يجب منح الآخرين الثقه , الفرحه , الأمل , الراحه فالعطاء له تأثير سحري لا متناهي , كما تجب معرفة كل أنواع الذكاء التي تشتمل السلام والتواضع وإحترام الغير
الذين يمنحون بحرية وسخاء هم أثرى الناس على الأرض , أما أولئك الذين يطلبون من الغير دائماً فهم أفقر الناس على الأرض
معظم الناس حين يكون العطاء لهم يكون الأخذ سهلاً عليهم , أما حين يصبح العطاء منهم الى الغير فيصبح صعباً شاقاً . كيف يمكن أن نحصد في علاقاتنا مع الغير اذا لم نزرع ؟ كيف يمكن لنا أن نملك حياة ثرية دون أن نعرف معنى العطاء للغير ؟
العطاء هو أجمل شيء في العالم , لا نتحدث هنا عن المال .. ولكن أن نعطي للغير بعض الكلمات الجميله المشجعه , أن نمنحهم إبتسامه , أن نريهم إخلاصنا , وأن نرد لهم معروفهم لا أن نغدر بهم . مثل أفعال العطاء هذه تجمّل لنا حياتنا نحن وتصفي لنا أذهاننا نحن , وتؤمن لنا علاقات متناغمه مع أنفسنا ومجتمعاتنا
ومن الحكمه أن نتجنب أفعالاً سلبية للعطاء كأن نمنح الغير المخاوف والحزن والخذلان والمشاكل . هناك حكمة تقول بأن من يرفع رأسه ويبصق الى الأعلى فإن بصقته سترتد عليه , ومثل هذا الشيء يحصل لمن يرمي الرمال عكس تيار الهواء لأن الرمال ستملأ عينيه
قبل أن نعطي شيئاً سيئاً للغير علينا تذكر الحديث النبوي : أحب لأخيك ما تحب لنفسك , وإكره له ما تكره لها
عندما نمنح شيئاً جيداً للمقابل فإن قيمة ذلك تختلف بإختلاف ما نمنح , ربما إعطاء صدقه لمحتاج شيء بسيط , لكن الكلمه الطيبه لمن لا تحل عليه الصدقه أكبر من المال
هناك حكمة كونيه تتعامل بها كل الأديان وهي أن منح الأخرين الثقه , وعدم إخافتهم , وأمانهم , وحريتهم , هي أفضل الأشياء التي يمكن منحها للغير .. فهل نحن نفوس قادرة على مثل هذا العطاء !؟
د. ميسون البياتي