سابقا كنا ننشد قائلين :
بِلادُ العُرْبِ أَوْطَانِي
من الشام لبغدان
جَمِيعُ النَّاسِ فِي الإسْلامِ إخْوَاني
وَلا أحدٌ يُفرِّقُنَا ولا نسَبٌ يُباعِدُنا
لِسانُ الضَّادِ يجمَعُنا
بغَسَّانٍ وعَدْنانِ
والان وبعد الربيعى العربي ونمو الجماعات الاسلامية التكفيرية واحتلال داعش لمدننا اصبحنا نقول :
بلاد العرب خرباني من الشام لبغدان
ومن نجدٍ الى يمن ٍ حقيرٌ يذبحُ الثاني
من نجدِ سَرى ارهابٌ وحلل الذبحِ شيشاني
فلا دينٌ يوحِدنا ولا اخلاقٌ تردَعنا
لسانُ الضاد فرقنا بين مسلمٍ ونصراني
مجدنا التليد قد باد ووحدتنا حلمٌ فاني
غزتنا داعش والنصرة قتل تقطيع وهجرة
دفنُ احياءٍ بالحفرة بايدي جَحش افغاني
جهاد بالسيفِ والمدفع وحرقٌ بنارِ ودخانِ
يقطعوا بالسيف رقابا ويكبروا بأسم الرحمن
البغدادي صار خليفة ٌ رسولُ جنٍ وشيطانِ
نوحوا يا بني قومي على اطلالِ اوطاني
نعم ايها العرب ، بلاد العرب خرباني من الشام لبغدان
في بلاد العرب قتال ودمار ، اغتصاب، ودماء تسفك على مذبح الشيطان بأسم الله ورسوله ، يكبرون الله اكبر وينحرون الرقاب الادمية .
فهذه ليبيا العربية ، يدمرها ابناءها بنيران لا تهدأ ، قبائل وميليشيات وجيوش وعصابات يحاصرون الموانئ ويحرقون المطارات والطائرات ، انقسم الشعب الليبي الى جيش حفتر وجيش فجر ليبيا وعصابات اسلامية ، كل يبحث عن مغانم وسطوة وغنائم .
طائرات مجهولة تقصف مواقع ، وفوضى تعم البلاد ورعب يسود العباد . كل شهر يستبدل رئيس وزراء ورئيس برلمان ، ولم نعد نعرف من هو الرئيس ومن هو قائد الجيش . الكل لا يرضى عن الاخر .
والشعب يدفع الثمن من دم ابناءه وثروة بلاده .
الا يصح ان نقول بلاد العرب خرباني ؟
في اليمن السعيد
الحوثيون يتمردون على سلطة الدولة ، وعصابات القاعدة تضرب في كل مكان . عبد الملك الحوثي يعلن الثورة على السلطة ، الحشود الالفية تنصب الخيام حول العاصمة تمهيدا لمهاجمة الوزارات والقصر الرئاسي لأسقاط الحكومة ، الجيش يعلن حالة التأهب القصوى ، السلطة تحرض اتباعها ومناصريها للتظاهر ضد الحوثيين . الكل يحمل السلاح وينتظر ساعة الصفر ليبدا القتال ويذبح احدهم للاخر وكلهم شعب واحد لسان الضاد يجمعهم ودين الاسلام يفرقهم بين سنة وشيعة ..
في غزة
حماس والاخوان المسلمون فيها يتصدون بالصواريخ البدائية والمحلية الصنع لأقوى قوة عسكرية في الشرق الاوسط ، طائرات اسرائيلية تقصف ليل نهار المساكن والعمارات والمساجد ، القتلى بالمئات والجرحى بالالاف يتساقطون ، وحماس تطالب بحرب طويلة الامد ، وشعب غزة بلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء . مهجّرون بلا مأوى ويسكنون في مدارس الانروا للامم المتحدة ويعتاشون على المساعدات الدولية وحماس تريد حرب طويلة الامد !!
والشعب الفلسطيني يدفع الثمن من دماء ابناءه .
في سوريا
الحرب مشتعلة منذ ثلاث سنوات ، الشعب منقسم بين معارض مسلح وبين مناصر للسلطة البعثية ، والبقية مهجرون في مخيمات الاردن ولبنان والعراق ومشتتون يبحثون عن ملجأ لهم في دول اوربا . كلهم عرب وكلهم مسلمون ، فرقهم الاسلام بين سني وعلوي ونصيري ووهابي . ويقتل بعضهم بعضا باسم السياسة والمناصب والديمقراطية .
الاسلاميون انتهزوا الفرصة بتمويل وتخطيط وتشجيع اقليمي ودولي ، الغرب اراد الانتقام من بشار الاسد وسلطته البعثية فمد يد العون للمعارضة المسلحة وجيش الحر تارة والى العصابات الاسلامية تارة أخرى ، والغاية تمزيق سوريا وتحطيم جيشها القوي لتبقى اسرائيل اقوى دويلة في المنطقة لا يهددها احد من العرب .
دخلت داعش على الخط ولا احد يعرف من يمولها ، هل هي صنيعة دمشق ام صنيعة واشنطن ، والتمويل المالي السعودي والقطري مفتوح خزائنه بغير حدود . تركيا تساند بصمت ، والمخابرات الاردنية تعمل من غير صوت والمخابرات المركزية الامريكية والموساد الاسرائيلي يخطط ويوجه .
