1 ـــ لو التقينا مواطن امريكي, يمكن ان نكون اصدقاء, ومع الأيراني يمكن ان نكون اكثر, بين امريكا النظام المتمرد على البشرية, وايران ولاية الفقيه, الوجه العابس للردة , لا يمكن للعراق ان تغمض له عين, كمفترس وفريسة, امريكا في سمائنا وعلى ارضنا, وايران في بيتنا, يتراشقا في الدم العراقي, وكلاهما منتصر علينا وبنا, بضعفنا وتمزقنا ووعينا المنهك, لا نستطيع ان نتجنب مخالب الوحشين, وتضيق علينا سبل الخيارات.
2 ـــ امريكا تؤجل المواجهة الى فرصة تناسبها, وايران تنقلها الى ميادين مجاورة, فأختارا العراق للمباشرة, العراقيون يخشون الأشارة الى نزيفهم, وصمتهم يتوجع, فأيران لها في الخاصرة اكثر من حربة مليشياتية, اتخذت شكل الأحزاب الطائفية, وامريكا لها فينا من سفلة المجندين اكثر من موضع نازف, الى جانب ذلك, فنهضة الجنوب والوسط تأخرت, من هناك فقط, يمكن للعراق ان ينتصر او ينكسر, فجذور الوطنية العراقية راسخة في الأرض, ليس في الأمر ثمة نفس مناطقي, لكنه التاريخ الاكثر مصداقية.
3 ـــ امريكا ومنذ انقلابها في 08 / شباط / 1963, افتتحت فينا روضة ديمقراطية يتخرج منها الدكتاتور والسمسار والجلاد واعلام ملوث, الجارة ايران تصدر لنا مخدرات الأحزاب الطائفية, وحسينيات للتخدير ومليشيات للتأديب والموت الصامت, احتلت مقدساتنا واغلقت ابوابها على اسرار مندوبيها, حتى التقاليد الحميدة, وقيم التغيير والأصلاح الأنساني ومبادرات الوعي الجمعي, لوثتها بعقاقير الهذيان والتخريف, واستخرجت منها مصادر لشرعنة التبعية والأرتزاق.
4 ـــ مسرحية الكتلة الأكبر, خدعة ومصيدة, اعدتها واخرجتها امريكا وايران وجوار معاق, كانت فضيحة التزوير سيئة الصيت فصلها الأول, كلاهما ورغم صراع مصالحهما, متفقتان على ان يبقى العراق ضعيفاً, دولته مفككة تديرها حكومات معطوبة بملفات الفساد, غداً ستتشكل من ذات اللصوص, لتكمل مشوار المحاصصة لأربعة اعوام قادمة, من خارج المصالح والأطماع, لا امريكا صديقتنا ولا ايران لكنهما تمسكان بعنق الأمر الواقع, وحجمتا خيارات العراقيين الى الصفر, لهذا فتح الجنوب والوسط ابواب الأنتفاضة امام كل الأحتمالات الوطنية, وعلينا ان نحافظ عليها من شر التلوث والأحتواء.
25 / 08 / 2018