هنالك مفارقات عجيبة في المجتمعات العالمية وخصوصا العربية, فمن المفترض أن يكون ابن القوي قوي وابن الضعيف ضعيفٌ ولكن غالبا ما يحدث عكس هذا كله, بحيث يكون ابن القوي ضعيف وابن الضعيف قوي, وابنة النشيطة في البيت كسولة,وابنة الكسولة في البيت نشيطة جدا, وهذا يعود إلى أسلوب التربية من ناحية سيكولوجية, ومن ناحية وراثية يحدث العكس تماما, حيث يكتسب أحيانا الأبناء والبنات صفات مغايرة لصفات أمهاتهم وآبائهم بشكلٍ عام, وعندنا في مجتمعنا العربي تحدث مثل هذه الحالات حيث تكون ابنة المرأة النشيطة في البيت كسولة جدا بخلاف أمها.
وهنالك أسباب أخرى للضعف والخمول والكسل وهي الثراء فمعظم العائلات الميسورة ماليا لديهم خدم وحشم يهتمون بأعمال المنزل لذلك يكبر الأولاد البنات منهم والشباب على الخمول والكسل وعلى ضعف الخبرات الاجتماعية في كافة المجالات والنواح,وعندما يخرجون إلى المجتمع يخرجون ضعاف في الحِراك الاجتماعي ولا يملكون أساليب تفاهم مع الناس, وهذا ليس عند الجميع بل عند الأغلبية ويرجع هذا كله إلى ضعف في الخبرات الاجتماعية.
وغالبا ما يكون الخوف هو السبب, فالمرأة النشيطة التي تخاف على مستقبل ابنتها في الدراسة تجبر ابنتها على التفرغ للدراسة فقط لا غير تاركة أعمال المنزل وغيرها من الأعمال الأخرى على عاتقها وحدها بحيث تعمل هي كل الأعمال ولا تسمح لأبنتها في العمل داخل المنزل وبهذه الحالة تكون ابنة النشيطة كسولة أو تصبح ابنة النشيطة كسولة على مر الزمن.
وتكاد أن تكون معظم النساء الجميلات غير محظوظات في حياتهن الزوجية أو أن حياتهن الزوجية فيها الكثير من المشاكل بسبب جمالهن ذلك أن الرجل إذا كانت زوجته جميلة جدا يضعها تحت المراقبة الحثيثة ليل نهار فتتحول حياتها إلى شكوك وظنون وتصبح في جحيم مستعر,وغالبا ما تكون إبنة الجميلة قبيحة أو لا ترقى إلى مستوى جمال أمها, ومن المستغرب أيضا إذا أرادت المرأة أن تبحث لإبنها عن زوجة فإنها غالبا ما تقول لأبنها: لن تجد امرأة مثل أمك حتى وإن تجولت وبحثت في الكون كله, وعندما تريد تزويج ابنتها دائما ما تقول لها: أنا أطمح إلى تزويجك من رجل يكون أفضل من أبيك.
وكذلك أغلبية الناشطات الحقوقيات غير موفقات في حياتهن الزوجية وتكاد أن تكون معظم أسر الناشطات مفككة وبيوتهن غير مستقرة وحياتهن الاجتماعية غير آمنة على الإطلاق ويعانن من مشكلات واضطرابات نفسية وأمراض نفسية ذهانية حادة , وتكاد أن تكون أغلبية الناشطات سياسيا وثقافيا يعانين من مشكلة العنوسة في الوطن العربي أو يعانين (الخوف من العنوسة), طبعا هنا أنا أتحدث عن النساء العربيات والمجتمع العربي بشكل عام, ويشترك مع المرأة العربية بعض النساء الغربيات, ولكن ليكن بمعلوم القارئ أن الحديث هنا هو عن المرأة العربية.
ومن الجدير ملاحظته عن المرأة أيضا أنها إذا كانت في بيتها نشيطة جدا فإن معظم بناتها يتعلمن منها الكسل وليس النشاط, على أن المنطق يقول بأن المرأة الذكية والنشيطة يجب أن تتعلم ابنتها منها النشاط والذكاء, وهذا يحدث في حالة واحدة وهي إذا أرادت المرأة النشيطة أن تعلم ابنتها على النشاط أما التي تتنشط لكي ترتاح ابنتها فإنها غالبا ما تتعلم على الكسل وهذا ما يحدث في أغلب الحالات, فالعاطفة أحيانا تلعب دورها الكبير من هذه الناحية بحيث لا تسمح عاطفة المرأة من أن تجبر إبنتها على العمل في المنزل إذا كانت المرأة الأم نشيطة وبالتالي تنشأ البنت على الخمول والكسل, وأحيانا ترغب المرأة النشيطة في تعليم إبنتها على النشاط وهذا نادرا ما يحدث ودائما وفي أغلب الحالات يحدث العكس تماما حيث تتعلم البنت من أمها النشيطة الكسل والخمول وطبعا السبب واضح وهو أن المرأة النشيطة تحب أن تريح بناتها من العمل المنزلي بهدف السماح للبنت من مطالعة واجباتها المدرسية والدراسية في البيت, لذلك نجد أن البنت إذا كانت أمها نشيطة تتعلم دائما أن تعتمد على أمها في الأعمال المنزلية وتتخرج من الجامعة وهي ما زالت لا تملك أي خبرة في العمل المنزلي,وعندما تتزوج تبدأ قبل الزواج بشهر أو شهرين بتعلم كيفية (قلي البيض) وتتعلم أصول وفن الطبخ والعمل في المنزل في الوقت الضائع,والعكس يحدث تماما حيث تتعلم البنت النشاط من أمها الكسولة أو المريضة, فالأم الكسولة لا تعمل في المنزل كثيرا وتعتمد على بناتها لمساعدتها في العمل المنزلي وبهذا تتنشط البنات ويكتسبن الخبرة في الأعمال المنزلية وهن بمقتبل العمر قبل أن تأتيهن الدورة الشهرية.
ومن الأشياء الغريبة التي تحدث مع المرأة, أنها إذا كانت جميلة جدا وذات شهرة قوية في الجمال فإن ابنتها غالبا ما تكون قبيحة المنظر, وعندنا مثل يقول: ( بنت المليحه فضيحه.), ابنة المليحة فضيحة وابنة النشيطة كسولة , وابنة القوية ضعيفة , وابنة الطويلة قصيرة وابنة النحيلة غالبا ما تكون سمينة,وابنة الذكية غبية.
وهذا بخلاف الرجل النشيط,فغالبا ما يكون أبناء الرجل النشيط أبناءه مثله نشطاء ويحبون العمل مثل آبائهم, بخلاف بعض الحالات مثل النشاط السياسي, فغالبية الرجال الناشطون سياسيا لا يكون أبناءهم الذكور نشطاء مثلهم, فأبناء أمناء الأحزاب السياسية والمكافحون في الأعمال الحزبية ما يكون أبناءهم بعيدون جدا عن العمل السياسي وعن النشاط السياسي, حتى النشطاء في الحراك الاجتماعي مثل أبناء شيوخ العشائر فهؤلاء أغلب أبناءهم بعيدون جدا عن المخترة والمشيخة , وبعبارة أخرى نسمي هؤلاء في مجتمعنا(همل).