إن حكومة الولايات المتحدة تعلم بأن مدينة حلب ليست تحت السيطرة الحصرية لجبهة النصرة، وإنما تسيطر عليها فصائل متنوعة من المعارضة المسلحة. ولدينا علاقات جيدة مع العديد من تلك الفصائل وندعمها بطرق مختلفة. وإن وجود هذه الفصائل الثورية – التي اعلنت جميعها عن دعمها للهدنة – في معظم المناطق في مدينة حلب يجعل الهجمات وعمليات القصف العشوائية التي حدثت في أجزاء المدينة التي تسيطر عليها المعارضة أمر مقيت بالنسبة لنا. فليس هناك أي عذر على الإطلاق يبيح مهاجمة الأحياء المدنية، وقتل الأطفال والناس الأبرياء، بالبراميل المتفجرة أو أي نوع آخر من الاسلحة العشوائية. وليس هناك من عذر لأي محاولة لوضع مدينة حلب تحت الحصار.
إلا أنه صحيح أن جبهة النصرة ليست جزءاً من وقف الأعمال العدائية. ووجودها في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة يمثل مشكلة لجميع الدول ولكل الناس الذين يرغبون في محاربة الإرهاب. وقد بين الشعب السوري بوضوح أنه يقف ضد الإرهاب بجميع أشكاله، سواء ما كان منه على شكل هجمات عشوائية تستهدف السكان المدنيين بالبراميل المتفجرة، أو على شكل متطرفين يسعون لإختطاف الثورة، ويرفضون رموزها، ومن شأنهم ان يعرضوا الشعب السوري لحرب لاتنتهي ابداً. نحن لا نقبل منطق اولئك الذين يقولون إن ” كل المعارضة هي جبهة النصرة” أو الذين يبررون الهجمات على مواقع المعارضة السورية المعتدلة من خلال الزعم بوجود النصرة على مقربة منها. لكن في نفس الوقت، يتعين على الشعب السوري والفصائل الثورية أن يستمروا في رفضهم للإرهاب بكافة أشكاله وينأوا بأنفسهم عن الإرهابيين إلى أقصى درجة ممكنة. فهذا سيعزز قدرتنا على الحفاظ على الهدنة وتخفيف معاناة الشعب السوري.