بين امانة ابعاصمة والشيخ الصغير

لاندري لماذا يعتقد البعض ان مناقشة تصريحات المرجعيات الدينية هي الاقلال من دورهم والاستهانة بما يقولوه.

المرجعيات مجموعة بشر معرضون للخطا وليسوا معصومين باي شكل من الاشكال واذا استمرينا في تاليه بعضهم سنراوح في مكاننا الى ابد الابدين.

القرارات الشجاعة بحاجة الى رجال شجعان، اقول هذا وانا اقرا ماقاله الشيخ الصغير امس والذي حث فيه على ” ادامة زخم زيارات الائمة وعدم الركوع امام الارهاب ويناشد المتحاورين من السياسيين بضرورة ان يكون العراق متوحدا بأفكارهم”.

هل يعلم الشيخ الصغير ان الشهر الماضي فقط،اكرر الشهر الماضي فقط، استشهد 1442 عراقيا لاذنب لهم سوى انهم عراقيون فقط.

اقول ذلك لشيخنا الصغير وارجوه بل اتوسل اليه ان يكون شجاعا مع المرجعيات الاخرى الحريصة على دم العراقيين ان يصدروا فتوى او قرارا او توجيها بتاجيل الزيارات الى العتبات المقدسة الى اشعار اخر.

لانعتقد ان ذلك يعد تجريحا لهيبة المرجعيات بل بالعكس حين يعرف الناس وخصوصا البسطاء منهم ان هذا التاجيل هو من اجل سلامتهم وان التجمعات في امكنة معينة قد تسبب في قتل الكثير من الابرياء.

انا اعرف ان هذه الدعوة ستلاقي الكثير من اللغط وسيكيل البعض الاتهامات الجاهزة وقد يتجاوز البعض باخراج تهمة الالحاد من “الكونية” اما تهمة العلمانية فقد اصبحت اسطوانة مخرومة لم يعد اصحابهايستعملونها منذ سنة تقريبا.

اذا كانت هذه الزيارات واجبة فان الحفاظ على حياة الالاف من الابرياء اكثر وجوبا.

ان معظم الذين يذهبون ضحية القاعدة(خيال الماتة) هم من بسطاء الناس فمنهم اراد التسوق ومنهم من يصلي في جامع ما ومنهم من ذهب الى عمله ولم يرجع ولم يرجع الاخرين. ان خيال الماتة بالتعاون مع اطراف اخرى معروفة لايفرق بين الشيعي والسني انهم يريدون تفريغ العراق من ناسه ..

يريدون ان يقولوا تخيروا بين استلامنا للسلطة وبين اغتيالكم فردا فردا او جماعات جماعات. ويقولون ايضا نريد السلطة من اجل التحكم برقابكم وجعلكم قطيعا من الاغنام والبعران.

نعتقد ان كافة المرجعيات لاتقبل ان يؤدي الصلاة من ورائها خرفان وبعران ولهذا يجب ان يكونوا اشجع من الشجاعة نفسها في اتخاذ قرار تاجيل الزيارات الى العتبات المقدسة الى اشعار اخر.

ماعلينا….

فجاة دبت الحياة وبقدرة قادر في امانة العاصمة بعد ان

اعلنت تحشيد جهود {14} دائرة بلدية بالياتها وملاكاتها العاملة لتقديم الخدمات لزائري مرقد الامام موسى بن جعـفر الكاظم{عليه السلام} لإحياء ذكرى استشهاده.

عجيب..يعني هذه الامانة البعيدة عن الامانة تعرف كيف تستنفر ملاكات دوائرها البلدية لتقديم هذه الخدمة بينما تعجز عن تقديم الخدمات الموكلة بها في المجالات الاخرى.

ترى هل هي دعاية انتخابية ام حرصا على اراحة الزوار؟.

ولكن يبدو كما علق احد سكان الكاظمية “سنطلق عليها اسم امانة العاصمة لخدمة الزوار فقط”

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.