بين ابو عرام وعلي رامبو

لاول مرة نكتشف ان الحكومة العوراقية ترفض الافصاح عن اسم احد موظفيها خصوصا وانه يشغل منصبا حساسا في وزارة الداخلية.

هذا الموظف صاحب الاسم السري يلقب (علي رامبو) وهو لقب يصلح له تماما وكانه خيط عليه بالتمام والكمال.

هذا الموظف السري كان مديرا للسجون السرية وما اكثرها بالعوراق العظيم وقبل ايام صدر امر نقله الى منفذ الوليد الحدودي مع سوريا.

وما ان حط رحاله هناك حتى تاكد جميع العاملين في هذا المنفذ بانه يستحق هذا اللقب.

اول قرار اصدره هو رفع الرسوم الجمركية بنسبة 100٪ وهي نسبة ليست عالية بشكل مجحف ولم يجد الخبراء لها مثيلا في كل منافذ الحدود بالعالم وحين حاول بعض الضباط العاملين هناك الاحتجاج صرخ بوجوههم (لم يولد بعد الذي يعترض على قراراتي).

وذكر احد المقربين منه ان رامبو مازال يعتقد انه يدير السجون السرية فهو يعامل ، وهو برتبة عميد، بشكل استفزازي كافة الضباط والمدنيين العاملين معه وينتظر اللحظة التي يامر بها بسجن احدهم.

هذا الرامبو لايشبه رامبو الحقيقي الا في نقيصة واحدة هي انه اكبر ممثل كذاب بالعالم خصوصا وانه يعرف انه كذلك بحيث لم تلاق افلامه اي رواج يذكر.

ومن الغريب ان هذا الرامبو العراقي استغل منصبه ليعمق الخلافات الطائفية بين العاملين عبر اطلاق الشتائم على الرموز الدينية التي تحتل مكانة القلب عند الكثيرين.

وهو ايضا لايشبه ابو عرام تلك السيارة المحنطة التي تمتاز بحجمها الكبير وسيرها مثل السلحفاة على الطريق.

لكن ابو عرام كان يؤدي خدماته التنقلية بامتياز.. صحيح انه يئن في بعض الاحيان طالبا (الفيترجي) ولكنه لم يرفض ان يحملوا على ظهره اكثر من العدد المقرر من الناس.

ابو عرام هذا طلب احالته الى التقاعد ومن ثم الى المتحف طالبا من الجميع ان يتذكروه بالخير.

فهل يصح هذا القول على رامبو الذي لم يجرؤ مدير الاعلام في وزارة الداخلية المقدم محمد … بالنيابة عن اللواء اكرم صالح دلو مدير عام المنافذ الحدودية في وزارة الداخلية على ذكر اسمه الكامل والاكتفاء بالقول إنه “تم تبديل المدير العام للمنفذ منذ خمسة أيام”، لكنه لا يمكن الافصاح عن اسم المدير الجديد”.

عدد من اولاد الملحة لم يستطيعوا فعل شيء سوى الابتهال الى رب العزة ليخلصهم من هذا الرامبو الذي بث الذعر في نفوسهم بحيث لايجرؤ احدهم عن الكشف عن اسمه بالكامل حتى لايروح ضحية الاتهام بالجاسوسية لتسريبه معلومات غاية في الخطورة.

ولكن البعض الاخر من اولاد الملحة هناك ينوون تنظيم صفوفهم لاعلان الاحتجاج او الاضراب عن العمل وليكن مايكون.

البعض القليل جدا تجمع عند مكتب المدير حي سمع هتافا ابتسم له بفخر.

كان الجمع يهتف : بالروح بالدم نفديك يارامبو.تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.