تأسيس دولة علوية في الكوفة بالعصر العباسي

ايليا الطائي
عملات مهمة لدراسة تاريخ الإسلام المبكر
عملات أبي السرايا السري بن منصور الشيباني
أبي السرايا هو : السّريّ بن منصور من ولد هانيء بن قبيصة بن هانيء بن مسعود الشيباني البكري .
هانيء بن مسعود الشيباني البكري هو زعيم قبيلة بكر بن وائل اثناء حربها ضد الفرس في معركة ذي قار ، وهو خال اياس بن قبيصة الطائي ملك الحيرة ، وام اياس هي امامة بنت مسعود .
في العصر العباسي قام أبو السرايا بالتحديد في عام 199هجرية بثورة ضد العباسيين في عهد المأمون ، وكانت الكوفة هي مركز هذه الثورة ، بعد ان تحالف مع ابن طباطبا (تنسب له اليوم السادة الطبا(طائية) ) ، فاتفقوا على الخروج على العباسيين في الكوفة ، فبايعهما الناس على الرضا من آل محمد ، واقامة خلافة علوية في الكوفة ، فتمكنوا من الاستيلاء على مكة والبصرة والمدينة وواسط والاهواز واليمن ، فارسل المأمون ضدهم جيشاً بقيادة هرثمة بن أعين فتمكن من السيطرة على الكوفة عام 200هجرية ، فانتهت هذه الثورة التي لم تدم إلا ثمانية اشهر .


ويذكر ابن كثير ان أبي السرايا كان كثير ضرب العملات ، لكن لم يصلنا الكثير منها إلا عملاته التي ضربت في الكوفة .
وكما يلاحظ في العملات التي ضربت على نفس الطراز العباسي في تلك الفترة :
وجه العملة : في المركز تظهر عبارة “لا إله إلا الله وحدة لا شريك له”
في هامش وجه العملة : تظهر عبارة “بسم الله ضرب هذا الدرهم بالكوفة سنة تسع وتسعين ومئة” .
ظهر العملة : تظهر العبارة الاتية ” فاطمي ، محمد رسول الله ، الاصفر” .
في هامش ظهر العملة : تظهر الاية القرآنية : ((ان الله يحب الذي يقتلون (يقاتلون) في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص)) (سورة الصف / الاية 4) .
هذه العملات محفوظة في متحف جمعية النميات الامريكية بنيويورك ، كذلك توجد منها ثلاثة درهم محفوظة في متحف قطر الوطني ، وواحد منها في متحف الاثار في اسطنبول .
وكما نلاحظ في العملات ان اسم أبي السرايا لم يظهر ، وفقط ظهرت القابه وهي “فاطمي / الاصفر” ، ولقب (فاطمي) كان بسبب انتسابه لفاطمة الزهراء زوجة الامام علي ، وبهذا الانتساب يؤكد أبي السرايا انه من شيعة آل البيت ، وان خروجه على العباسيين جاء من أجل المطالبة بحق العلويين في الخلافة ، أما اللقب الاخر وهو (الاصفر) ، فلم يكتف بنقشه على العملات فقط ، بل نسجه على كسوة الكعبة التي ارسلها إلى (الحسين بن الحسن الافطس) عامله على مكة ، وجاء لقب الاصفر على الكسوة كما يلي : (أمر به الاصفر بن الاصفر ابو السريايا داعية ال محمد لكسوة بيت الله الحرام وان يطرح عنه كسوة الظلمة من ولد العباس ليطهر من كسوتهم وكتب في سنة تسع وتسعين ومئة) (الطبري) ، وبشكل مرجح ان هذه الكتابة كانت صحيحة ، والسبب هو طبيعة الكتابة ونمطها على ما كان يكتب في النقوش التي من تلك الفترة لأنها خالية من التعقيد اللغوي الذي ظهر عند المسلمين بشكل متأخر .

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.