في قريه صغيره في مقاطعة داوفين الفرنسيه تدعى : كاوت سان أندريه , محصورة بين جبال الألب ونهر الرون , ولد هكتور برليوز عام 1803 خلال أيام إحتفالات الكريسماس . كان الجو مثلجاً في الخارج وأسرته تدفيء البيت بإشعال الخشب في المدافيء
بدأ برليوز بزيارة الكنيسه منذ أصبح في 11 من العمر , كانت البنات ينشدن في قداس الكنيسه وكان هو مبهوراً بما يسمع لأول مره ومتأثراً بشده , ومنذ ذلك اليوم أصبحت الموسيقى جزءا ً مهماً من حياته , والعديد من أفضل أعماله كانت مقطوعات دينيه
كان هكتور الإبن الأكبر لعائلة برليوز وله أختان تصغرانه بأعوام كثيره هما : نانسي وأديل , والده كان طبيباً ورغب بأن يدرس إبنه الطب هو أيضا ً , وكان صبورا ً جداً يقرأ كثيرا ً , ويحترمه الناس للغايه , وهو من يقوم بتدريس ولده هكتور العلوم واللغه اللاتينيه والموسيقى . وعلمه عزف الناي والكيتار والغناء , ولهذا بدأ الولد بكتابة النوتات الموسيقيه وعزف أول مؤلفاته لأصدقائه
عندما أصبح عمر هكتور 12 عام وقع في غرام فتاة تبلغ 17 من العمر تدعى أستيل , كانت طويله وجميله , وتفضل الرقص مع الجندي عم هكتور وهذا ما جعل هكتور يشعر بمنتهى التعاسه
في نفس هذا الوقت بدأ هكتور بدراسة الموسيقى , إضافة الى أنه تعلم كيف يدرس الخرائط فقد كان يحلم بالسفر والعمل كبحّار . من داخل منزله كان يرى جبال الألب لكنه كان يحلم بمشاهدة ما وراء الجبال . وفيما بعد سافر هكتور الى جميع دول اوربا من لندن الى روسيا , لكنه حين كان صغيرا ً فلم يكن يستطيع السفر إلا عبر أحلامه
أحب هيكتور سماع الناس وهم يغنون أغنياتهم أثناء الأعياد والمناسبات , وحين أصبح في 17 من العمر بدأ بتأليف الأغاني للتعبير عن مشاعر الحب والحزن
وحين أصبح في 18 من العمر رغب والده إرساله الى باريس لدراسة الطب .. لكنه كان غارقاً في حب أستيل ولا يريد مفارقتها , كما أنه لا يرغب بدراسة الطب , وأخيرا ً قرر دراسة الموسيقى وعدم دراسة الطب
الأوبرا هي مسرحيه مغناة وقد لحّن برليوز أوبرا ( حصان طرواده ) معتمداً على قصيدة لا تينيه وردت ففي إنيادة فرجيل تروى رحلة بطل ثانوي من أبطال حرب طروادة هو « اينيوس وآلهة الحب فينوس » حيث نجا هذا البطل بأعجوبة من الموت فأخذ معه أباه العجوز وأبحر نحو الغرب وكان مقدراً عليه من قبل الآلهة أن يؤسس مملكة جديدة للطرواديين أي أن يؤسس روما . ووردت فيما بعد في كتب المؤرخين الرومان الاسطورة التي تزعم أن بناة روما هم من أصل طروادي
العديد من المؤلفين الموسيقيين لا يمنحون مؤلفاتهم أسماء بل أرقام , لكن برليوز لم يفعل ذلك . فمن أجل أن يشحذ مخيلة مستمعيه كان يمنح مؤلفاته أسماء مثل : سمفونية رائعه
أو سمفونية : هارولد في ايطاليا
https://www.youtube.com/watch?v=eSIKuZ-hTFw
تعرف برليوز على الموسيقى أول مره من خلال الكنيسه وبقي مأخوذاً باللحن الكنسي لما تبقى من عمره , حين كتب ألحان التراتيل الكنسيه ( نسبح لك ) التي تتحدث عن طفولة السيد المسيح نسمع الكورس يروون بصوت عذب كيف نجا المسيح حين كان رضيعاً من مذبحة الأطفال
https://www.youtube.com/watch?v=p_4QeDvERbI
يلحن برليوز روايات مغرقة في الخيال , في اوبرا ( ليلو _ أو العوده الى الحياة ) نشاهد مغنيا ً يصحو من كابوس ويأتي ليتصدر الأوركسترا وبقية المغنين
https://www.youtube.com/watch?v=mZNwzYx7Mnk&list=PLEA073440E3810C13
أما في الأوبرا التي تحمل عنوان ( خطيئة فاوست ) فنجد برليوز يلاحق فاوست من هنغاريا الى ألمانيا , في الكاباريه , عند حافة الماء , في غرفة النوم , في الحديقه . وقد إخترت لكم هذا المقطع من خطيئة فاوست تغنيه صاحبة الصوت السبرانو , الأمريكيه من أبوين يونانيين : ماريا كالاس
https://www.youtube.com/watch?v=jrSXrhRoHDY
كما أحب برليوز أن يلحن لأصوات منفرده تصاحب الأوركسترا , مؤلفاته إحتفالات للصوت البشري مع الموسيقى ولعل أروع ألحانه للصوت المنفرد كانت في : ليالي الصيف
https://www.youtube.com/watch?v=5GU1vvTretE