تجميل صورة الإسلام

من خلال تعليقات المعلقين الذين يعلقون على مقالاتي تبين لي أن المسلمين والمسيحيين , نعم, مهتمون دوما بالتعليق على كتاباتي, ربما لأنني أثير فضولهم نوعا ما , ويظهر من خلال تعليقات المسيحيين على كتاباتي أنه مهما حاولنا أن نتجاوز عن تعليقاتهم وأن أخفي الجانب الجميل في المسيحيين إلا أن الجانب الإنساني في تعليقاتهم عظيم جدا, ويظهر جمال المسيحيين في الصورة بشكل لافت للنظر, وإذا حاول أي شخص مسلم أو غير مسلم أن يسيء إليهم فإن المسيحيين يبقون على عِظم إنسانيتهم,محبون وقلوبهم بيضاء,ولا يرفضون الآخر, ودينهم دين متطور يقبل بالمجتمع المدني الحديث, وهم يتعاملون مع الناس على مبدأ ما توحي به إليهم أخلاقهم الرائعة, ولو حاول أي شخص أن يسيء للمسيحيين أو أن يشوه صورة المسيحيين فإن تعليقاتهم تثبت للجميع عكس ما يتوقعه أي أحد, فالذي يسيء في تعليقاته يجب أن يقابل بالإساءة ولكن المسيحيين لا يسيئون لأحد وأحسدهم على أخلاقهم الجليلة.

أما المسلمون, فإنني حاولت قبل أسبوعين أن أجمل صورهم أمام المسيحيين, وأن أبين للمسحيين ولغيرهم أن هنالك في الإسلام بعض الخصال الجميلة في الإسلام والتي من الواجب علينا أن لا نمر من عندها مر الكرام, ولكن تعليقات المسلمين على كتاباتي(فضحتني) جدا, ومقالة الليلة الماضية التي كتبتها قبل هذه المقالة أثبتت من خلال تعليق أحد المسلمين أنني (كذاب) يعني جماعتي المسلمين فضحوني وكما قال المثل:(فضيحة وعليها شهود),وكما قال المثل المصري: فضيحه بجلاجل,واللفظ هنا بالجيم المصرية, رغم أن المقالة تتحدث عن(أمي) أو عن الأم بصورة عامة, فدخل الإسلاميون إليها وكتبوا تعليقات ليس لها علاقة بالموضوع وتثبت أن نفسيات المسلمين مريضة جدا وبحاجة إلى مصحة عقلية.

حاولت منذ أسبوعين من خلال أو على اثر التهديدات التي وصلتني, أن أعمل على تقريب وجهات النظر بين المسلمين وبين العالم المتحضر, وأقصد بالعالم المتحضر (المسيحيين على وجه العموم) واللادينيين والعلمانيين على وجه الخصوص, ولكن تبين لي الموضوع بأنه مثل الشجرة المريضة والتي كتبتها كمقالة لي على هذا الموقع قبل عدة سنوات: حيث قلت: عندي في البيت شجرة مريضة,حاولتُ تجميلها أمام الناس فلم استطع لأن مرضها كان يحبط كل المساعي والجهود المبذولة لأجل التلميع والتنظيف والتجميل والإصلاح, وأيضا حاولت أن أقصَ بعض أطرافها المريضة ولكنَ رغم ذلك لم تنجح هذه العملية, طبعا بغض النظر عن المشوار الطويل والقصة الطويلة, توصلت في النهاية إلى قرار صائب وهو قلع الشجرة من جذورها , وزرع شجرة جديدة بمكانها, وهذا ما يجب أن نفعله مع الإسلام.

وهكذا هو الإسلام,مهما حاولنا أن نطليه بطلاء آخر جميل فإن انعكاس الضوء عن سطح هذا الطلاء يثبت لنا جميعا بأننا مزورون لا تقل تهمتنا الجنائية عن تهمة مزوري العملة النقدية, ومهما حاولنا أن نرفع من شأن المسلمين المعلقين على مقالاتي فإن كل تصرفاتهم تدل على خستهم في بعض المواقع, والمسلمون مغرورون وكما يقال بالمثل العامي(ماكلين بحالهم مقلب) وكما قال عنهم نزار قباني: يريدون فتح العالم علما أنهم لم يفتحوا كتابا واحدا بحياتهم.

وألاحظ من خلال تعليقات المسلمين أنهم يكتفون بالعنوان فقط لا غير من كل مقالاتي ولا يقرؤون فحوى المقالات, لذلك كل تعليقاتهم ركيكة وغير سليمة , ويعلقون تعليقات ليس لها دخل بالموضوع وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنهم لا يقرؤون,(أمة اقرأ لا تقرئ), وإذا قرؤوا لا يفهمون, وإذا فهموا لا يعملون, وإذا عملوا لا يتقنون, وإذا أتقنوا لا يخلصون في عملهم.

حاولت قبل أسبوعين أن أكتب بعض المقالات التي تُجمل صورة الإسلام والمسلمين ولكن تصرفات المسلمين مع مقالاتي تثبت أنني مخطأ بالمرة, وتثبت بأنني أحرث في البحر وأزرع في الرمال المتحركة , المسلمون لا يتقبلون الآخر,ولا الحرية,ولا التعددية السياسية,وعما قريب ستصبح كل البلدان الإسلامية مثلها مثل الصومال , الدين الإسلامي لا يؤمن بالتسامح, ولا يؤمن بعلم الاجتماع الذي هو أساس نهضة أي أمة فكريا وفلسفيا.

قلبي من الداخل يتقطع على حالة المسلمين الميئوس منها في كل مكان في هذا العالم, والولايات المتحدة الأمريكية تستخدم الإسلام اليوم لهدف واحد وهو: قلب أنظمة الحكم الإسلامية وغدا ستنقلب على المسلمين الذين ساعدوها بقلب أنظمة الحكم, يعني سيخسر المسلمون كل شيء , وستخرج رائحة المسلمين والإسلام السياسي على العالم كله, وهذه حقيقة لا يدركها المسلمون.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to تجميل صورة الإسلام

  1. س . السندي says:

    ماقل ودل … لكل ذي عقل ؟

    الحقيقة الساطعة تقول ياعزيزي جهاد ..؟
    ١: اذا تعمق الانسان المسلم في دينه والتزم صار إرهابيا ، وإذا تعمق الانسان المسيحي في دينه والتزم صار قديسا ؟

    ٢: الدليل العشرات ان لم يكن المئات ممن اعتنقو الاسلام صارو إرهابيين حتى اكثر ممن جندوهم ، ومن بينهم بكل أسف نساء وحتى امهات ؟

    ٣: ان مايعوز غالبية المسلمين ليس فقط شلالات المعرفة بل الشجاعة في قول الحقيقة ، فدون المعرفة والحقيقة لاتحرر كما قال السيد المسيح ( وتعرفون الحق والحق يحرر كم ) سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.