ايها المغتربون اذا توفيتم هناك فانتم كفار

nasistpresentationرىيس لجنة المصالحة عبد الله السيويلم خرج من القمقم بعد ان قرأ بعض التعاويذ ورأى على غير ماعهده، وفيما هو يذرع شوارع الرياض صادف جامعا حسن البناء فدخله واراد ان يصلي فيه وكان الوقت ظهرا.
صعد الى المنبر بعد ان طلب الكلام كعادته حين كان في القمقم فسمحوا له . فقال : ايها المسلمون،لقد رأيت النبي وقد اوصاني بنقل هذه الوصية لكم،من مات في بلاد الكفار لايدخل الجنة، ومن مات وهو قريبا من حدود بلاد الكفار فسيكون في المنطقة الوسطى مابين الجنة والنار.
وضج بعض المسلمين خصوصا كبار السن منهم فلديهم ابناء يدرسون في بلاد الكفار فماذا يحل بهم اذا تعرضوا لحادث دهس ادى الى موتهم؟ وماذا لو ولدت احدى بناتهم هناك وتعرضت للموت؟ وماذا لوذهب احدهم للعلاج وتوفى اثناء اجراء العملية ؟ ماذا لو تزوج احدهم من بنت كافرة وجاءته المنية بعد حين رغم انه يواظب على الصوم والصلاة وايتاء الزكاة؟وماذا، وماذا وماذا.
لم يجد السويلم مايقوله وكان امام خيارين،اما ان يهرب من الجامع او ان يطلب عفريت القمقم ان يعيده الى “شيشة” علاء الدين.
في طريق العودة لم يجد احدا يلقي عليه السلام رغم ان مظهره بلحيته الكثة وجلبابه يبدو رجل دين خصوصا بكوفيته البيضاء التي بانت منها صلعته الامامية. فصاح بمن التقى بهم لماذا لاتلقون السلام اما رأيتم رجل دين من قبل؟ لم يجبه احد تركوه يصيح لوحده دون ان يلتفتوا اليه حتى.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.