من يستطيع تقبل الحرمان من بعض الأشياء سيحصل مقابل ذلك على مزايا عظيمه , ومن يتغلب على المعاناة سيحصل على سعادة كبيره , ومن كان ودوداً مع الناس سيمدونه بقوة كبيره , أما من يساعد الغير فسيحصل هو بالمقابل على مكاسب كبيره
على الرغم من أن تقبل الحرمان من بعض ما نرغب يكسبنا مزايا كثيره , لكن غالبية الناس يفضلون استغلال الغير والإستفادة منهم لأن لا أحد يرغب الخساره . من يستغلون غيرهم هم بالتأكيد أشخاص غير مرحب بهم ومنبوذين , ولهذا ففي تعاملنا مع الأمور وتفاهمنا مع الناس علينا أن لا نستغل أحد , وبهذا نكسب احترام الناس وهذا الإحترام هو الأسلوب الأوحد للحصول على حياة ناجحه
الكتاب البوذي المقدس ( تيبيتاكا ) يضم أحاديث وتعاليم بوذا تم تأليفه في شمال الهند ونشر في سريلانكا أثناء سلطة المجلس البوذي الرابع عام 29 قبل الميلاد أي بعد وفاة بوذا بحوالي 450 عاماً . في البوذيه هناك ايمان بالتناسخ أي أن الشخص حين يموت فروحه تذهب الى جسد آخر , اذا كان صالحاً في حياته فروحه تذهب الى جسد شخص جيد كأن يكون عالماً أو ثرياً , أما اذا كان الميت إنساناً طالحاً فروحه قد تذهب الى جسم حيوان أو حشره . التناسخ برأي البوذيين هو عذاب لا ينعتق المرء منه إلا اذا كان صالحاً صلاحاً مطلقاً عندها يتمكن من كسر دورة التناسخ فلا يلتحق بجسد آخر بل تنطلق روحه الى السماء ملتحقة بالخالق ليعيش في نعيم أبدي وهذه هي النيرفانا
في كتاب تيبيتاكا هناك قصة طريفه لملاكين إثنين أخطآ فتم طردهما من النيرفانا فعادا الى حياة التناسخ . تم سؤال الأول منهما اذا عاد الى حياة الأرض فهل يرغب أن يكون آخذاً أم مانحاً , وحين اختار أن يكون مانحاً تمت إعادته في حياة أمير ثري يتصف بالكرم والعطاء
الثاني فضل أن يكون آخذاً فتمت إعادته الى الحياة بصورة شحاذ يقضي عمره دائراً على الأبواب يسأل الناس إحسانهم
الحكمه من هذه الحكايه أن الشخص الذي يعطي ولا تضيره منفعة الآخرين فإنه سيحيا حياة ثريه , أما من كان متطلباً مستغلاً للآخرين ودون أن يمنح أي شيء بالمقابل فهو بالتأكيد سيعيش حياة فقيره في معناها أو مبناها أو بكليهما معاً
أن نتقبل الحرمان من بعض الأشياء وأن نكون عوناً لمن يستحق من الآخرين في حل مشاكلهم هو الطريق الصحيح لكسب حياة ناجحه
د. ميسون البياتي