المسلم يطوف أرجاء أمريكيا وأوربا وهو يبشر بدينه ويبني المساجد هنا وهناك, ويستغل احترام تلك الدول له, بنفس الوقت
الذي لا يُسمح به للمسيحيين بأن يبنوا في السعودية كنيسة أو هيكلا في يثرب أو خيبر أرض أجداد اليهود, ولدى المسلمين جرأة على الملاحدة والعلمانيين حيث يدعونهم إلى دينهم ولكن ليس للعلمانيين جرأة بأن يدعوا مسلما واحدا إلى العلمانية, طبعا من غير اللائق أن يدخل السكران إلى بيت عبادة ويدعو الشيوخ إلى شرب الخمور, ولكن للشيوخ جرأة بأن يدخلوا في أوروبا والدول العربية إلى الحانات ونوادي اللهو والرقص والرفاهية لكي يدعوا رواد تلك الأندية إلى الصلاة وإلى دخول الإسلام, ومرة روى لي شيخ وأقسم على ذلك, فقد قال لي: كنت مرة في أوروبا, وقيل لي هنالك رجل مسيحي نرغب بأن يدخل المسجد ليصلي معنا في جماعة, فقال لهم: أنا أستطيع إقناعه بذلك, قال فتوجهت إليه وصفعته على رقبته صفعة قوية فلحق بي, فدخلت المسجد فدخل ورائي, وهنالك ابتسمت في وجهه وقلت له: آسف فعلت ذلك لكي أجبرك على دخول المسجد, قال: وجلس معنا ساعة وصلى معنا صلاة العصر, والسؤال هنا: هل من الممكن أن يدخل شيخ مسلم إلى كنيسة أو هل من الممكن أن تحدث عكس وخلاف هذه القصة مع المسيحي والكنيسة؟ لماذا يتبجح المسلمون ويملكون الجرأة على دعوة غيرهم إلى دينهم بنفس الوقت الذي لا يملك به المسيحيون الجرأة على فعل ذلك.
أشاهد وأنا أمشي في الطرقات اشتباك جماعة التبليغ(الدعوة) بالنقاش وبالحوار مع الناس في الشوارع ويدعون الناس إلى دخول المساجد للصلاة فيها, وأحيانا يزورون الناسَ في البيوت, ويزورون المخمورين والسُكارى والمنحرفين وأصحاب الجُنح الأخلاقية ويدعونهم للإسلام أو للصلاة داخل المسجد, ويتجرءون أيضا على الملاحدة والعلمانيين ويدعونهم لقبول الإسلام وللصلاة في المسجد, وبنفس الوقت كل هذه التيارات وكل هذه الاتجاهات السياسية والحزبية تتقبل هؤلاء المسلمين برحابة صدر وإذا أرادوا صرفهم فإنهم يصرفونهم بابتسامة خفيفة, ولكن هل يتجرأ العلمانيون لدخول المساجد ليوجهوا دعوة للشيوخ بضرورة فصل الدين عن الحياة؟ أو هل يملك رجل سكران الجرأة على دخول مسجد ليدعو فيه الشيوخ لشرب القليل من الجِعة؟ وهنالك ما هو أخطر من ذلك : فجميع الشيوخ في محاضراتهم وخطبهم الدينية يملكون الجرأة على دعوة النساء لكي يلبسن الألبسة الشرعية مثل : النقاب والحجاب والخِمار, ولكن هل هنالك جرأة بأن يدخل علماني ليدعو فيه نساء المسلمين على ارتداء الملابس المدنية؟ يعني إذا أنت مثلا أوقفت شيخا في الطريق وبمعيته زوجته وهي لابسة للنقاب والجلباب فهل تملك الجرأة لتقول له: دعها تلبس البكيني؟!!!!!!!….أو دعنا نراها ببنطال جينز أسود أو أزرق؟ من المؤكد أنك إذا تجرأت على ذلك أن تتعرض للقتل أو للذبح بدمٍ بارد, ولكن وهذا يحصل دائما أن يستوقف رجل دين رجلا مدنيا وبمعيته زوجته فيدعوها ويدعوه لكي يفرض عليها لبس الأغطية والألبسة الإسلامية الشرعية…
طبعا من المستحيل جدا أن يتجرؤوا هؤلاء جميعا ليناقشوا الجماعات الإسلامية ليقنعونهم بمنهجهم حول الإلحاد أو العلمانية , من المستحيل جدا أن يتجرأ مُلحد واحد ليوجه للشيوخ الدعوة إلى الإلحاد, أنا أشاهد في المناسبات الاجتماعية والعائلية مثل بيوت العزاء أن يقف شيخٌ لينادي ويوجه خطابه للملحدين بضرورة العودة إلى الدين الإسلامي ولكن طوال حياتي لم أرى ملحدا واحدا يقف في بيت عزاء لينادي الشيوخ ويوجه لهم دعوة للإلحاد.
أنا لا يهمني هذا الموضوع بقدر ما يهمني قبول الآخر وتقبله, ذلك أن الجماعات الإسلامية تفرض على الآخرين تقبلهم بحجة احترام سيادة القانون والحريات العامة وقبول الرأي والرأي الآخر, وحينما يتوجهون إلى أي شخص لدعوته لدينهم فإنهم يفرضون عليه تقبل رأيهم بكل بجاحة ووقاحة, ولكن هل يسمحون للآخرين بأن يبثوا أفكارهم في بيوتهم وشوارعهم؟ أعتقد لا, فجميع التيارات الإسلامية تطلق على الفكر الآخر والرأي الآخر كلمة(سموم) فأنا شخصيا سمعتُ منهم هذه الكلمة مئات المرات, وكلهم حين يتحدث معهم أي شخص حول فكره ومنهجه وثقافته فإنهم فورا يطلقون على أفكاره كلمة(سُموم).
