مقدمة :
اُمّ المشاكل في مصر ,متى ستعالجونها ؟
المقصود باُمّ المشاكل في الحالة المصرية هي الزيادة السكانية الرهيبة
والتكاثر غير المدروس وغير المُسيطر عليه كلياً .
فمن بين الأخطار العديدة المُحدقة (بأمّ الدنيا) التي تبدأ بالفكر الظلامي لطائفة من الشعب المصري تأثروا بأفكار ودعوات البدو الأجلاف عندما عاشروهم هناك في صحاريهم القاسية .
الى مشاكل وتهديدات النهر الخالد النيل العظيم (وسدّ النهضة) .
الى التصحّر والتلوّث وتهديد المناخ العالمي .
الى مشكلة المواطن العادي مع الحالة الإقتصادية البائسة التي تجعلهُ غير سعيد في حياتهِ ما يدفعهُ الى التذمّر والبؤس .
الى مشكلة الأعداء الخارجيين وتصديرهم للإرهابيين (حماس مثلاً) .
وفي الواقع حتى (إسرائيل) نفسها لا أعتبرها خطراً على أمن مصر وشعبها ,مثل خطر الزيادة السكانية المنفلتة العقال من كلّ منطق وعقل !
إنظروا معي لو شئتم للأرقام التالية (وأنتم تعلمون أنّ الأرقام لاتكذب ولا تُجامل مثل الكلمات) وسوف تفهمون قصدي وخشيتي .
خلال الحرب العالمية الأولى (1917) بلغت نفوس مصر 12 مليون .
بعد نهاية ال [ح ع 2 ] بقليل ( 1947) بلغوا 18 مليون نسمة .
عام 1966 بلغوا 30 مليون .
عام 1986 بلغوا 48 مليون .
عام 2006 بلغوا أكثر من 72 مليون .
الآن عام 2014 / التقديرات تُشير الى حوالي 92 مليون .
لاحظوا مايلي :((نسبة )) الزيادة تتضاعف بإستمرار وبجنون تقريباً !
الرابط الثاني
***
تقرير الغارديان !
سأكتفي بمقدمتي ,وأنهي مقالي كالعادة بخلاصة فكرتي .
بينما سأفرد باقي السطور لأختصار تقرير(باتريك كينغسلي)
وهو مراسل صحيفة الغارديان البريطانية في القاهرة .
وستلاحظون معي أنّ الرجل يكتب بدافع حُبّ مصر والخشية عليها .
( ربّما لاتعلمون كم يُحّب الناس ويعشقون مصر ؟)
القصد هو لا يكتب بدافع المؤامرة الكونية الصهيونية الإمبريالية .
عنوان الغارديان هو :
[ الإنفجار السكاني في مصر يزيد الأوضاع الإجتماعية تدهوراً ]
يتناول (باتريك كينغسلي) أهّم ظواهر الصراع المجتمعي في مصر
ويُلقي الضوء على الزيادة الحادّة في تعداد المواليد.
تقول الغارديان : إنّ مصر تُناضل من أجلِ إستيعاب الزيادة السكانية المُفاجئة والتى تصاعدت بنسبة غير متوقعة خلال الأعوام الثلاثة الماضية !
ويقول كينغسلي إن هذه الزيادة تُسهم بشكل مباشر في زيادة الأوضاع الاجتماعية سوءاً ,وهي المشكلات ذاتها التى أدت إلى الانتفاضة التى شهدتها مصر عام 2011.
ويلقي كينغسلي الضوء على هذه الزيادة ويقدّم بعض الارقام للقاريء
مثل زيادة عدد المواليد بما يبلغ 560 ألف مولود عام 2012
عن عدد المواليد عام 2010 حسب الاحصاءات المصرية .
