استقلال كردستان واقامة جمهورية مهاباد الكردستانية الكبرى حلم يراود القيادات الحزبية الكردية في العراق وكذلك اكراد تركيا وسوريا وايران .
مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان المنتهي ولايته وشرعيته منذ سنتين ، استغل الضروف السياسية والعسكرية للعراق لتحقيق حلمه القديم في الانفصال والاستقلال، بالرغم من الانشقاقات الحزبية بين الاحزاب الكردية و تجميده لعمل البرلمان في كردستان ومنعه لرئيس البرلمان من الدخول الى اربيل .
استغل انشغال الجيش العراقي وقواته المسلحة في محاربة داعش في مناطق مختلفة من العراق و ضعف الدولة سياسيا واقتصاديا في الوقت الحالي بسبب انخفاض اسعار النفط في السوق العالمية، كل هذا شجع مسعود البارزاني في اتخاذ قراراجراء الاستفتاء لتقرير مصير كردستان في الاستقلال والانفصال عن العراق واقامة الدولة الكردية بالضد من ارادة الحكومة المركزية والشعب العراقي من العرب والتركمان وقد حنث باليمين الدستورية كموظف في الدولة العراقية ورئيس لاقليم فيدرالي في العراق في العمل على حفظ العراق وسلامته و وحدة اراضيه.
ان اجراء الاستفتاء والتصويت على استقلال كردستان يعرض وحدة العراق وسيادته الى الخطر وتمزق البلاد، ومن المحتمل ان تكون نتائج هذا الاستفتاء هي الحرب بين القوات العراقية المركزية وقوات حرس الاقليم (البيشمركة) للحفاظ على وحدة الاراضي العراقية.
لقد واجه الاستفتاء طلبات التأجيل من جميع الاطراف المحلية والاقليمية والدولية اول الامر ، وبعد التعنت وعدم الانصياع تحول طلب التأجيل الى رفض وعدم الموافقة على اجراءه ، وقد اجريت عدة زيارات لممثل الرئيس الامريكي دونالد ترامب و سفراء دول بريطانيا والمانيا وفرنسا وممثل الامم المتحدة وايران وتركيا و المملكة العربية السعودية وغيرهم الى اربيل، حاولوا اقناع مسعود البارزاني بتأجيل الاستفتاء لعدم ملائمة الضروف الحالية لاثارة مشكلة جديدة في ضل الحرب على داعش . ومع كل هذه المحاولات تزايد العناد وتصعيد التصريحات الاستفزازية والرفض من قبل القيادة الكردية ومسعود البارزاني شخصيا ، مما حدى بالبرلمان العراقي لأصدار قرار برفض الاستفتاء رسميا، كما اصدرت المحكمة الاتحادية العليا في بغداد قرارا بوقف اجراءات الاستفتاء لعدم دستوريته واصدرت المحكمة الادارية قرارا باقالة محافظ كركوك الكردي الذي ارتكب عدة مخالفات منها التضييق على العرب والتركمان في كركوك وتعريض وحدة كركوك للخطر وتشجيعه لقرار مجلس المحافظة لمشاركة اهالي كركوك بالاستفتاء بالرغم انها غير منضوية الى قليم كردستان رسميا.
تركيا وايران اعلنتا بشكل واضح رفضهما الاستفتاء الكردي والانفصال عن العراق . تركيا هددت باجراءات مضادة وقامت بمناورات عسكرية على حدودها مع كردستان لتحذر مسعود من لعبه بالنار لأن استقلال كردستان خطر على امنها القومي، وايران هددت بالغاء كافة الاتفاقات الامنية والعسكرية بينها وبين كردستان وغلق كافة المنافذ الحدودية لنفس السبب. والتصعيد سيستمر كلما اقترب موعد الاستفتاء في 25 سبتمبر من هذا العام .
تركيا ستعقد اجتماعا للامن القومي يوم 22 سبتمبر الحالي و ستتخذ اجراءات جديدة مضادة لكردستان .
يبدو ان مسعود البارزاني يريد ان يتحدى العالم كله وينفذ حلمه بالاستفتاء و الانفصال عن العراق غير مبالي بالرفض الدولي لهذه الخطوة .
ان مسعود البارزاني يريد ان يجلب الحروب والويلات على شعبه وهو يعاني الان من ضائقة مالية قاتلة ولا يستطيع ان يسدد رواتب موظفي الشعب الكردي ولا رواتب حرس الاقليم ، ويصدر نفط شمال العراق و نفط محافظة كركوك ويستلم عوائدها المالية دون ان يسلم منها دولارا واحدا لخزينة العراق و يطالب اضاف الى كل هذا بتسديد مستحقاته من موازنة الدولة ، بالوقت الذي اصبح هو وعائلته من اكبر اثرياء العالم .
الامور تسير باتجاه التصعيد والمواجهة المباشرة السياسية وقد تصل الى المواجهات العسكرية وسقوط قتلى من الجانبين، وقد ظهرت بوادر الاقتتال الاهلي يوم امس في كركوك بصدام مسلح بين الاهالي الرافضين للاستفتاء وبين البيشمركة الكردية .
هذا اول الغيث وسنرى ماذا سيحدث في الايام القادمة ان لم يتراجع مسعود البارزاني عن فكرة الاستفتاء والانفصال عن العراق الذي تشجع عليه وتباركه اسرائيل فقط .