ترتيبات الحياة لصفعنا كل صباح

Salwa Zakzak
في البيت الملاصق موت..ونحن نرتب كلمات العزاء الأكثر أناقة ..
والروح الراحلة عزلاء حتى من تربيتة حبيبة او من يد أمومية تترجى أن يشفى الولد من الموت ويحيا..
في البيت الملاصق فرح نجهل عنوانه..نتدافع للتنكر بكل تفاصيل الأناقة والحضور اللافت…نتنصت على لهفات مكسورة ونتجاهل..ندّعي الفرح بمجاملات سخيفة ولانفرح أونُفرح أحدا..
مايحدث ليس تناقضا ولا صدمة..هو ترتيبات الحياة لصفعنا كل صباح..لابد من الصفعات الأبدية لنخشى من القادم..لنتحايل على الأناقة المبتذلة بتسول كلمة دافئة بطعم الحقيقة.
كلما رتبنا الكلمات ضاع الاحتفال بحضور المعنى..وكلما لطّفت الحياة صفعاتها وأوردتها كمسحة حانية على خد غريب ووحيد كلما أمعنت الحياة في التحايل…


لاعزاء في كل هذا الموت..والكلمات قوارب مطاطية تنمو بالنفخ..ولابد من أن يتوه المنفاخ ذات موت …
لاعزاء في فرح أنيق لايورق صفعات من القلب تهز الأرداف وتحرك الأرجل لنرقص..
لا أحد يرتب موته ولا فرحه..وهنا عمق الفاجعة…
لأرواحنا السلام..وللأجساد الطافية على موج هادر هلوسات التناغم في رقصة يحركها القلب وتهرب منه ثم يلاحقها لتهرب من جديد..
سلوى زكزك

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.