بعض المواقع والصفحات تناقلت قصة عن السفير البريطاني في الهند ولا ندري عن مدى صحتها غير أنها فكرة معقولة عن سياسة الإنكليز وتطبيق السياسات الأمريكية في 180 بلدا في العالم مهمتها تقديس بول البقر في الهند وبول البعير في الدول الاسلامية, القصة تقول أن السفير الإنكليزي وهو يركب سيارته بمعية سائقه شاهد شابا هنديا يركل بقرة برجله ويهينها, فأمر السائق بالتوقف وترجل من سيارته واتجه نحو البقرة وشكل لها حماية أمام مرأى من الجماهير ثم احتضن البقرة واغتسل ببولها ومن ثم عاد إلى السيار ة, فقال له الناس أو من كان برفقته: هل تؤمن بعبادة البقر؟ فقال: أنا لا أومن بعبادة البقر, ولكن هذا الشاب لم يقم بركل البقرة وحسب وإنما قام بركل العقيدة التي ندافع عنها كي تبقى الهند على ما هي عليه, ولو شاهده الناس وهو يركل بالعقيدة مرات ومرات لتشكلت جماعة حديثة مناهضة لسياستنا ولتقدمت علينا الهند, المسألة هنا تشجيع على التخلف.
وهذا ما يحدث في أغلبية البلدان العربية والآسيوية حيث أمريكيا وبريطانيا تشجعا على التخلف وهن من يقمن بنشر الإسلام مثلا والتشجيع على بول البعير وبول البقر بإعتبارهما عقيدتان متصلتان بالرجعية, مثل سياسة قطع الرؤوس والأيدي وحجب المرأة وصيام رمضان والطواف حول الكعبة والحج والعمرة والسلفية وعشرات من المنظمات الإسلامية والتشجيع على بناء المدارس الإسلامية التي تحارب الفكر والتفكيروتشجع على ريادة المساجد وفرض النظام الإسلامي بالترهيب قبل الترغيب بديلا عن مؤسسات المجتمع المدني, ومطاردة المثقفين وتصفيتهم جسديا وروحيا وعاطفيا وجعلهم في الدرك الأسفل في السلم الاجتماعي وتقديم بالرتبة والشرف عليهم الجهلة والغوغاء والمشبوهين جنسيا وثقافيا والمناداة بمحاصرة المثقفين وخلق دعايات جنسية وغير جنسية عليهم وتوريطهم بقضايا مالية ومطاردة أولادهم والقصاص منهم ومن ذريتهم, وجعلهم عبرة لمن يعتبر وفي النهاية يأمرون شيخ الجامع بأن يصعد المنبر ويخطب بالناس قائلا هذه إرادة الله, وهم يعلمون أنها إرادة الأجهزة الأمنية التي تطلق يد كل جاهل ليعيث في المجتمع العربي فسادا وجهلا وتخلفا.
إننا كمثقفين ندرك أن الأجهزة الأمنية تعاقب كل من يركل العقيدة بقدمه أو يده أو لسانه أو عقله, إن ركل العقائد متعدد الأهداف وهو ما يشكل خطرا على النظام الأمريكي والبريطاني وهم وحدهم من يحافظ على التخلف, وهنالك ميزانيات ضخمة معدة من أجل بناء مؤسسات متخلفة فكريا واجتماعيا عن امريكيا وأوروبا ما يقرب من 1000 عام , ففي مجتمعاتنا هنالك كثير من الأشخاص المعاقبون على ركلهم للعقيدة وأغلبهم تهمته تشغيل عقله وفكره, ومن الملاحظ جدا أن هنالك هجمات ضد التغيير كانت قد خرجت علينا تقريبا منذ 25 عاما, فمنذ ذلك خرجت علينا جماعات من أسفل الناس وأكثرهم تخلفا أصبحوا وزراء ومدراء وأصحاب رؤوس أموال, أما المثقفون فقد هاجموهم بشتى وسائل الملاحقات الأمنية وأسقطوهم سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا ورفعوا فوقهم اللصوص والقوادين وصاروا في مجالس النواب من أسفل الناس ومن حثالة المجتمع, وهذه الحثالة هي التي تشرب بول البعير كما يغتسل بعض الهنود ببول البقر.