بلاد الطيايي والوادي المقدس طوى

ايليا الطائي
ما عدا النصوص السريانية التي تكلمت عن بلاد الطيايي والتي كان يقصد بها المناطق الجنوبية والوسطى من العراق ، فيظهر نص للمؤرخ الارميني سيبيوس من منتصف القرن السابع (الفترة التي نشأ فيها الإسلام) ، ويتحدث عن هجرة يهود الرها عبر الصحراء الى بلاد تاشكستان

(Tachkastan)
(يقصد بلاد الطائيين (طاجي ، تاشي)) إلى ابناء إسماعيل (حسب النص) .
نص المؤرخ الصيني :” وخلال فترة حكم (يونغ-هوي)
( Yung- hui)
من سلالة (تانغ) العظمى ، والطائيين أرسلوا سفارة إلى البلاط لتقديم الهدايا ، ويقال إن بلادهم تقع غرب بلاد فارس (بو-سو)” .
ومن خلال النصين نلاحظ ان مناطق غرب ايران والمقصود به المناطق الوسطى والجنوبية من العراق هي بلاد الطائيين وهي بلاد الطيايي في الروايات السريانية المبكرة ، ولكن من اين جاءت تسمية الطيايي؟؟؟
الفرضية الارجح عندي هي ان كلمة (طي) او (طيء) جاء من كلمة (طوى) ، والكلمة الاخيرة ارتبطت بالوادي المقدس في القران ، حيث فسر حديثاً على انها سيناء في مصر الحالية !!
كلمة سيناء تعني ارض الاله القمر (سين) ، والاله سين هو اله بابلي ، وفي القران ذكرت بصيغة (طور سينين) ، حيث ان هاتين الكلمتين هي كلمات رافدينية وليستا مصرية ، حيث ان طور تعني (جبل) ، وبالاصل هي كلمة رافدينية وهي (كور) وتعني جبل ايضاً ، اما كلمة (سينين) فجاءت من اسم الاله البابلي (سين) ، وتلول الطار (كهوف الطار) تقع اليوم في كربلاء حيث يوجد ضريح الامام الحـ(سين) .


وبما ان الوادي المقدس ارتبط بطور سينين فهذا يعني ان كلمة (طي) جاءت من (طوى) ، ويقال انه وصف بالطوى لأنه قدس مرتين ، وما يؤكد ذلك هو ان كلمة طي او طيء تعطي نفس معنى كلمة طوى في اللغة .
وما يؤكد ذلك هو ان سيناء الحالية لم تحظى باي اهمية عند المسلمين سواء في فترة الإسلام المبكر او حتى في العصر العباسي .
وبالعودة لكلمة الطي فهي ايضاً جاءت كتعبير كنسي شرقي (نسطوري) للدلالة على الضائعون او الذي كان على النصرانية وقد خرج منها ، وهذا ما يعبر عنه في باللغة بالـ(تائه) او الـ(تايه) باللهجة العراقية ، وهي ترادف كلمة كافر في العرف الاسلامي اليوم ، وعلى ما يبدو ان هذه التسمية قد شاعت من العراق في الأوساط الفارسية ايضاً ، في فترة الإسلام المبكر بعد ان تحولت الكثير من القبائل البدوية الفارسية والتركية الى اتباع ديانة الطيايي ، وحتى العصور الوسطى وبدور عثماني تركي بدأت تلك المناطق تأخذ تسمية الطائيين حتى عرفت الشعوب الفارسية والتركية في شرق ايران الحالية باسم الطاجيك نسبة الى الطائيين .

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.