تتمة ما نشر في الجزء 1 : براهين تثبت وجود الله وتدحض نظرية التطور
الكون له مصمم مبدع
الكون له تصميم معقد ويخضع لقوانين فيزيائية ثابتة ، مما يشير الى ان وراءه تدبير محكم ، ولايمكن للنظام السائر بموجب قوانين ثابتة ومرتكز على ثوابت كونية دقيقة جداً ان يكون وليد الصدفة والعشوائية . فهذان متناقضان لا يتلاقيان أبدا .
لنستشهد بالعلم بدلا من الايات في الكتاب المقدس ، لكون ناكري وجود الله يؤمنون بالعلم ولهذا سنستخدم اللغة التي يفهمونها للبرهنة على وجود الخالق .
اكثر العلماء العظام كانوا مؤمنين بالله ، امثال بويل ، نيوتن ، باستور ، باسكال ، فرداي ، انشتاين وغيرهم كثيرون ولم يكونوا من الاغبياء الذين لا يميزون بين الخلق والتطور العشوائي .
نظرية الانفجار العظيم
ان التسليم بأن للكون بداية هو موقف منطقي تماما . اذا كان الكون أزلي لما وصلنا الى اللحظة الحالية من الزمن ، فنحن في نهاية الزمن حتى الان . فإذا كان الكون قد مر بعدد لا نهائي من الاحداث ، فإننا في هذه اللحظة نظيف حدثا ، ثم في اللحظة التالية نظيف حدثا آخرا وهكذا . وهذا مستحيل لأننا لا نستطيع ان نظيف شيئا الى ما لا نهاية من الاحداث .
لنتخيل ان الزمن عصا طويلة جدا ، وفي كل لحظة تزداد طولا ، نحن الان نمسك بطرف العصا من هذه الناحية لأ ننا في نهاية الزمن . القول ان الكون ازلي يعني ان العصا ليس لها طرف آخر ، فهل يمكن ان نتخيل عصا لها طرف واحد .
هل كان الانفجار العظيم وخلق المادة الاولية والطاقة والزمن للكون كان من تلقاء نفسه ومن غير مسبب ؟ من هو المسبب ان لم يكن الله هو الخالق ؟
نظرية النشوء والارتقاء لداروين
تستنتد هذه النظرية الى مبدأ الصراع الطبيعي والبقاء للاقوى ، ولكنها تعجز عن ان تفسر سبب بقاء حيوانات وكائنات ضعيفة كالارنب والفار مثلا ، ولا تفسر كيف خرج من عائلة الوعل حيوان رقيق وجميل كالغزال ، كما انها تعجز عن تفسير سر الجمال الموجود في جناح الفراشات والهدهد وريش الطاؤوس والببغاوات . هذه الالوان البديعة تضعنا امام خالق مبدع ، وليس امام حرب المخالب والحوافر وصراع البقاء والطفرات العمياء الغير عاقلة .
الطفرات الوراثية
يقول مؤيدوا وعلماء التطور ان الارتقاء والتطور ينسب الى طفرات وراثية املتها الحاجة مثال ذلك هو ظهور ارجل غشائية للحيوانات التي تعيش على ضفاف وحافات الانهار كي تساعدها على السباحة ، يدفع اصحاب النظرية لفكرة ان الطبيعة شجعت هذه الصفة للحاجة لها وتوارثتها الاجيال ، وبذلك ارتقت الارجل العادية الى ارجل غشائية واندثرت الارجل العادية . هذه الطفرات العشوائية لا تفسر لنا الابداع المحكم في الطبيعة . البعوضة تضع بيوضها في الماء الراكد ، وكل بيضة تاتي الى الوجود مزودة بكيسين للطفو ، من اين تعلمت البعوضة قوانين ارخميدس لتزود البيض بهذه الاكياس الطافية ؟
اشجار الصحاري تنتج بذورا مجنحة تطير مع الرياح اميالا وتنتشر في مساحات واسعة بلا حدود ، فمن اين تعلمت اشجار الصحاري قوانين الحمل الهوائي لتصنع لبذورها اجنحة تطير بها مسافات طويلة بحثا عن اراضي ملائمة للإنبات ؟
النباتات المفترسة للحشرات التي تصنع لنفسها الفخاخ والشراك الخداعية لأصطياد الحشرات وهضمها واكلها ، باي عقل استطاعت ان تعمل هذه الحيل ؟
نحن اما عقل يفكر ويبتكر لمخلوقاته ويبدع لها اسباب البقاء واستمرار الحياة ، وليس هناك مجال للصدف والعشوائية لتتحكم في البقاء واستمرار النوع .
الخريطة الكرموسومية
هناك عقبة أخرى بطريق نظرية داروين ، وهي ما اكتشف حديثا باسم الخريطة الكرموسومية او خريطة الجينات الوراثية .
نحن نعلم الان ، ان لكل حيوان خريطة كروموسومية خاصة به ، ويستحيل ان يخرج نوع من نوع آخر لا يمت بصلة وراثية له ، بسبب اختلاف الخريطة الكروموسومية .
ان التشابه التشريحي بين الحيوانات ليس بدليل على تحولها من نوع الى آخر ، بل دليلا على وجود مصمم وخالق واحد لها جميعا .
الجسم البشري يحتوي على تريليونات من الخلايا وكل خلية تحتوي كما من المعلومات بلغة ال DNA يملأ عدة موسوعات .
الحيوان المنوي والبويضة البشرية التي لا يمكن رؤيتهما بالعين المجردة يحتويان على عدد من المعلومات اكبر مما تحويها الموسوعة البريطانية من معلومات . وهذه المعلومات هي التي تحدد نوع الجنين ولون بشرته ولون عينيه وملامح وجهه وطوله ، وكل التفاصيل المتعلقة بنموه . فهل كل ذلك جاء من صدفة عشوائية ، ام من عقل مدبر حكيم ، وهو من صنع كل هذه العظمة والروعة في الخلق .