اوف يابه

rodenyماذا يمكن ان نفسر لأحدهم وهو يبوس “تاير” سيارة الصدر؟ هل هو معتوه ام يعاني من عقدة الرمز؟ ام من ضمن القطيع الذي اكلوه لحم”فاطس”؟ ام هو نموذج لبعض الناس الذين يحبون الذل والهوان؟.
انها والله حيرة ان ترى احدهم يركض مسرعا نحو سيارة “السيد” لا ليسلم عليه وانما ليتبارك ب”التاير” ويبوسه.
كيف يمكن تفسير ذلك وهو ما لم يحدث في اي بقعة من هذه الارض العرجاء؟.
انه “تاير” ياناس مصنوع من البلاستيك وملوث بتراب الشوارع.
سيقول البعض انها حالة فردية وانا اجزم انها حالة عامة، فالذي يضع ورودا في مكان الخيمة التي اعتصم بها “السيد” لايمكن ان يكون عاقلا لأن الورود تضع عادة على القبور او جنبها.
على كل حال “السمجة” راسها خايس وبعد ماكو فايدة.
حين اردت ان اصف البعض ب”الطليان” اعترض زميل لي وصرخ بوجهي:ارجوك لاتظلم الطليان.
الحق كل الحق معه ف”الطلي” له فوائد عديدة وعلى رأسها “الباجة”.
هل يعرف اعضاء البرلمان هذه الصفات لدى هذا الشعب ولهذا استمروا في غيهم وسرقتهم؟ يمكن ذلك.
ماعلينا..
في مجلس البرلمان ايتها السيدات والسادة تعمل 654 سيارة (يعني 654 سائق) والغريب ان 123 سيارة منها مخصصة للسيد سليم الجبوري.
لست انا الذي قلت ذلك وانما النائبة ماجدة التميمي عضوة اللجنة المالية في البرلمان.
قالت ذلك في مؤتمر صحفي تناقلته كل وسائل الاعلام وليس هناك من فرصة للكذب.
ليس هذا فقط فهناك 70 سيارة لمكتب النائب الاول للرئيس و43 لمكتب النائب الثاني (ليش هاي التفرقة عيني؟).
تخيلوا لو راح الواحد منهم للحلاق ،ولو هذا مستحيل، لتحركت من امامه ومن خلفه اكثر من 100 سيارة والحلاق الذي يرى هذا المشهد سيفر هاربا من محله.
اقرأوا الاغرب ،جميع الموظفين الاداريين في قبة البرلمان(عيني باردة) نظموا احتجاج امس لعدم استلام رواتبهم منذ شهرين.
اليست هذه مهزلة بحق السماء؟.
وبعد ان انهت التميمي طقس اللطم قالت ان”كل سيارة صالون صغيرة يصرف عليها 50 الف دينار اسبوعيا مع 25 الف دينار شهريا لتبديل الزيت، مع اعطاء ( 53% الى 73% ) صيانة من كلفة الزيوت والتبديل بحسب تكاليف السيارات وأن “سيارة الدفع رباعي يتم اعطاؤها 75 الف مع 25 الف لتبديل الزيت مع اموال الصيانة.
“وتم حساب تكاليف الزيت والصيانة للسيارات في عام 2014 والتي بلغت 2 مليار 112 مليون، لكن بالاعوام التي بعدها زادت التكاليف” ترى كم مليار تصرف الدولة العراقية على كلفة سيارات للرئاسات الثلاث (الجمهورية، الوزراء، النواب)).
وتابعت قائلة “وتم حسب تكاليف سيارات الدفع الرباعي سنويا، بحسب ادنى كلفه قمت بحسابها، تبلغ اكثر من 6 مليون دينار، والذي اعرفه ان هيئة الرئاسة لها صرف مفتوح”، و “كل سيارة صالون تكلفنا سنويا بالحد الادنى 4 ملايين”.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.