عليكم أن تتفهموا أولا أنني لست ضد الإسلام أو ضد أي ديانة من الديانات ولا مع واحدة ضد الأخرى ولا أدعو لواحدة على حساب الأخرى, ولكن دعونا نتفكر بيقين, قبل عدة سنوات كان موسم الحج في شهر أكتوبر(10) وبنفس الوقت كانت ألمانيا ( الأوبل والمرسيدس) تستعد لإقامة مهرجان البيره(الجعة), مات في موسم الحجيج مئات الحجاج في السعودية وهم يتدافعون من (مِنى) أو ما يعرف بإسم تدافع الحجيج, يومها لم يقف العالم الإسلامي مذهولا من هذه الأعداد الهائلة التي سقطت مثل الصراصير في مهرجان الحج السنوي وكأنهم تحت أقدام عمال المناجم وصيانة المنازل, لم يكترث أحد بالموضوع نهائيا, مات أكثر من1000 حاج وحاجة, وبنفس الوقت في مهرجان البيره لم يصتطدم (يصطدم) أي سكران مع أي سكران آخر, لم يتحرش أي سكران مع أي سكرانه, لم تسجل جريمة قتل واحدة, لم يتدافع السكارى ليخنقوا بعضهم, كانت الناس والصحف على ما أذكر والمحطات الفضائية العربية الإسلامية تسب وتلعن بمهرجان الكفار مهرجان الخمور وتتوعدهم الفضائيات الدينية بنار جهنم وتتهمهم بالخِسة وبالنذالة وبأن أخلاق الاسلام تنقصهم, ولأزيدكم من الشعر بيتا, تم سكب أكثر من 7 ملايين ليتربيره في مهرجان البيره, وشرب الجميع حتى الثمالة ولم تتزاحم الناس ولم تسجل حادثة سرقة أو اغتصاب, بينما في نفس الوقت اتصل خالي من موسم الحج طالبا من أولاده الدعم والمساندة لأنه تعرض للسرقة, تم سرقة ما يقرب 5000———$——— أمريكي من جيبته وهي نفقات الحج…في مثل هذه الحالة أعتقد أن نشرب البيره أفضل من أن نقتل بعضنا في موسم الحج, وليتحول مهرجان الحجيج إلى مهرجان الخمور وذلك لنتعلم أن نشرب البيره خيرٌ لنا من أن نشرب الدم.
ماذا نستنتج؟
من الطبيعي أننا شعوب عربية إسلامية متدينة جدا جدا, ولكن لماذا ديننا الإسلامي لا يُرتب لنا أخلاقنا بشكل جيد؟ماذا ينقصنا؟ لا ينقصنا لا صوم ولا صلاة, نحن متدينون أكثر من المانيا السكسونية وأكثر من أمراء ألمانيا اللوثرية, نحن نملك محطات فضائية دينية أكثر من كل شعوب الأرض, نحن نملك مساجد ومآذن أكثر من كل شعوب الأرض, نحن نستمع كل أسبوع لأكثر من 100 درس ديني لكل 1000 مواطن عربي مسلم, ومع ذلك أخلاقنا هي الأدنى مستوى لها منذ انحطاط أسعار الفضة والعملات الرخيصة, في موسم حجيج نموت دهسا تحت أقدام بعضنا البعض, حادثة التدافع في (مِنى) ليست الوحيدة خلال 10 عشر سنوات! عشرة أعوام متتالية ونحن في كل عام نسجل احداثا وأرقاما قياسية بالموت في مواسمنا الدينية, وفي موسم الحج بكربلاء للمقامات الدينية حوادث تفجيرات انتحارية, علما أنه لا يوجد في مكة ولا أي حاج شارب للخمرة!! لا يوجد حاج سكران, أو حاج شارب حشيشة أو مخدرات, بينما في موسم مهرجان السكارى في المانيا الكل سكران ومحشش وشارب مخدرات ومع ذلك لم يقتل أحدهم الآخر!!.
وعلى الإشارة الضوئية في الدول الإسلامية لا توجد أخلاق, المواطن والإشارة خضراء يقف أمامك وينظر إليك وأنت تهم بالانطلاق بسيارتك, الناس تقطع الشوارع, الازدحام بالأسواق والتحرشات الجنسية تملئ المكان, لماذا كل هذا؟ حتى أننا لا نملك أخلاقا لطريقة الصعود في الباص أو الأصنصيل.
اقترح على وزارات الأوقاف في العالم العربي الاسلامي اطلاق حملات دينية ودروس توعية أخلاقية لقواعد السير والمرور والتدافع ب(منى), نحن شعوب متدينة وليست سكرانة ومع ذلك لسنا شعوب تتمتع بأخلاق الفرسان ولا حتى بأخلاق الحراثين.
سافروا يا حجاج إلى مهرجان البيره هذا العام وشاهدوا أخلاق السكارى, معظم الوعظ الدينية تقول بأن السكران يقتل دون وعي, ومع ذلك في مهرجان البيره لم يقتل أي شارب شارب آخر, بينما في موسم الحجيج بمكة قتل وداس وتدافع أصحاب اللحى على أصحاب العمائم السوداء والبيضاء, دعونا نكثر من شُرب الأخلاق, أفلا ندعي بأن نبي الإسلام جاء ليكمل مكارم الأخلاق؟ أين هي أخلاق المسلم من ركوب الاصنصيل أو قيادة السيارة؟ نحن لا نكترث لموت المئات من الناس,حياة الانسان رخيصة جدا أرخص من سعر الفجل,ندعي أننا بكامل قوانا العقلية ولسنا مجانين ومع ذلك نقتل بعضنا في تدافع الحجيج والسكارى الذين اضاعوا عقولهم في الشرب لم يتدافعوا على 7 مليون ليتر بيره, معناته نسكر أفضل.
١: بالمنطق والعقل كيف لفاقد الشيء أن يعطيه ؟
٢: من أين تأتي أمة إقرأ بالقيم والشرف والاخلاق ، أمن نبيها الذي لم يعرف يوماً معنى القيم والشرف والخلاق ، أم ربه الديوس والمكار ، وما نقوله ليس تحني بل حقائق إسلامية وقرأنية ؟
٣: وأخيراً …؟
لا خلاص لأمة إقرأ إلا بالتخلي عن عقولها المتعفنة أو الانتحار ، سلام ؟