تربينا على الإرهاب ورضعناه من حليب أمهاتنا… نعبد الله إرهابا

sultanاتصلت بي جازي لتخبربني بالنبأ الذي بالنسبة لها سيهزّ العالم: تاتا، خسرت أول سن من أسناني!
ـ تقبرينييييييييييييي!
ـ تاتا، شو معنى تقبريني؟
وهبط سؤالها عليّ كالصاعقة!
يادلي، لو ترجمت الكلمة إلى الإنكليزي ستظن أنني ارهابية من الدرجة الأولى..
أعبر عن حبي لها بالموت والقبر؟؟؟!!
…..
هكذا نحن يا صغيرتي، كل شيء في عالمنا قتل وإرهاب…
تربينا على الإرهاب، ورضعناه من حليب أمهاتنا…
نعبد الله إرهابا….
نصلي له إرهابا…
نطيعه ونطيع السلطة إرهابا…
نأكل إرهابا…
نغني للموت، ونقسم “بنشرب دم العادي شرب”!!!
يقتلهم الله بأيدينا من فرط محبته واحترامه لنا….

ذكرني سؤالها بحادثة وقعت معي منذ سنوات، كنت في طريقي إلى لوس أنجلوس على متن طائرة عالية. بقربي جلست سيدة عربية تتصفح كتابا بعنوان “عشاق العرب”، تستطيع من مجرد النظر اليه أن تقدره أن عمره أكثر من مائتي عام!!
بعد أن ملت منه، طلبت منها أن تعيريني إياه..
وبعد حوالي نصف ساعة من تصفحه وجدت نفسي أحصي عدد المرات التي وردت فيها عبارة “فاستل سيفه وقطع رأس غريمه”!
للأسف ندفع اليوم ثمن هذا “العشق المدمى” موتا ودماءا وقهرا..
….
جازي:
ضعي السن تحت المخدة، الـ
Tooth fairy
سترسل لك طردا بريديا ثمنا له!
انعمي يا حبيبتي بطفولتك، ودعيني من خلالها أنسى طفولتي…
كم أحبك!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.