بالحب وحده نستطيع أن نرمم سوريا، فهل هناك من يسمع؟؟؟

منذ أن تبنينا القطة سايكو، وكلبنا شام يقيم الدنيا على رؤوسنا ويرفض أن يقعدها!wafa
غيرة قاتلة!
قبل أن نترك سايكو تسرح وتمرح في فناء الدار، يجب ان نتأكد أن شام مربوط وغير قادر على الاستفزاز، لأنها إذا وقعت في يده سيحولها إلى شوربا في دقائق…
أمس لم ار شام في حديقة البيت فتوقعت أنه مربوط وفتحت الباب لسايكو كي تتشمس في حضن الطبيعة ولو لدقائق…
كنت في المطبخ وإذ بي أسمع صرختها وكأنها قنبلة انفجرت، فركضت لأراها بلمح البصر في أعلى إحدى الأشخار وشام يحوم حول جذع الشجرة ويكشر عن أنيابه…
وهي ترتجف وتضرع إلى آلهة السماء لحمايتها من موت محقق!
رحم الله جدتي: الروح ـ يا ستي ـ عزيزة!
الروح عزيزة!
تعود بي سايكو إلى هؤلاء السوريين الذين تهطل عليهم الدنيا رصاصا وقنابلا، و أطفالهم في أحضانهم…..
كيف يدافعون عن أرواحهم، كيف يدافعون عن أطفالهم؟؟
أي وطن هذا المبغى الذي يهتك أرواح بشره؟؟؟
إنها ثقافة الموت التي شربناها مع حليب أمهاتنا، والتي بلتنا بها تعاليم لا تقيم للحياة وزنا…
في نيسان الماضي، قمت برحلة لبعض الدول الاوروبية، كان الدليل السياحي، وكلما مررنا في أحد الشوراع، يشير إلى الأبنية ويقول: لقد دُمرت في الحرب الأهلية وأعيد ترميمها بعد الحرب!
كنت أستمد بصيص أمل من عبارته تلك، وأتساءل: هل سيأتي يوما أجوب به شوارع سوريا وأقول “لقد رممتنا الحرب الأهلية”؟؟؟؟
ربما، إذا استطاع السوريون أن يطهروا أنفسهم من ثقافة “الإنتقام” ومن تعاليم “أن تقتلوا أو تُقتلوا”…
وأن يهدموا الحواجر بين مقابرهم، كي يروا بعضهم البعض وهم ينحبون ويبكون، فيعوا بأن الألم هو الذي يوحد البشر كلهم، وبأن عدوهم يتألم بنفس مستوى ألمهم…
عندها وعندها فقط ربما يتوقفون عن قهر بعضهم البعض…
بالحب وحده نستطيع أن نرمم سوريا، فهل هناك من يسمع؟؟؟

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.