بمناسبة ما أدلى به عنصر المخابرات دريد لحام حول استقبال أي ممثل معارض حال عودته لحضن الوطن ثم اعتقاله:

 بمناسبة ما أدلى به عنصر المخابرات دريد لحام حول استقبال أي ممثل معارض حال عودته لحضن الوطن ثم اعتقاله:
عملت منذ عشر سنوات في دمشق كمدرّس في دار لرعاية الأيتام، و كعادة محبّي الظهور من المشاهير كان لا بد لهم من زيارات متكررة لأطفال الدار و توزيع الهدايا عليهم، أيضا كان هناك سبب آخر لعملهم هذا هو أن أمرا خطيرا استجدّ على الدار، فقد أصبحت تحت إشراف السيدة الأولى!!!
خلال عملي كنت أرى وجوها معروفة من إعلاميين و ممثلين و رؤساء مراكز ثقافية و مطربين، كانوا يزورون الدار لهذين السببين، و قد كان الأمر يتجلى أكثر في ردة فعل الأطفال، نعم، أذكر تماما كيف أن الأطفال كانوا على درجة عالية من عدم الاكتراث، ظننت في بادئ الأمر أنهم يجهلون من هؤلاء، فأنا في كثير من الأحيان كنت لا أدرك من هؤلاء الزوّار إلا بعد رحيلهم لا لجهلي بهم بل لأن بعضهم على الطبيعة يظهر لا كما أتوقعه عندما أراه على الشاشة، فالبعض يكون قصير القامة مثلا و هو لا يبدو كذلك على شاشة التلفاز. و في هذه اللحظة التي أتعرف فيها عليه بعد مغادرته، أقوم بسؤال الأطفال غير المكترثين: “لا بد و أنكم لم تتعرفو إلى ذاك أو إلى تلك ممن قاموا بإلقاء التحية و توزيع الهدايا عليكم، لكن دائما ما يكون جوابهم “بلى نعرفه إنه فلان، إنها فلانة” أما عن لسان الحال أثناء اللقاء فهو واضح: “طز فيكم و بزيارتكم و بهداياكم”، و إن نسيت فلا أنسى عبارة إحداهن حينما قلت لها بأني لا أمانع إن كانت تريد الانسحاب من درسي لحضور احتفال في الدار، قالت لي “والله لو بتجي مَرْت الرئيس ماني نازلة”.
نعم هكذا كان الحال مع الأطفال، لا ترحيب بأحد من المشاهير، تجاهل تام في حال صادفوا أحدا منهم و لم يبادر هو بالسلام.
باستثناء ممثل واحد كان الحال معه مختلفا، كان يزورهم باستمرار قبل أن تشرف السيدة الأولى على الدار، كان جميع الأطفال يحبّونه، لم يكن ليقوم بالالتفاف على الجميع كما يفعل الآخرون، بل كان جميع الأطفال يتراكضون للسلام عليه و الترحيب به و لو لثوانٍ بالرغم من انشغالهم في كثير من الأحيان، لم أكن أعرف اسمه صراحةً، لكني كنت أدرك أن هناك أمرا غريبا حال زيارته ثم يقترب الأمر لدرسي، تسرع طالبتي و تستأذن ليس ذلك الاستئذان الذي يخضع للتمهّل و مواجهة المدرّس ببطء و هدوء بل يكون على سبيل الإخبار و هي على عجلة من أمرها “أستاذ هاد فلان بدي روح سلّم عليه”
إنه الممثل زكي كورديللو.
بني آدم مُعارِض.
– أين هو الآن؟
= مُعتقَل مع ابنه مهيار منذ ٢٠١٢/٨/١١>
   Bishr Saleemah

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.