بورصة الدم

بورصة الدمsavealpohomes

قبل ان يزاود علينا احد بالإنسانية والوطنية ليشهد الله أننا ضد اراقة دم انسان كائن من كان سواء أكان من النظام او المعارضة او من المدنيين الابرياء وكنا ومازلنا نتطلع الى ان يكون القصاص من القتله والمجرمين بيد القضاء وتحت قوس العدالة
وكنا نحلم بان الخروج السلمي سيحقق لنا تطلعاتنا وان اقصى ردود الافعال للنظام لايمكن ان تصل لأكثر من طلقات مطاطية او خراطيم مياه او غازات مسيلة للدموع او الحجز الاحتياطي لساعات
ولكن النظام استحلى الدم واستدرج المعارضة الى مواجهة لا مفر منها فكان ما كان
المهم …..
كنا نستنكر على العالم عندما يهوج ويموج لمقتل غربي او بالأخص اسرائيلي وتقوم الدنيا ولا تقعد على وقع جريمة اغتياله بينما يمر العالم على جريمة قتل العشرات او المئات من الفلسطينيين مرور الكرام و كنا نتسأل هل دمنا العربي رخيص الى هذا الحد ؟؟؟
السوريين كلهم سواء يكفي ان سايكس بيكو قطعتنا الى دول فلا حاجة الى تمزيق اكثر حتى اصبحنا نكني الناس باسماء مدنهم فنقول هذا حلبي وهذا حمصي وهذا حموى ….. ثم انتقلنا لنعمق الفصل فأصبحنا نقول هذا ابن الشهباء وهذا ابن الصاخور وذاك ابن الجميلية
العربي او السوري او الحلبي او ابن الشهباء او ابن الصاخور كلهم واحد غنى هذا لا يقدمه على فقر الاخر وثقافة وتعليم وقيافة ابن الشهباء لا تظهر بتحليل دمه الاحمر القاني الذي يتشابه تماما مع دم شاب من الصاخور
القصف الذي وقع في منطقة الموكامبو مدان ولا مبرر له اذا كان من طرف المعارضة المسلحة ويجب ان يحاسب من كان ورائه ولا عذر للجهل او الخطأ في امور كهذه
ونحن نبكي تلك الورود التي ارتقت الى بارئها مع بقية شهداء الوطن الابرار ونسال الله لأهلهم الصبر والسلوان ولسوريا نقدم العزاء فهي الام الكبرى للجميع
ولكني اعتب على من أفرد صفحات طويلة من الهجوم على من ارتكب تلك المجزرة ومن كان ورائها ووصل به الحد الى ان ينادي بإيقاف الثورة وتجريم الجيش الحر كله ولم نسمع من قبل اي استنكار على من سقط شهيدا بفعل براميل الحقد في حي الشعار والفردوس والحميدية وبستان القصر
لم يجرم النظام على جريمة يرتكبها كل يوم بوضح النهار مروحية لجيش النظام ترمي امام اعين الناظرين وعدسات التصوير براميل متفجرة على احياء سكنية تودي بحياة المدنيين الابرياء
لم نقرأ له عبارة عزاء ولا استنكار ولا مطالبة بحل جيش النظام على افعاله المتكررة بل البعض منهم ذهب الى ابعد من ذلك فوجد لهم العذر وتبريرات ما انزل الله بها من سلطان من انهم يتصدون للمسلحين الذين يختبئون بين الاهالي فهل براميل الموت مبصرة او ذكية لتميز المسلح عن المدني ؟؟؟ و وجود النظام بثكناته وفروعه الامنية مبرر و وجود الثوار في احيائهم غير مقبول ومستنكر
فهل اصبح للدم بورصة ؟؟؟
وهل شهيد الشعار او الفردوس يختلف عن شهيد الشهباء والموكامبو ؟؟
لو تألمت على شهيد الشعار والفردوس والصاخور وبستان القصر منذ اشهر وخرجت مستنكرا رافضا مندد بتلك الجريمة وعملت على قطع يد النظام وعبثها وإجرامها في تلك الاحياء لوفرت الكثير من المواجهات ومن توسيع رقعة الصراع التي امتدت الى مناطق كانت امنه
الدم السوري واحد كما الشعب السوري واحد
حرمة الدم السوري ليس لها خارطة جغرافية ترسم حدودا تتباين فيها قيمة وثمن الدم هنا أوهناك
ثمن دم المواطن العلوي المدني الامن في القرادحة لايقل عن ثمن المواطن المدني السني في الشعار او الموكامبو ولا يقل عن ثمن دم المواطن المسيحي المدني الامن بالعزيزية او السليمانية
في بنك الدم يفرز الدم وفقا لفصيلة الدم A أو B أو O أو AB ولا يفرز وفقا للإحياء او المدن او المذاهب
الحرب تبدأ شريفة وتتحول الى حرب قذرة عندما يخرج الشرفاء منها
وخروج الشرفاء منها جريمة والنأي بالنفس هنا مدعاة لمجرمي الحرب ليمعنوا فسادا وإجراما بالأرض

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.