اُعلنت دولة الاسلامية في العراق والشام ، اختلفت جبهة النصرة بقيادة الجولاني مع ابي بكر البغدادي حول الغنائم والسطوة والنفوذ . تقاتل الاثنان وهما يحملان عقيدة وهابية ارهابية وتكفيرية واحدة . فرضوا الجزية على المسيحيين في حلب والرقة ، قطعوا الرقاب واكلوا القلوب والاكباد للبشر وجلدوا الناس في الساحات والشوارع ، طبقوا الشريعة الاسلامية على الناس بقوة الارهاب والتخويف والرعب . وثقوا جرائمهم بالصوت والصورة ونشروها على الانترنيت لترهيب الناس منهم .
النتيجة دمرت المباني في المدن السورية، الشعب الباقي يعيش بلا ماء ولا كهرباء ولا دواء ، ينزف دماء كثيرة كل يوم ، ولا من حل قريب ، امريكا واسرائيل واوربا يزيدون النار حطبا ، ويتفرجون على نهاية المسلسل الطويل . …هذه احدى بلاد العرب اوطاني .
الشعب يدفع الثمن من دماءه وثروات بلاده . الدين الاسلامي والسياسة اللعينة ههما من اوقدا نار الحرب التي لا تزال مستعرة ، الاخ يقتل اخاه بمعونة الافغاني والشيشاني ، فلتعش بلاد العرب اوطاني .
في العراق
تحركت دبابير الدولة الاسلامية في العراق والشام قادمة من الصحراء ، وغزت الرمادي والفلوجة واحتلتهما ، الدولة العراقية بجيشها وميليشياتها التي تزيد على المليون وربع مقاتل عاجزة عن تحرير مدينة الفلوجة منذ ثمان اشهر .
بمؤامرة مدبرة وخطط متقنة شاركت بها مخابرات عديدة لدول غربية واقليمية ، شنت داعش غزوتها بمباركة قطر والسعودية راعية الدين الاسلامي التكفيري وحماة الوهابية وبخيانة والاعيب سياسية محلية واوامر مالكية لضرب داعش بسنة الموصل هرب قادة الجيش العراقي من الموصل بالملابس المدنية ، وتركوا اربع فرق عسكرية بعدتها التسليحية الهائلة ومئات الالاف من جنودها لقمة سائغة لداعش .
غنيمة لا تعادلها كنوز الدنيا ، مدن وآبار نفط غزيرة ، واموال طائلة تملأ خزائن البنوك ، اسلحة ومعدات وسيارت ودبابات ومصفحات ومخازن عتاد لا اول لها ولا آخر ، استولت عليها داعش الاسلامية. طمعت داعش وسال لعابها ، فقد اصبحت قوية عسكريا وماليا ، فانطلقت تكمل غزواتها لتحقيق حلمها في اقامة دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام . وهكذا تحقق ما حلمت به ، احتلت الموصل ونواحيها ، وزحفت الى صلاح الدين وديالى ، وتقدمت الى سامراء وشمال بغداد وجنوبها فطوقتها من عدة محاور لتشتيت قدرات الجيش العراقي واسلحته ، لتجد لها منفذا لاختراق بغداد واحتلالها واعلانها عاصمة دولة الخلافة الاسلامية العتيدة بقيادة خليفة المسلمين ابراهيم السامرائي الملقب ابو بكر البغدادي الحسيني القرشي .
معارك دامية ، شباب كلية القوة الجوية (معسكر سبايكر) بعمر الزهور يقتلون ويعدمون بالجملة بدم بارد من قبل داعش ، تهجير للمسيحيين وسلب ممتلكاتهم من الموصل ومدن سهل نينوى ,وتدمير كنائسهم ، انتقام من الايزيدية والشبك والتركمان الشيعة ، معارك كر وفر للاستيلاء على المناطق الاستراتيجية مثل حقول النفط ومصفى بيجي وسد الموصل وسد حديثة . دمار للمدن ، ابادة جماعية لمن لا يبايع البغدادي خليفة للمجرمين . تبديد لثروات البلاد ، تجنيد جماعي وتطوع شعبي تلبية لنداء المرجعية الشيعية ، قتال وحروب بين المسلمين انفسهم من السنة والشيعة لشعب واحد .
قتال دائر في العراق بين من يطلقون على انفسهم ثوار العشائر وبين الجيش النظامي وميليشيات شيعية من عصائب اهل الحق ومنظمة بدر وجيش المختار وجيش السلام ( المهدي) وحزب الله العراقي وبين داعش التي تضم العراقيين والعرب والافغان والشيشان ومتطوعون اجانب من مسلمي اوربا . بلد يغرق في فوضى ، المشاريع متوقفة ، الموازنة العامة للبلد نائمة في ادراج البرلمان والسياسيون يتعاركون على المناصب والامتيازات والرواتب المليونية .
السبب السياسة والمناصب ، والدين الذي فرق الشعب بين مذهب وآخر هما من كان وراء اراقة الدماء .
ولازلنا ننشد قائلين بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان
اما يحق لنا ان نغير الان تلك الابيات لنقول :
ودارت بعدها الايام دورتها
تغير نبعي الصافي ومات قديم الحاني
فما احد هنا يشدو بلاد العرب اوطاني
جميع الناس في الاسلام اخواني
وصار السهمُ نرميه في صدرِ لاعمامي واخواي وجيراني
الفُ عقيدةٍ صِرنا والفُ دويلةٍ بتنا
تشتتَ ذلك الشملُ تفَرقَ في الدنا الاحبابُ والآلِ
داعشٌ تمزِقنا تقتلُ المسلمَ والنصراني
فهل نتعض يا عرب ؟