ويذهب المسلمون يوميا إلى الدول الأوروبية وإلى الأمريكيتين لينشروا هنالك أفكارهم ودينهم الإسلامي بحجة أن هذه الدول تحترم الرأي الآخر وتتقبله بكل رحابة صدر, بل أيضا يسمحون لهؤلاء المسلمين بعقد الندوات والمحاضرات لتكريس جهودهم حول الدعوة, ويدخلون إلى مؤسسات المجتمع المدني وإلى مباني الندوات والمحاضرات وهنالك يصدحون بالقرآن ويتلونه ويقرؤونه ويوجهون الدعوة العامة إلى كل الناس لحضور محاضراتهم وندواتهم ويستغلون بذلك ويستثمرون بذلك سيادة دولة القانون والمؤسسات التي تسمح لهم بتنشيط أنفسهم في عواصمهم.
ولكن هنالك سؤال يطرح نفسه وهو: طالما أن المسلمين وأكثرهم من دول الخليج العربي وخصوصا السعودية, يتوجهون للدعوة لدينهم في الدول المسيحية والتي أغلبها من المسيحيين, فلماذا مثلا لا نسمع ولا نرى ولا نشاهد المسيحيين يمشون في شوارع السعودية للدعوة إلى دينهم؟ لماذا يتجرأ المسلمون ويغزون العالم المسيحي بالندوات وبالمحاضرات لينشروا ويبشروا بديدنهم في نفس الوقت الذي لا يتجرأ فيه ولا مسيحيٌ واحد للتبشير بالمسيحية في السعودية؟ إن الطامة الكبرى أن المسلمين يذهبون إلى الدول الأخرى للتبشير بدينهم ولكن لا يسمحون ولا لأي صاحب ديانة أن يبشّر بديانته في بلدانهم.
وكذلك من غير المسموح به أن تطأ قدم المسيحي أو اليهودي أرض مكة والمدينة المنورة على اعتبار أن هؤلاء نجس كفارٌ ومشركون لا يجوز أن يدنسوا مقدساتهم الإسلامية.
وبنفس الوقت يستعملون في مكة والمدينة كل المبتكرات العلمية والاختراعات العلمية التي يخترعها لهم المسيحيون واليهود, وبأسلوب هزلي مضحك ومحزن ومبكي يقولون عن هؤلاء بأنهم كفرة, وعلما أن هؤلاء الكفرة أناروا لهم شوارعهم وبيوتهم ومدنهم ودخلت مخترعاتهم بيوتهم وجيوبهم مثل الكمبيوترات والموبايلات وكل الأجهزة الكهربائية التي لم يخترعها أي مسلم على الإطلاق.
كيف يملك هؤلاء الجرأة على دعوة أصحاب الديانات الأخرى إلى دينهم ولا يملك الغربيون مثل المسيحيين الجرأة على الدعوة لدينهم والتبشير بإنجيلهم في الخليج العربي!!.
وجلستُ في حياتي مع كثيرٍ من الأصدقاء القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وتحدثت معهم عن تلك البلدان, وأغلبهم ينقلون صورة مشوهة عن تلك البلدان إذ أنهم يصفونها بالدول الزنديقة والكافرة, ويسبونهم ويشتمونهم ويلعنونهم ويدعون عليهم بأن يرسل الله لهم الكوارث والزلازل والبراكين, تلك الدول التي جمعوا منها ثروات طائلة وعملوا فيها ودرّسوا أبناءهم فيها, أي أن المسلمين يبصقون في الصحن الذي يأكلون منه, ويستغلون الحرية والديمقراطية في الدعوة إلى دينهم وينشرون هنالك مصاحفهم وكتبهم ويبنون مساجدهم ويتنقلون بحرية ويستفيدون من مخترعاتهم ومكتشفاتهم وبنفس الوقت لا يعطون الحرية لتلك الدول المحترمة بأن تنشر كنائسها وإنجيلها في دول الخليج العربي, ولا أحد يملك الجرأة من العلمانيين مثلا ليدعوا المسلمين إلى علمانيتهم, إنها بحق صورة طبق الأصل عن تسامح الغرب المسيحي وبجاحة المسلمين.
خير الكلام .. بعد التحية والسلام ؟
١: صدقني أيام العيد لن تطول على المسلمين في أوربا ، فمن أوجدو لليهود هتلراً سيوجدون للمسلمين في كل دولة هتلرا ؟
٢: كل الدلائل تشير أن سنوات المسلمين السمان قد أنتهى زمانها ، والآتي سنوات عجاف لايقوى على عدها أحد ؟
٣: الغرب يخطط لأهدافه بصبر لعشرات السنيين ، والمسلمون المفلسين يطيلون لحاهم ويفجرون آنفسهم من أجل كذبة حور العين ، فهل هنالك غباء وحماقة أكثر من هذا ؟
٣: ما أوردته كله صحيح 100% ولكن السوال لماذا ، هل الغرب ساذج أو جبان لهذه الدرجة ؟
الجواب بكل بساطة ، الغرب ليسب ساذج ولا بجبان فلو أرد فناء المسلمين لفناهم في ليلة القمر فيها ، ولكنه لا يريد للمسلمين الخروج من قوقعة الدين ، بدليل نفاق ساستهم بأن الاسلام دين محبة وسلام ، وهم كشيوخ المسلمين أكثر الناس معرفة بحقيقته بحكم الواقع المرير والتاريخ المشين ؟
٣: واليوم ما تراه من إزدهار في بعض دول الخليج خاصة ، سيكون وهم وسراب وكأنه لم يكن والأمر ليس ببعيد ، ليستمر الحمقى التباهي بماضيهم التعيس ، سلام ؟