بدعة الدكتور خالد صالح

لأننا في زمن الرفاهية والاستقرار وبعضنا بات يحن الى ايام المفخخات التي اصبحت من حكايات جدتي، ابتدع الدكتور خالد صالح طريقة في مساعدة الطلاب الذين لاتسمح لهم مواردهم بالدراسة في جامعة كردستان التي يترأسها. وهي تغريم كل من يناديه بالدكتور 5 آلاف دينار تدفع فورا.
وقد اعد الدكتور جدولا بالغرامات التي لقبّها البعض بجدول الغرامات الاكاديمية ذات المسؤولية المحدودة وهي كالتالي:
غرامة من يخاطبه “كاكه دكتور: 10 الآف دينار.
غرامة من يخاطبه “جناب الدكتور”:15 ألف دينار .
الطريف في الامر انه ذكر ان رئيس حكومة الاقليم مدين له بمبلغ 50 الف دينار فقد خاطبه بلقب الدكتور 10 مرات.
وسيضحك رئيس حكومة الاقليم طويلا ويقول مع نفسه:هذا بطران هو انا عندي هذا المبلغ!.
ولاندري هل سيأتي اليوم الذي يعقد الطلاب الفقراء مؤتمرا صحفيا ليقولوا انهم الان يدرسون على حساب الدكتور خالد صالح.
بعض المندسين من الصحفيين المشاكسين قالوا ان هؤلاء الطلاب لايمكن لهم الاستمرار في الدراسة حيث سيعلن الجميع صوماعن المخاطبة في هذه الالقاب ويكون مصيرهم، أي الطلاب، الشوارع العامة.
سمعت ولا أدري ماصحة ما سمعت، ان سعادة دولة رئيس الوزراء كان يغرّم كل من يناديه رئيس الوزراء مبلغ مليون دينار،ولم يتضح بعد كم من الملايين استوفاها رئيس الحكومة وأين صرفت.
اتخيل الدكتور(اويلي يابه راح يغرمني) خالد صالح رئيسا لجمهورية العوراق العظيم وسيكون جدول العقوبات كالآتي:
الحبس لمدة لاتقل عن شهر ولا تزيد عن شهرين كل من يناديه بلقب السيد رئيس الجمهورية.
الحجر الصحي لكل من يناديه نيافة رئيس الجمهورية.
وقوف الذي يناديه سيدي بساحة الميدان 12 ساعة متواصلة ويكون محاطا برجال الحماية خوفا من الزوغان.
ويبدو ان الدكتور صالح”وهذه غرامة ثانية” يعرف تماما ان اولياء بعض الطلاب يعيشون تحت خط الفقر وهم يرون بالعين فقط انابيب البترول تضخ عبر تركيا ولكنهم يأملون خيرا،كما ذكر احد المراسلين، بما قاله الشهرستاني نائب رئيس الحكومة لشؤون الطاقة قبل ايام بشأن عزم العوراق مد انابيب البترول عبر البحر الاحمر عبورا الى الكاريبي.
والسؤال الملح للدكتور “وهذه غرامة ثالثة” خالد صالح لماذا لايبادر الى قبول الطلبة الفقراء في الجامعة ليكملوا دراستهم مجانا بعد ان يثبتوا انهم من المعدمين.
انه بذلك سيتخلص من”دوخة” الجداول والبحث عن “خردة” ليرجع باقي مبلغ الغرامة الى صاحبها ، والاهم من ذلك انه يتلقى اجرا من عند رب العزة وتنمحي كل خطاياه.
نقطة نظام:” تشير المعلومات الى ان بين اوساط الاساتذة الجامعيين في اربيل لا يخاطب احدهم الاخر بلقب الدكتور والجميع ينادون بعضهم باسمائهم الخاصة، ويقول العديد من موظفي الجامعة ان قسما كبيرا من مرتباتهم تذهب الى رئيس الجامعة لانه “عندما نخاطبه بلقب الدكتور يستوفي منا 5 الاف دينار فورا”(مقتبس من المصدر نفسه).
فاصل اكاديمي: يعتقد اولاد الملحة ان خالد صالح (ماكو غرامة هذه المرة) يريد ان يرفع الكلفة بينه وبين مخاطبيه حيث يصر على ان ينادوه باسمه الاول.
شكرا اخي صالح.
بس لاتطلع كلمة اخي عليها غرامة.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.