقارات بالاكراه من اهلها الحقيقيين, وتشييع الفقراء واغرائهم بالمال.. فتم اغتياله من قبل المخابرات الايرانية المتمرسة بالقتل, وانا ابرئ المخابرات السورية في هذه الحادثة لان الشيوعيين جزء من لعبتها.

نعم مقتل صديقي هاني جبارة هو نقطة تحول في تاريخ سوريا ويظهر بوضوح تغول الولي الفقيه بسوريا.

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.