طالما أن الجذر ليس بمتعفن ، يمكن للنبات أن يزهر في القفار
وطالما أننا نواصل المثابرة ، يمكننا إحياء حالات ميؤوس منها
ذات يوم تلقى الموسيقار المشهور بيتهوفن أمراً من الأمير ليتشنوفسكي ليقدم عرضاً موسيقياً في قصر الأمير
إنتظر بيتهوفن أن تصله عربة من قصر الأمير تقله الى المكان المحدد , وحين لم يأتِ أحد إضطر بيتهوفن أن يقطع مسافة 4 كيلومتر مشياً على الأقدام للوصول الى المكان
كان الجو بارداً ممطراً والرحلة على الأقدام قاسية جداً ذلك اليوم . أنهى بيتهوفن عرضه الموسيقي لكنه كان حانقاً متألماً من معاملة هذا الأمير الذي لم يعرف قيمة الفنان
في اليوم التالي كتب له رسالة قال فيها : عزيزي الأمير , أنت أمير بسبب نسبك , وأنا بيتهوفن بسبب نفسي . هناك الكثير من الأمراء والنبلاء في العالم , رغم هذا لا يوجد غير بيتهوفن واحد
كان بيتهوفن محقاً فيما قاله للأمير , فقيمة حياة أي واحد منا لا تعرّف بإسم عائلته أو مستواها , لكن هذه القيمه تعتمد على مقدار ما نفعله للآخرين خلال حياتنا
إذا إحتفظ المرء بجوهره ثمينه لنفسه فقط , فهي في عداد غير الموجوده بالنسبة للناس وبالتالي فلا قيمة لها إلا عند صاحبها , وعلى العكس منها تكون قيمة الحجارة العاديه ثمينة عند الناس حين يعبّد بها درب أو ينشأ جسر أو يشيد عمران يستفيد منه جميع الناس . بنفس هذه المقارنه تستطيع تقييم حياة أمير غير معطاء بحياة شخص مبدع في عطائه وهو من عامة الناس
قلة قليلة من الناس من يسكنون القصور الفخمه التي لا يتمكن أحد من الدخول إليها بسهوله , فهل قيمتها المعنويه عند الناس هي أكبر أو أهم من قيمة المدارس والمستشفيات والمكتبات والمسارح والمعارض التي يمكن أن يؤمها أي شخص ؟
قيمة حياتنا تعتمد أيضاً على طريقتنا في تطوير أنفسنا وأسلوبنا في تقديمها للناس , فمن الأفضل أن نعرف الناس بقيمتنا ونحن على قيد الحياة فربما اذا تمكنا من جعل أنفسنا مفيدين سيشعر الناس بقيمتنا حتى بعد موتنا
أما أولئك الذين يشبهون الحشائش الجافه والخشب المتعفن فهم لا يصلحون بعد موتهم لغير أن تتحول أجسادهم الى سماد للأرض , أما حياتهم على الأرض فستكون محدودة القيمه