بطاقة معايدة للعالم المسيحي

أرجوكم أن تقرئوا بطاقتي وكلمتي لكم,أرجوكم أن تعيروني أسماعكم وآذانكم وقلوبكم الطيبة التي لا ترضى أن تنعموا بالسلام وبالخير وأنا في نفس الوقت أتمنى لحظة واحدة تصفوا فيها دمائي وتتخلص فيها روحي من عذاب السنين الطويلة, أرجوكم أن تقرئوا كل كلمة لم أكتبها هنا….: في كل مرة نفس القصة ونفس الحكاية, كل عام ونحن نجتر بالحكايات القديمة طالبين من الله أن ينهي آخر أحزاننا وأن يقضي على آخر أعدائنا, كل عام ونحن نكرر نفس العبارات ونتمنى نفس الأمنيات وكل عامٍ ونحن نقفُ على الضفة الأخرى متمنين أن يأت علينا عامٌ جديد نصل فيه إلى الضفة الأخرى دون جوازات سفر فقط بالمحبة وبالسلام, فكل عامٍ وأنتم بخير ,هذه أمنية تمناها لآبائكم أجدادي من ذي قبل,وها أنا اليوم أعيد نفس القصة وأروي لبكم نفس الرواية عن رجلٍ غمرته الدنيا بالمحبة وبالسلام, كل عامٍ وانا ذلك الرجل الذي ينظر إلى المسيح نظرة المتعطش للماء في جوف الصحراء في نهارٍ تشتدُ فيه حرارة الشمس على القلب المحب للمسيح.

وأمنياتي لكم كما هي وردودكم عليّ كما هي, ستردون عليّ وأنتم تقولون(كل عامٍ وأنت بخير) هكذا تنطقون بها عبارة أخرى مسلية ومستهلكة قالتها أجدادكم لأجدادي, فمن أنا في هذا اليوم السعيد إلا رجلٌ حزينٌ بداخلها رواية طويلة جدا عن بعث المسيح وعودته من جديد ليقضي على الأشرار الذين أذاقوني الويل والمرارة وجرعوني السم القاتل.

كل عامٍ في مثل هذا اليوم ونحن نتمنى فيه الخير للذين يعيشون بعيدا عنا , وللذين يعيشون قريبين منا في الأرض التي تحترق عليها أكباد أحبابنا وأبنائنا,إنني أحمل لكم من بلدي بطاقة عيدٍ لم يكتبها أحدٌ قبلي ولم يقرأها أحد قبلي ولم يعرف مثلها أي كائن ما كان أن يكون أسمه أو عنوانه, صلواتٌ تكتمل فيها قضيتي وقصتي عن صخرة تحطمت فوقها الصخور وعن عُشبة فيها الدواء والشفاءُ من آلاف الأمراض والجراثيم, فكل عامٍ وزيتون بلادي بألف خير, وكل عامٍ وأنا أروي لكم قصتي وأحكي لكم حكايتي التي لم يعرف مثلها أحد, وإنه لمن دواعي سروري أن أنشد معكم في هذا اليوم أنشودةٌ للمطر وأنشودةٌ للحب وأنشودةٌ للسماء لكي يطل منها الفارس الذي سوف يخلصني من حزني ومن آلامي, فكل عامٍ وقلوبكم ندية وعيونكم تحدقُ في عيوني تسألني فأجيبها وتطلبُ مني فأعطيها, وإنها لفرصة عظيمة أن أستغل هذا اليوم وأنا أدعو لكم بالمحبة وبالسلام الدائمين, حين يحل السلامُ على العالم كله.

كل عامٍ والعالم المسيحي بألف خير وبألف محبة وسلام, وكل عامٍ وهم ينشدون الأناشيد ممسكين بالصليب يلفون فيه رقابنا وأجنحتنا وكأننا نحن المسئولون عن صلب المسيح, ولولا صلب المسيح وقيامته ما شهدنا في هذا اليوم العيد والمحبة في الأرض التي مشى عليها المسيح, والغريب في الموضوع أننا نعيش ونحيا ونأكل ونشرب في أرض المسيح التي مشى عليها بخطواتٍ جريئة ممسكا عنا ومتحملا عنا آلام وعذابات السنين,والغريب أصلا في الموضوع أن الناس الذين يعيشون بعيدا عن الأرض التي وجد فيها المسيح ينعمون بالسلام وبالأمن أكثر منا, علما أننا نحن من أنتج المسيح ومع ذلك حياتنا كلها تعاسة بينما العالم الآخر يتنعم بنعيم المسيح!!!!.

وإنه لمن دواعي سروري أن أهنئ العالم المسيحي من هنا من أرض الأردن ومن على ضفاف نهر الأردن العالم كله وخصوصا الفاتيكان بهذا العيد الذي نشعر به وهو يمرُ بأنفاسنا,قائلا لهم أعطونا بعض ما تنعمون به من المحبة والسلام, أعطونا خبزنا وكفاف يومنا, أعطونا شجرة عيد الميلاد,أعطونا كسوة للعيد وللشتاء ومروحة للصيف الحارق,أعطونا زجاجة نبيذ نبللُ فيها ريقنا, أعطونا عنبا وخوخا ورمانا,أعطونا أيديكم لنشعر ببعض الدفء.

كل عامٍ يا زهرة الأرض وأنتِ بخير وكل عامٍ يا ملح الأرض وأنتم تدفعون من عرقكم ودمائكم ثمنا لخلاص البشرية من العذاب والمرارة والكد والتعب, إنكم حقا مؤمنون بقضيتكم وإنكم حقا وأنا واحدٌ منكم مؤمنون بالمحبة التي ستدخل يوما في قلوبنا,وكل عامٍ يا قدس وأنت بخير وكل عام ونحن نتأمل بأن تنطفئ في قدس الأقداس نار الفتنة الطائفية ونرجو من الله أن يعم الخير والسلام على هذه البلاد التي أنجبت المسيح معمدان المعمدانيات وسفير الآلام الحزينة ومبعث المحبة والسرور في قلوب العالم أجمع, وكل عامٍ ونحن نلتئم على هذه المائدة مستذكرين صراخ وآلام وعذاب الذين سبقونا بالعذاب, طوبى لأولئك الذين ضحوا بأجمل أيام العمر لننعم بمزيدٍ من المحبة والخير والسلام.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

One Response to بطاقة معايدة للعالم المسيحي

  1. سرسبيندار السندي says:

    ماقل ودل … وسؤالي مثلك في كل عام ؟

    متى سينعم عالمنا بالامان والسلام
    وقد طفح الكيل ومهنة الكل صارت
    الغش والخداع والسلب والنهب والأجرام
    والمصيبة باس الله اكبر الذي
    شرع الحروب والغزوات وقطع الرقاب كالانعام
    فلم يعد في الوجود من مخبىء او ملجأ
    فيه لاترى غير شيوخ التخلف والظلالة والظلام

    نعم صعب ان يولد الحب في قلوب
    ترى الله مكارا وجزار بالسيوف والسهام
    الا ليت شعري مالفرق إذن
    بين تجار اليوم والأمس في الحلال والحرام
    اليسو كلهم في الهوى سوى منذ ١٤٣٥عام
    بربك قل لي مالفرق بين يزيد واحمدا وبشار وصدام
    ويبقى سؤالي لامة العرب أين العلة
    هل في الخالق الجميل ام في الإنعام
    سلام من رب السلام لكل من يدين بدين الحب
    ولك ياجهاد ولكل عين على الجور والظلم لاتنام
    سلام وألف سلام مسك الختام

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.