بعيد الاستقلال وطّا راسه وخبا عيلته من القنص

من المفترض انو عيد الجلاء يكون اكتر الأعياد بهجة في اي بلد بالعالم.. الاميركي و الفرنسي بتلاقيهون ناطرين شهر تموز

كنيسة قلب يسوع الاقدس التابع لدير راهبات الكرمل في اللاذقية

كنيسة قلب يسوع الاقدس التابع لدير راهبات الكرمل في اللاذقية

مناطرة ليحتفلوا مع أبناءهون و جيرانهون بالألعاب النارية احتفالا بهاليوم الوطني الكبير..

عيد الجلاء ببلادنا الو نكهة تانية و طعم تاني و لون تاني..
رح حاول أتخيّل معكون عيد الجلاء اليوم في مدينتي اللاذقية كمثال عن باقي مدن سوريا..

فاق ابو محمد في يوم ربيعي وطني بامتياز مع عيلتو في الذكرى الثامنة و الستّين من جلاء آخر جندي فرنسي محتل عن الاراضي السورية..

– ليش ما في مي سخنة يا ام محمد بدّي اتدوّش و اخود الأولاد لنتفرّج عالالعاب النارية بساحة الشيخضاهر..
– الكهربا مقطوعة ابن عمي كل الليل ما قدرت شعّل السخّان، و انت الله يصلحك ما معبّي مازوت هالسنة بحجّة يا مقطوع يا غالي..

– و لك فدا البلد يا ام محمد، المهم راح الفرنساوي ، رح آخود دوش مي باردة و أمري لالله ، بس ليش ما عم تجي المي الباردة يا ام محمد ؟؟
– يا شحّاري.. ليش المي اجت من أسبوع لهلأ لحتّى عبّي الخزّان !!!!

– يللا معلشي فدا الوطن ، المهم ما عاد شفنا الفرنسي ببلادنا ،قومي لكن فيقيه لهالكسلان محمد يجيب الطشط و يصبّلي شوية مي لأغسل فيها وجهي لبين ما انتي اتجّهزي الفطور..
– إينو فطور ولك ابو محمد، بقيان من مبارح شوية زعتر عالطاولة دبّر حالك فيهون..

– ايه و شو عليه،ليش شبو الزعتر، ليش كنّا نشوفوا على ايام الفرنساوي، المهم نحنا هلأ يا ام محمد أحرار و ما عاد شفنا عسكري اجنبي ببلادنا..
– أوقات ولك ابو محمد بحسّك عايش بدنيا تانية.. لكن هدول اللي شفناهون مبارح بسوق الدهب حاملين بواريد و عم يحكوا عراقي، و هدوك اللي وقفّونا عند حاجز المحطة و عم يحكو لبناني ، شو بتسمّيهوين لهدول ؟؟
– و لك بس يا مرة الله لا يوفقك، هلأ بيسمعونا الجيران عم نحكي سياسة، و لك ما اسمعتي شو عملو بجارنا ابو صطيف الله لا يوفقهون، و من يومها ما عاد شفنا وجهو..
– الله يعينك يا ام صطيف على هالمصيبة، بس ربنا ستر يا ابو محمد ما كانوا الفرنساوية هنن اللي اخدينو، و لك بيضلّ عالقليلة هلأ بسجون وطنية..
– ايه قومي قومي، خلّينا نلحق الاحتفال قبل ما يروح علينا شي من الألعاب النارية..

نزل ابو محمد مع عيلتو، و اخدوا شارع بغداد اللي فتحوه الفرنساوية من سبعين سنة و هنن بطريقهون على ساحة الشيخضاهر اللي شيّدوها الفرنساوية من تمانين سنة، مروراً بكنيسة اللاتين اللي عمّرتها الكنيسة اللاتينية الفرنسية من تسعين سنة، عبوراً بمدرسة العناية اللي علّوها الفرنساوية بهديك الايام، وصولاً لمدرسة الارض المقدّسة اللي رفعوها الفرنساوية بأيّام الاحتلال، نزولاً عند المتحف اللي كان بيت للمفوّض الفرنسي و اللي على يسارو دير الكرمليت و مدرستها اللي بناها الفرنسيين، و اللي على يمينو حديقة البطرني اللي زرعها المحتل الفرنسي و أقام عليها كازينو اللادقية..

وصل ابو محمد و عيلتو اخيراً على ساحة الشيخضاهر لبدء الاحتفال ، و اتزامن وصولو مع مع دوي أصوات المدافع و المفرقعات ، و لكن بدل ما يرفع راسو كسوري بعيد الاستقلال، وطّاه و سحب عيلتو ليختبّى ورا سيارة خوفاً من نار قنّاص..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.