ويُوضّح المراسل أن هذه الزيادة هي الأكبر على الإطلاق منذُ بدأت مصر في إحصاء عدد المواليد .وأنّ هذه الزيادة تؤهل مصر لتخطي بلدان مثل روسيا واليابان من ناحية تعداد السكان بحلول عام 2050
حيث يتوقع وصول عدد السكان إلى ما يقرب من 138 مليون نسمة
وينقل كينغسلي عن مدير (مركز بصيرة للتعداد والإحصاء) ماجد عثمان قوله :
“إن هذه الزيادة هي الأكبر في تاريخ مصر ولم يسبق لنا أبدا أن سمعنا عن مثل هذه الزيادة في أعداد المواليد خلال عامين فقط”.
ويقول كينغسلي
“إن الزيادة السكانية يُنظر إليها في مصر على أنها قنبلة موقوته يمكن أن تستنزف الموارد الطبيعية المتهالكة في مصر إذا لم يتم التعامل معها وحلها”.
ويضيف كينغسلي إن هذه الزيادة ستزيد من سوء الأوضاع الاجتماعية وتقلل الفرص المتاحة في سوق العمل خاصة أن ما يزيد عن 60% من السكان في مصر من الشباب تحت سن 30 عاما.
ويوضح الكاتب أن ما يزيد على 800 ألف شخص ينضمون لسوق البحث عن عمل سنويا في مصر , التى تشهد بالفعل معدل بطالة كبير يزيد على 13% بالتوازي مع زيادة غير منظمة للمواليد وتراجع كبير في معدل الوفيات.
ويعتبر كينغسلي أنّ هذه الامور ستصب في النهاية في زيادة كبيرة لايمكن تجنبها للبطالة بين الشباب وهو مايؤدي بدوره إلى زيادة الغضب العام في المجتمع . / إنتهى !
****
الخلاصة :
لا يتوّقف أمر نهوض بلادنا البائسة على الحاكم وحدهِ .
ولا على مستشاريهِ وحكومتهِ والخطّة الإقتصادية فحسب .
ولا حتى على الثروات والموارد الطبيعية والتعاون الدولي وما شابه .
الأصل في النهوض هو الإنسان ذاتهِ وثقافتهِ وفكرهِ وعملهِ !
القنبلة الديموغرافية هي سلاح دمار شامل نابع أصلاً من الفكر الظلامي.
ومصر تحتاج قرار صيني بمولود واحد للعائلة الى نهاية القرن الحالي أقلّه !
في الغرب يحبّون الحياة ويعملون من أجل تطويرها على الدوام .
مع ذلك هم لا يتكاثرون كالفئران ,بل العكس هو المتبّع .
فالوالدين يناقشون ألف مرّة مصير وحياة ومستقبل الطفل قبل ولادتهِ .
لكن (تُجار الدين) في بلادنا دمّرونا بأفكارهم البالية يحبّون الموت من جهة , ويسعون الى التكاثر الفئراني في نفس الوقت .
فكيف يصّح الأمران ؟
ينطقوها هكذا في وجهنا :نحنُ قوم نحّب الموت كما يحبّون هم الحياة .
وعلى رأي نيتشه [ هناك دُعاة يكرزون للموت , والأرض مليئة بأؤلئك الذين ينبغي أن يكرز فيهم للإعراض عن الحياة ] !
روحوا موتوا بعيد عنّا ودعوا الناس تعيش وتعمل وتبني وتحّب على هواها ورأيها ,مَن جعلكم أوصياء علينا وعلى عقولنا ؟
ومتى كانت الأعداد مدعاة للفخر عند العقلاء ؟
وأيّ تناقض أكثر من تعاليمكم , تُدّمر شخصيّة الفرد و المجتمع ؟
وأيّ بحر أعمق من هذا الذي تدعونا للغرق فيه ؟
***
الرابط الأوّل / تعليق صحيفة الغارديان من ال BBC
http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2014/02/140216_press_monday.shtml
الرابط الثاني / معلومات من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء
http://lalipost.almountadaalarabi.com/t51-topic
تحياتي لكم
رعد الحافظ
17 فبراير 2014