لم تكتف ايران بتدخلاتها السياسية والعسكرية في العديد من البلدان العربية بل تعدتها الى السعي لتعويق اي حراك سياسي شعبي عربي ،يهدف الى الاصلاح واسقاط الانظمة الدكتاتورية والشمولية الدائرة في فلك النظام الايراني كما هو الحال في سوريا والعراق ،وفي هذه الاحاديث التي سننشرها تباعا نتناول الحراك السياسي الشعبي السوري المعارض وموقف ايران ولاية الفقيه منه .
بما لا يقبل الجدل ان ايران الملالي تقف بالضد من اية جهة معارضة للنظام السوري وقد صرح مسؤلوها ان نظام الاسد خط احمر ،وانفقت ايران المليارات وزجت بالاف المقاتلين الايرانيين والعراقيين والافغان واليمنيين واللبنانيين لحمايته ، وكم تكبدت من خسائر مكلفه تحمل وطأتها الشعب الايراني ،وكانت حمايتها لنظام الاسد هذا التي هقوم بها على وفق عقيدة امنية تقول ان انهيار دمشق الاسد يلوح بانهيار بغداد العملاء ومن ثم طهران الملالي ،وكان امتعاض ايران من مؤتمر الظهران لتوحيد موقف فصائل المعارضة السورية وخطابها واهدافها وموقفها من نظام الاسد ورؤيتها لسوريا الغد ،وعملها على تعويق اتخاذ قرارات فعالة لهذه التوجهات عبر تحريك المحسوبين عليها ممن شاركوا في المؤتمر ،وشن حملة اعلامية مكثفة ضد السعودية والمؤتمرن والتشكيك بنواياهم ووصفهم بالارهابيين وبالتالي وصف السعودية براعية الارهاب ،وغض النظر عن الارهاب الذي مارسه الاسد ضد الشعب السوري وراح ضحينه اكثر من ثلاثمائة سوري وشرد الملاليين في ارجاء المعمورة وقضى الالاف منهم غرقا وجوعا ومرضا وضياعا في رحلة الهرب الكبرى التي قرأنا في صفحاتها الاف القصص المأساوية التي تدمي القلب يقول الكاتب كريستوفر بوكير في مقال نشرته الصاندي تلغراف الاسبوعية انه في جميع الاهتمامات التي تنظر في مواقف المؤيدين أو المناوئين للمجازر التي لا توصف في سوريا، هناك شيء أساسي واحد من البانوراما منسي في كثير من الأحيان. ونحن نعرف أن روسيا مؤيدة للأسد لكنها تحارب داعش وغيره من الفصائل السورية المتنوعة الأخرى. تركيا تحارب الأسد وداعش، لكنها أيضا ضد روسيا والأكراد. الكرد يحاربون الأسد، وداعش وتركيا. التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يحارب داعش لكنها موالية للأكراد وتركيا والمتمردين السوريين الآخرين.
انما اللاعب الحاسم الآخر الذي تم التغاضي عنه بسهولة للغاية هو أن القوة العظمى في المنطقة التي بدون دعمها العسكري للأسد لكان الآخير قد اختفى منذ فترة طويلة وهي الديكتاتورية التي يديرها رجال الدين الشيعة في طهران. منذ تفكك بلاده كان فيلق القدس الداعم الرئيس للأسد وهو ذراع قوات الحرس الثوري الإيراني خارج الحدود ،فهولسنوات طويلة كان العامل التحريضي على الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، ابتداءا من لبنان إلى أفغانستان وليس آخرا في العراق، حيث دعمه للميليشيات الشيعية كان يشكل الخطر الأكثر فتكا على القوات الأمريكية والبريطانية على طول أيام الاحتلال في فترة ما بعد عام 2003.
منذ انهيار جيش الأسد أمسك فيلق القدس زمام قيادة الحرب في سوريا ، بقيادة بعض من كبار ضباطه، جنبا إلى جنب 25،000 من حلفائه من حزب الله الذي يدعمه في لبنان والمرتزقة المأجورين من أفغانستان وباكستان والعراق. الهدف الرئيسي لهم، كما هو الحال في المعركة الدائرة في حلب، لم يكن داعش بل الفصائل السورية الأخرى ( حراك المعارضة الشعبية المعتدلة ). ولكن في الأشهر الأخيرة، علمنا عن طريق المجلس الوطني للمقاومة الايرانية المطلعة ، المجموعة الرئيسية العاملة في إيران وخارجها لاستبدال الاستبداد في طهران بحكومة غير دينية و ديمقراطية، أن فيلق القدس في سوريا تكبد ضربة جسيمة للغاية.اهلكت العديد من ضباطه الكبار، بما في ذلك قائده العميد حسين همداني ، – وحتى قائده العام، قاسم سليمان اصيب بجروح حسب تقارير.
ان المجلس الوطني للمقاومة على يقين أن سوريا لا تستطيع العودة إلى السلام ما لم تتم تنحية الأسد. ويدعي حلفاء الغرب أن هذا لا يمكن أن يتم إلا من قبل ‘الجيش السوري الحر’. ولكن أمامهم عدو رئيسي لـ’سوريا الحرة’ وهو إيران، التي نقضت التعهد الأخير الذي أطلقه روحاني الرئيس الايراني ‘المعتدل’ بان بلاده لم تعد تتابع مشروعها لصنع أسلحة نووية: وهذا توافق يدعي المجلس الوطني للمقاومة (الذي هو أول من نبه الغرب بخطط ايران النووية في عام 2002) بأنه احتيال لمخادعة الغرب. ولا يسعنا أن نخاطر بمزيد من الصراع مع الحليف الرئيسي الآخر للأسد أي روسيا. لذلك فإننا لا نزال فقط نقصف داعش، في حين يستمر الشعب السوري في تحمل أفظع المآسي والويلات خطورة في عصرنا.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :