بناء المساجد

بناء المساجد في العالم العربي ظاهرة جد غير صحية فهي تقمع محاولات الآلة والمصانع الحديثة تحويل العرب من إسلوب arifimosqueالحياة القديمة إلى الحياة المدنية المعاصرة وقد كان الهدف الأسمى من بناء المساجد في عهد رسول الله كي يزيد إقبال الناس على نمط الحياة الإسلامية ولأن المجالس النيابية كانت غائبة ودور النقابات ومؤسسات المجتمع المدني فقد كانت المساجد لهذا السبب هي المؤسسة الوحيدة التي يجتمع بها المجتمع الإسلامي العربي وكان المسجد عبارة عن دار الندوة وكان أيضا مجلس حرب تخرج منه القرارات الحربية وتعقد به راية الحرب والإتفاقيات السلمية بين القبائل العربية .

أما اليوم فإن الموضوع مختلف تماما فقد حل مجلس البرلمان محل الحكم الديكتاتوري والإستبدادي العادل وحلت دور الرعاية الإجتماعية محل المساجد ولم يعد الإنسان اليوم ينتظر رحمة الصدقة والزكاة كي تنزل عليه بالقطارة لأن مؤسسات الدفاع الإجتماعي تعمل اليوم على أكمل وجه وكذلك المؤسسات التعليمية اليوم حلت محل التعليم في المساجد من خلال بناء المدارس والمكتبات ويتلقى اليوم طلاب العلم علمهم من المختبرات العلمية والبحث العلمي المجرب وكذلك إنتهى إسلوب التعليم – ببيضه ورغيف -وبدأ العلم ينحى منحنى أكثر جاذبية من إسلوب التعليم القهري , فلماذا تبنى المساجد ولأي هدف ؟

لا بد انه إسلوب قمعي من أجل إبقائنا في حالة تردي إجتماعي لأن بعض رجال الدين ينشرون من خلال المساجد تاعليم مناهظة للمجتمع المدني الحدبث ومن أجل إجهاظ العملية السلمية في الوطن العربي ومن أجل أن نبقى تحت رحمة الطبيعة بدل تحديها من الداخل والخارج .

ليس للمساجد اليوم شاغر يمكن توظيفها لان الحياة اليوم إختلف إسلوبها عن العهد القديم لقد كانت المساجد شاغرة لعدة وظائف أيام كانت المجتمعات العربية تعيش حياتها الإقتصادية على الحظ والصدفة فقبل تحسين ادوات الإنتاج كانت الحياة الزراعية تعتمد على إسلوب التوكل على الله وعلى الطبيعة وكانت شح الموارد تلعب دورا كبيرا في اللعب بمشاعر الإنسان الدينية وكان الإنسان نتيجة لهذا الضعف يشعر بتفاهته العقلية وإنه غير قادر على تحسين موارد الطبيعة والغذاء ولهذا كان في حالة ضعف يرتجي من الطبيعة ما لا ترتجيه هي منه ولهذا كانت المعابد الدينية أهم مؤسسة إجتماعية يتلقى منها الإنسان الرحمة والشفاعة .

أما اليوم فإن الموضوع مختلف تماما عن سابق عهده فقد كسر الإنسان حاجز الرهبة بينه وبين أمه الطبيعة وخالقته وإنتصر عليها بفعل تقدم الوسائل العلمية وتحسين ظروف الإنتاج وقد رافق كل ذلك التغيير في أنماط الحياة الثقافية والسياسية وحصلت الشعوب المقهورة دينيا وسياسيا على حقوق مدنية ودستورية جديدة لم يكن معترف بها من قبل وأحس الإنسان العادي من أن قيمته تزداد بمقدار زيادة علمه ومعرفته ولذلك قيمة الإنسان كفلتها الحقوق المدنية الجديدة ولم يعد الإنسان يشعر كسابق عهده من أنه عديم الفائدة بل أصبحت له فائدة بفضل تقدم الديمقراطية وحقوق الإنسان على مستوى نشر ثقافة حقوق الإنسان وممارستها .

لذلك نرى اليوم أن رغبة الإنسان تتناقص تدريجيا من ناحية تالإقبال على المعابد الدينية سواء أكان ذلك في الشرق أو الغرب والمساجد التي أشاهدها اليوم تنتشر بنسبة مسجد واحد لكل أقل من ميل مربع واحد في الوطن العربي لا يدخلها أحد غير أيام الجمعة والأيام الرسمية والمناسبات الرسمية أما في باقي الأيام فإن الإقبال ضعيف جدا ونادر.

*******************************************************************************************
إن الدين له أهمية غير عادية في المجتمعات المسالمة عقليا وعاطفيا والتي لا ترغب بتغيير أجنداتها الثقافية والسياسية وأنا هنا أتحدث عن وجهة نظري فقط لا غير وأتمنى أن أكون مخطىء…. وأتمنى على الديمقراطية أن تتقدم خالصة صافية وافية من الشوائب وإن إسلوب التربية الدينية يعيق تقدم المجتمع المدني والمساجد لم تعد مجلسا للشيوخ كي تصدر منها قرارات الحرب والسلام لأن إسلوب الحياة قد تغير وتبدل وحلت محلها أنماط جديدة من التفكير الحر والسليم وإن الأنماط الإقتصادية قد تغيرت فلم يعد بذر البذور وحرث الأرض بالصدفة بل بالوسائل العلمية ولم تعد الرقيا الدينية تخرج الشياطين والأرواح الشريرة من داخل الجسد بعد أ، تقدمت العلوم الطبية والقاقير وكذلك لم تعد المرأة العاقر عاقرا من الله بل من القدرة البيولوجية وتم من خلال تحسين الطب تحسين النسل وتقوية الضعفاء.

وإن بناء المساجد له تكلفة مرهقة للشعوب العربية وبدلا من ذلك يجب مساعدة الفقراء وتحويل الأموال من بناء المساجد إلى بناء المصانع ودعم الكتّاب العرب والكتاب العربي .

وجاء في القرآن :
أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر .
أي أن هنالك ما هو أولى من خدمة المساجد وهو الإنسان والعمل الصالح

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.